نيويورك:- تعتزم وكالة تابعة للأمم المتحدة مكلفة بمساعدة الدول الأعضاء في تأمين البنى التحتية الوطنية إصدار تحذير شديد اللهجة من مخاطر الفيروس فليم الإلكتروني الذي تم اكتشافه في الآونة الاخيرة في إيران ومناطق أخرى في الشرق الأوسط. وقال ماركو أوبيسو منسق الأمن الإلكتروني للاتحاد الدولي للاتصالات التابع للأمم المتحدة "هذا هو التحذير الأكثر خطورة الذي نصدره". وأضاف أن التحذير الخاص سيبلغ الدول الأعضاء أن الفيروس فليم "اللهب" أداة تجسس خطيرة يمكن استخدامها لمهاجمة البنية التحتية الحساسة. يشار إلى أن الفيروس تم اكتشافه مؤخرا في إيران ومناطق أخرى بالشرق الأوسط، وبينما ما زالت الجهة المسئولة عن تصنيعه مجهولة، فقد بررت إسرائيل استخدامها الفيروس ضد البرنامج النووي الإيراني، فيما أكدت طهران تمكنها من صنع فيروس مضاد للفيروس فليم الذي وصف بأنه شديد الخطورة. وكانت الشركة الروسية للبرامج المضادة للفيروسات المعلوماتية (كاسبيرسكي لاب) -التي تعد من أكبر شركات إنتاج البرامج المضادة للفيروسات في العالم- قد أعلنت عن اكتشافها لفيروس (اللهب) المعلوماتي الذي يتمتع بقوة تدميرية لا سابق لها، وأنه يستخدم "كسلاح إلكتروني" ضد عدة دول لغايات "التجسس الإلكتروني". وأكدت الشركة أن "مستوى تعقيد الفيروس بتجاوز كل التهديدات المعلوماتية المعروفة حتى الآن"، مشيرة إلى أنه يتمتع بقوة تزيد عن عشرين مرة عن الفيروس "ستكسنت" الذي رصد في 2010، واستخدم ضد البرنامج النووي الإيراني، مشيرة إلى أن الفيروس الحديث يمكن أن يسرق معلومات هامة محفوظة في الحواسيب، إلى جانب معلومات في أنظمة مستهدفة ووثائق محفوظة والمتصلين بالمستخدمين وحتى تسجيلات صوتية ومحادثات. وحسب وسائل إعلام غربية فإن الفيروس استخدم لمهاجمة وزارة النفط الإيرانية والميناء الرئيسي للنفط في إيران. في الأثناء أثارت تصريحات لوزير الشئون الإستراتيجية في الحكومة الإسرائيلية موشيه يعالون شكوكا حول تورط الحكومة الإسرائيلية بتصنيع هذا الفيروس، وقد برر يعالون في تصريحاته لجوء بلاده لاستخدام الفيروسات القوية مثل فيروس فليم "كسلاح إلكتروني"، لمواجهة التهديد النووي الإيراني. وقال يعالون في تصريحات إذاعية "من حق أي شخص يعتقد بأن التهديد الإيراني يشكل خطرا كبيرا اتخاذ تدابير مختلفة كتلك لوقفه"، مشيرا إلى أن إسرائيل رائد في مجال التكنولوجيا الحديثة، "وهذه الوسائل توفر لنا كل الاحتمالات". وبحسب وكالة أنباء إيرانية فإن الفيروس قد يكون "ضرب بشكل خاص" في إيران والسودان وسوريا وإسرائيل والسعودية ومصر.