عواصم : - يحلّ اليوم بسوريا أربعة مبعوثين رفيعين في محاولة لإقناع نظامها بإنهاء "قمع" الاحتجاجات المستمرة منذ ستة أشهر، في وقت حذت فيه الكويت والبحرين حذو السعودية واستدعتا سفيريهما بدمشق للتشاور، وسط دعوة فرنسية لمرحلة انتقالية ديمقراطية، وأخرى إلى الحوار وجهتها الجامعة العربية. ويلتقي اليوم وفدٌ يضم مبعوثي الهند والبرازيل وجنوب أفريقيا مسؤولين سوريين رفيعين بينهم وزير الخارجية وليد المعلم للحث على "ضبط النفس" ونهْج الإصلاح كما قال مندوب الهند في الأممالمتحدة هارديب سينغ بوري. ورفضت هذه الدول لأسابيعَ -أُسوة بالصين وروسيا- التصويت لمشروع قرار أوروبي يطلب إدانة دمشق، وانتهت المشاورات في مجلس الأمن ببيان رئاسي غير ملزم. وقالت الرئيسة البرازيلية ديلما روسيف أمس إن بلادها ترى حوار النظام أفضل حل للأزمة. كما يحل بدمشق وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو ليحمل كما قال رئيس وزراء تركيا رجب طيب أردوغان رسالة مفادها أن صبر بلاده قد نفد. وجاء رد سوريا على الموقف التركي شديد اللهجة، ف"إنْ كان وزير الخارجية التركي قادما لنقل رسالة حازمة.. فإنه سيسمع كلاما أكثر حزما" حسب تعبير بثينة شعبان مستشارة الرئيس بشار الأسد للشؤون السياسية والإعلامية. وسبق زيارةَ أوغلو اجتماعٌ ترأسه أردوغان، ضم رئيس هيئة الأركان الجنرال نجدت أوزيل ووزيريْ الخارجية والدفاع وتناول مسائل الأمن الخارجي حسب بيان لمكتب رئيس الوزراء. كما سبقه اتصال هاتفي بين أوغلو ووزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون التي حمّلته رسالة "واضحة" بأن تعيد دمشق جنودها إلى ثكناتهم وتفرج عن كل المعتقلين. وفي أنقرة بحث السفير الأميركي فرانسيس ريكيارديوني المستجدات مع إبراهيم كالين مستشار أردوغان. وتقود الولاياتالمتحدة الانتقادات ضد نظام الأسد، وانضمت إليها الأسابيعَ الأخيرة في موقفها تركيا بعد أن ظلت أحد أوثق حلفاء سوريا، وهي بلدٌ فر آلافٌ من مدنييه إلى الأراضي التركية هربا من الحملات الأمنية التي قتل فيها حسب ناشطين نحو ألفي مدني حتى الآن. وعاد السفير الأميركي في دمشق روبرت فورد الخميس إلى منصبه، بعد أن أكد في لقاء تلفزيوني أنه سيواصل تنقله داخل هذا البلد -كما فعل الشهر الماضي بزيارته حماة- فغضبُ دمشق كما قال "لا يعنيني كثيرا". وفرضت الولاياتالمتحدة عقوبات على سوريا يطالب أعضاء في مجلس الشيوخ الآن بأن تشمل النفط والغاز، وهو قطاعٌ طالب برلماني ألماني بارز بأن يُستهدف أيضا، في وقت يبحث فيه الاتحاد الأوروبي توسيع عقوباتٍ تشمل حظرا على السفر والأصول، وطالت حتى الآن نحو 40 شخصية وشركة مقربة من النظام. ودعت فرنسا أمس إلى مرحلة انتقالية ديمقراطية، معتبرة أن زمن تهرب السلطات السورية من العقاب قد ولّى، وقالت الحكومة الألمانية إن الأسد سيفقد شرعيته رئيسًا إذا لم ينه "القمع". وإضافة إلى الضغط الغربي تزايد الضغط العربي وأحدثُ حلقاته استدعاءُ البحرين والكويت أمس سفيريهما في دمشق احتجاجا على الحملة الأمنية، وتعبيرُ الأردن عن قلقه من الأوضاع ودعوتُه إلى الحوار والإصلاحات. وتحذو البحرين والكويت بخطوتهما حذو المملكة السعودية التي كانت الأحد أول دولة عربية تستدعي سفيرها من دمشق. وتحدث وزير الخارجية الكويتي الشيخ محمد سالم الصباح أمس عن لقاء قريب لوزراء خارجية مجلس التعاون الخليجي، الذي عبّر السبت عن "القلق البالغ والأسف الشديد حيال الاستخدام المفرط للقوة"، في بيانٍ ردت عليه سوريا بقولها إنه كان أحرى بالتكتل الخليجي الدعوة إلى "وقف أعمال التخريب وشجب العنف المسلح". وفي أول بيان رسمي له دعا الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي دمشق إلى الوقف الفوري للعنف، لكنه أكد أنه سيلجأ إلى الإقناع لا الإجراءات الجذرية لإقناعها بنهج حوار جدي، وهو أسلوبٌ قال إنه واثق من أنه سيثمر. المصدر : الجزيرة - وكالات