يشتهر الوسط الفني بتعدد الزواج والطلاق ودائما نجد أن زواج المشاهير خاصة الفنانين لا يستمر طويلا نتيجة للظروف المحيطة بهم وطبيعة العمل غير المنتظمة والتقلبات التي يتعرضون لها من خلال الشخصيات التي يقومون بأدائها، ورغم ذلك نجد أن هناك بعض الفنانين الذين استطاعوا أن يفصلوا بين حياتهم الشخصية وحياتهم الفنية وأن يحتفظوا بحبهم وعائلاتهم طوال حياتهم دون أن يؤثر الفن عليهم، ومنهم من احتفظ بحبه بسبب إخلاصه ومشاعره الفياضة تجاه الطرف الآخر. وإليكم بعض النجوم المصريين الذين أحبوا مرة واحدة طوال حياتهم. عبد الحليم حافظ (العندليب): الرجل الحالم والعاشق صاحب الإحساس والمشاعر الدافئة الذي عشق في حياته كلها امرأة واحدة وماتت روحه عندما توفيت بسبب مرض مزمن وغريب أصيبت به في رأسها. وهذه الصورة الوحيدة التي تجمع العندليب مع حبه الوحيد جيهان العلايلي التي لم يستطع الزواج منها لأن عائلتها الأرستقراطية لم تقبل به، وقبل أن يموت عبد الحليم كان يذكرها كثيراً ويتغنى بها وبجمالها وبعشقه وحبه الأبدي والعذري لها. أحمد زكي: ولدت قصة حب مميزة ورائعة في كواليس السينما المصرية بين النجم الراحل أحمد زكي وبين الممثلة الرقيقة هالة فؤاد التي كانت زوجته الوحيدة وحبه الوحيد، فأنجب منها ابنهما هيثم إلا أن الطلاق تم بعد مرور عامين فقط على زواجهما، بعد أن رفضت هالة اعتزال التمثيل، وصممت أن تكمل مسيرتها الفنية، ووصل الأمر بينهما لطريق مسدود لم يحله سوى الانفصال، حيث كان يحلم زكي بتكوين عائلة كبيرة. زكي اعترف قبل وفاته بأنه ظلم زوجته، وأنها كانت مثالا للمرأة التي تحب بيتها وزوجها، ولكن كان عبقري السينما عصبيا بطريقة لا تُطاق، فهو يعشق فنه ويعطيه أكثر مما يعطي أحدًا. وظل الفنان أحمد زكي بعد هالة يبحث عن امرأة تملأ حياته، ولكنه لم يجد. المقربون من زكي أكدوا أنه حزن كثيرًا على وفاة هالة، وقرر ألا يتزوج بعدها، وأنه أكد لهم أنها حبه الوحيد وأنه أضاعها من بين يديه عندما حرمها من فنها. فؤاد المهندس: قصة الفنان الرائع فؤاد المهندس والفنانة شويكار لا تخفى على أحد، فهما ثنائي عشق وحب استمر منذ النظرة الأولى حتى وفاة المهندس، ودموع شويكار يوم وفاته تدل على أن الحب لازال موجوداً وأيام المهندس الأخيرة كانت تدل على حبه الذي لم ينته لشويكار بسبب كثرة ذكره لها حيث إنه أصيب بالزهايمر ولكنه لم ينسها. وكان فؤاد المهندس قد تزوج من شويكار لمدة 20 عاما ثم حدث الانفصال بينهما. شويكار قالت إنها"القسمة والنصيب وكان لازم الانفصال"، نافية أن تكون الغيرة هي السبب الرئيسي. والمهندس كان يقول: "لم أستطع وضع حد للمتاعب التي عشتُها معها، وحتى الآن لم أستطع جعلها شريكة العُمر والعمل، زوجة عادية في البيت أو زميلة معقولة في المسرح". المفاجأة كانت في عودة الثنائي مجددًا؛ فبعد يومين فقط من تسلم شويكار ورقة الطلاق تدخل "أولاد الحلال" فأصلحوا بينهما، لكن الانفصال النهائي وقع بعد ذلك، ولم يسمح المهندس لأي امرأة بأن تحل محل زوجته الحبيبة سواء على المسرح أو داخل بيته، أما شويكار فأكدت أنها تفتقده كثيرًا بعد رحيله حيث قالت:"فؤاد كان كل شيء في حياتي فهو الحبيب والصديق والزوج والأخ والمعلم فإذا لم يكن الحب الأول في حياتي فهو الحب الأخير وأعتقد أنني كنت الحب الأول والأخير في حياته.. حتى عندما انفصلنا استمرت علاقتي به حتى آخر لحظة في حياته". عمر الشريف: بدأت قصة حب النجم العالمي عمر الشريف وسيدة الشاشة في فيلم "صراع في الوادي" عام 1955 وكان أول شاهد على قصة حبهما المخرج يوسف شاهين وقرب انتهاء الفيلم صارح عمر الشريف الوجه الجديد فاتن حمامة بحبه وطلبها للزواج، لكن العقبة الوحيدة التي كانت أمامهما هي ديانة عمر المختلفة عن فاتن والتي أثارت غضب الجمهور على فاتن ليعلن ميشيل شلهوب اعتناقه الإسلام واحتفاظه باسم عمر الشريف طوال حياته وتعاطف الجمهور بشدة مع قصة الحبيبين، وتزوج عمر وفاتن في نفس العام 1955. استمر الزواج من 1955 حتى 1974 بعد أن تركا لنا رصيدا جميلا من أفلام الأبيض وأسود التي تحمل لنا أفضل مشاهد الحب في تاريخ السينما العربية, أهم أفلام الثنائي ( صراع في الوادي , سيدة القصر , نهر الحب , أيامنا الحلوة , صراع في الميناء ). بعد الانفصال استمرت العلاقة جيدة واحتفظ عمر الشريف بحبه لفاتن ليعلن للعالم أنها حبه الوحيد على الرغم من تعدد العلاقات النسائية وصعوده للعالمية. نور الشريف: أحب النجم نور الشريف الفنانة الجميلة بوسي وظل مرتبطا بها إلى أن مات بين يديها داخل أحد المستشفيات الخاصة، بعد رحلة صراع مع المرض استغرقت ما يقرب من 4 سنوات. وعلى الرغم من أن عودة "العاشقين"، كانت منذ أقل من 6 أشهر بعد فترة انفصال 9 سنوات، بوسى لم يبعدها انفصالها عن نور الشريف، ولكنه زاد من ترابطهما الروحي والوجداني وتعلقهما ببعض، فلم تترك بوسي الفنان نور الشريف خلال سفرياته المتعددة خارج مصر للعلاج، بل كانت تتواجد معه قبل ابنتيهما سارة ومي. جمعت العديد من الأفلام الناجحة بين الثنائي نور الشريف وبوسي وكانت هي الأشهر في السينما المصرية،مثل "حبيبي دائما، آخر الرجال المحترمين، لعبة الانتقام، كروانة، وأخيرا "العاشقان"، الذي خاض من خلاله الشريف تجربة الإخراج السينمائي.