واضعا يده علي الطلاسم التي أدت إلى مظاهرات 25 يناير، قال الإعلامي الكبير عماد الدين أديب أن السبب يرجع إلى أن مصر التي كان يحكمها الرئيس مبارك عام 1981 اختلفت تركيبتها وسكانها ورغباتهم ومطالبهم عن الفترة الحالية وأن الرجال الموجودين لم يعودوا صالحين للأداء في 2011 . وقام الإعلامي الكبير عماد الدين أديب في حواره مع عمرو الليثي مقدم برنامج "واحد من الناس" في قناة دريم 2 الفضائية حول الإحداث الجارية في الشارع المصري وتصاعد وتيرة المظاهرات خلال اليومين السابقين بتوضيح المشكلة والداء ووصف الدواء . وحول الأحداث التي وقعت أمس وأول أمس ، قال أنه يمكن ان يكون هناك أكثر من 20 إجابة لتوضيح كيف كان الطريق إلى ميدان التحرير. وأوضح أديب انه في حواره يوم 25 ديسمبر الماضي مع المذيعة دينا عبد الرحمن من خلال برنامجها بقناة دريم الفضائية حذر من أن احداث الانتخابات الأخيرة سوف تؤثر بشكل سلبي على الشارع المصري سواء من خلال ملف الاقباط أو الاخوان المسلمين ، وكذا اعتراض الدول الاوربية والمنظمات العالمية، بالاضافة إلى عدم تمثيل الاحزاب الرئيسية في البرلمان وبالتالي خروجهم من لعبة انتخابات الرئاسة. وتطرق أديب إلى سياسة الحزب الوطني في التعامل مع الانتخابات، عندما علق علي تصريحات أمين الحزب أحمد عز الذي أكد أن أحوال الشعب تحسنت كثيرا ، حيث أكد أن هذا التحسن لم يصل إلى الطبقات الدنيا التي تمثل أكثر من 40% من تعداد الشعب والذين يقل دخلهم اليومي عن 2 دولار. وعن سؤالة هل أحداث تونس كانت المصدر والإلهام للمطالبين بالتغيير في مصر، قال أديب لابد ان نعرف من قام بالمظاهرات في تونس وفي مصر قبل أن نحدد ذلك ... ففي تونس نحن نتحدث عن 10 مليون يتمتعون بموشرات رفاهية أقوى وأفضل ، ولا يتمتعون بنفس الحريات أو الإطار الامني المتوافر في مصر ، فالوضع الاقتصادي في تونس أفضل كثيرا عن مصر ومع ذلك قامت الثورة فما بالك بالوضع الاقتصادي الأسوأ كثيرا في مصر. وحدد أديب المتغيرات الأساسية التي ادت إلي مظاهرات 25 يناير، وحصرها في ثورة الاتصالات ، شباب الانترنت الذي قام بالتظاهر ، الموبايل الذي كان وسيلة التنظيم. وهل أثرت أحداث تونس بشكل مباشر في احداث ميدان التحرير ، قال أديب أن شباب ميدان التحرير من مستويات اجتماعية مختلفة وليست متدنية ومن سن 15 إلى 35 ويروون انه لا يوجد أمل في الغد.... ولم يحركهم الاخوان المسلمين ولا الاحزاب اوالحركات المعروفة ، لكن كانت المشكلة في الحالة الافتراضية التي خلقها هؤلاء المتظاهرون.... فطريقة تفكيرهم وثقافتهم ولدت خارج رحم المجتمع وقيمهم يجب ان يتم التعامل معها بشكل غير تقليدي حتى يمكن النجاح معهم. ووصف أديب صمت الحكومة بأنه إخفاق شديد من الجهاز التنفيذي للحكومة سواء على مستوي الأداء السياسي أوالحزبي .. وأن وصول الأمر إلي مواجهات مع الأمن هو دليل علي فشل جميع الوزارات المعنية في التعامل مع مشكلات المجتمع. وقال أن تحول طريقة الأمن في التعامل مع المظاهرات من الهدوء الشديد قبل أن يتحول إلى عنف أشد لتفريق المتظاهرين. هو اختلاف منطق المتظاهرين .. وهو الاستمرار في التظاهر حتى تحقيق مطالبهم ، أما منطق الدولة .. فكان الحفاظ علي الامن خلال المظاهرات إلى حين انصراف المتظاهرين ، لكن استمرار المظاهرات إلى غير ما توقعت الحكومة كان سبب مباشر في التعامل معهم بعنف. وأكد أديب أن مصر التي كان يحكمها الرئيس حسني مبارك سنة 1981 اختلفت تركيبتها وسكانها ورغباتهم ومطالبهم عن الفترة الحالية ، وأن الرجال الموجودين لم يعودوا صالحين للأداء في 2011 كما كانوا من قبل في 81 .