* بريطانيا تطالب الدول العربية وتركيا بالتحرك لدعم الجهود الغربية للضغط على الأسد لوقف القتل * الملحق الإعلامي الأمريكي في دمشق: هناك عصابة مسلحة وحيدة وكبيرة في سوريا اسمها الحكومة * الأسد يهنئ الجيش السوري في الذكرى 66 لتأسيسه ويصفه ب”رمز الجيش الوطني الملتزم بقضايا الأمة العربية” عواصم- وكالات الأنباء: تزايدت الدعوات إلى عقد جلسة طارئة في مجلس الأمن الدولي بعد مقتل قرابة 140 شخصا بأيدي قوات الأمن السورية، في أحد أكثر الأيام دموية منذ بدء التظاهرات المعارضة للنظام قبل أربعة أشهر. وقال ناشطون حقوقيون إن حصيلة الأحد تشمل 100 قتيل على الأقل عندما اقتحم الجيش مدينة حماة التي شهدت في 1982 قمعا عنيفا لتمرد جماعة الإخوان المسلمين المحظورة ضد الرئيس الراحل حافظ الأسد، ما أسفر عن سقوط عشرين ألف قتيل على الأقل. وصرح رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري لحقوق الإنسان إنه “أحد أكثر الأيام دموية” منذ بدء الحركات الاحتجاجية في 15 مارس. وقال ناشطون إن 136 شخصا على الأقل قتلوا أمس في سوريا وتوقعوا ارتفاع الحصيلة نظرا للعدد الكبير للجرحى. وأعلن مصدر رسمي أن الرئيس السوري بشار الأسد هنأ في كلمة اليوم الجيش السوري “الوطني” في الذكرى السادسة والستين لتأسيسه. وقال الأسد بحسب ما نقلت وكالة الأنباء السورية (سانا) “أقدم لكم أطيب الأمنيات وأحر التهاني بمناسبة الذكرى السادسة والستين لتأسيس جيشنا العربي السوري الذي كان منذ اللحظات الأولى لولادته رمز الجيش الوطني الملتزم بقضايا الأمة”. وأضاف “أحييكم جميعا تحية المحبة والتقدير وأنتم تجسدون مواقف الشمم والكبرياء والانتماء الخالص لبلدنا المفدى سوريا العربية”. من جهته، طالب وزير الخارجية البريطاني وليام هيج الإثنين “بمزيد من الضغط الدولي” على سوريا رافضا في الوقت نفسه إمكانية تحرك عسكري برعاية الأممالمتحدة في هذا البلد. وقال: “نريد مزيدا من الضغط الدولي وبالتأكيد ضغط فعلي لا يمكنه أن يأتي من الدول الغربية وحدها”، في دعوة ضمنية إلى الدول المعارضة لاتخاذ قرار ضد دمشق. وأضاف أن “هذا يشمل الدول العربية وتركيا التي كانت ناشطة جدا في محاولة إقناع الرئيس الأسد بالإصلاح بدلا من القيام بهذه الأعمال المروعة”. وندد باراك أوباما الرئيس الأمريكي وقادة أوروبيون بالهجوم بينما دعت ألمانيا وإيطاليا إلى عقد جلسة طارئة لمجلس الأمن، وطالبت بريطانيا بممارسة “مزيد من الضغوط” على سوريا. وقد يعقد اجتماع في وقت لاحق اليوم. لكن من المرجح أن تبرز الدعوة الألمانية مجددا الانقسام العميق حول الملف السوري في مجلس الأمن الذي لم يتمكن حتى اليوم من الاتفاق ولو على بيان يدين القمع المستمر في سوريا منذ أربعة اشهر. وتمارس بريطانيا وفرنسا وألمانيا والبرتغال والولاياتالمتحدة ضغوطا منذ أسابيع لإصدار تنديد بالعنف. إلا أن روسيا والصين وجنوب أفريقيا والهند والبرازيل التي تستنكر العمليات العسكرية لحلف شمال الأطلسي على ليبيا، رفضت دعم التحرك. ولوحت روسيا والصين باستخدام حق النقض (الفيتو) لمنع تبني أي قرار رسمي ضد الأسد. ووصف أوباما أعمال العنف في سوريا بأنها “مروعة” متوعدا بتصعيد الضغوط على نظام الأسد. واشاد في الوقت نفسه بالمتظاهرين “الشجعان” الذي خرجوا إلى الشوارع. وقال أوباما “في الأيام المقبلة، ستواصل الولاياتالمتحدة زيادة ضغوطها على النظام السوري والعمل مع آخرين في أنحاء العالم لعزل حكومة الأسد والوقوف مع الشعب السوري”. وصرح دبلوماسي أمريكي في دمشق للبي بي سي إن العنف في حماة “حرب فعلية” وعمل ينم عن اليأس. وقال جي جي هاردر الملحق الإعلامي في السفارة “توجد عصابة مسلحة كبيرة واحدة في سوريا اسمها الحكومة السورية”. وندد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بالعنف الذي يمارسه نظام الأسد الذي رفض تلقي اتصالات الأمين العام لأسابيع عدة. واأعربت تركيا عن “أسفها العميق وخيبة أملها (...) إزاء التطورات الحالية عشية شهر رمضان المبارك”. وصرح عبد الكريم الريحاوي رئيس الرابطة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان إن “100 مدني قتلوا الأحد في حماة برصاص قوات الأمن التي رافقت الجيش لدى اقتحامه المدينة”.