أعلن مسؤول في جهاز المخابرات الإيراني أن إيران قد اعتقلت بعض الجواسيس المشتبه بهم في تسهيل انتشار فيروس البرمجيات الشهير ستانكس نت الذي أصاب عددا كبيرا من أجهزة الحواسب هناك. أضاف المسؤول أن إيران تعتقد أن الهدف الرئيسي وراء نشر الفيروس هو النيل من برنامجها النووي. ورجوعا لما ورد في بيان نشرته وكالة الأنباء الإيرانية "مهر"، ومقرها العاصمة طهران، أن وزير المخابرات الإيراني حيدر مصلحي قد اتهم رسميا "جواسيس تابعين لجهاز مخابرات معاد" بنشر فيروس ستانكس نت الذي أضر بما لا يقل عن 30,000 نسخة من برنامج نوافذ لحواسب شخصية تقع في مختلف أنحاء البلاد، وبعضها يتبع مفاعل "بوشهر" للطاقة النووية. أشار مصلحي إلى أن وزارة المخابرات قد كشفت عما أسماه "نشاطات تدميرية أطلقها الغرب"؛ وأكد أن الدولة قد اتخذت جميع التدابير الدفاعية والوقائية اللازمة لحماية نظم المعلومات في إيران وجميع الهيئات العاملة في مجال الطاقة النووية. جدير بالذكر أن فيروس ستانكس نت قد بدأ في الظهور في شهر يونيو من عام 2009، لكنه لم ينتشر وتتناوله وسائل الإعلام إلا في الأشهر القليلة الماضية وتعد إيران من أكبر ضحاياه. تسلل الفيروس إلى العديد من دول شرق آسيا، ومنها الهند وباكستان وإندونسيا، واستهدف في تلك الدول شبكات سيمنز حتى وصل إلى الصين ليدمر أكثر من 6 ملايين حساب شخصي. وحري بالذكر أيضا أن بعض خبراء البرمجيات يعتبرون الفيروس موضع الحديث الأخطر من نوعه على الإطلاق؛ ولعل السبب في ذلك قدرته الكبيرة على اختراق الشبكات والتعرف على بنامج سكادا الخاص بالإشراف على أعمال المكونات الصلبة ومراقبتها، ومن ثم تلمح إيران إلى مخاوفها من الإضرار بالبنية التحتية للبلاد، وخاصة هيئات الطاقة النووية. ويشير تقرير أعدته شركة سيمانتك الأمريكية العاملة في تصميم مضادات الفيروسات أن فيروس ستانكس نت أعده خبير إسرائيلي، مما يعيد إلى الأذهان العداء الصريح بين إيران وإسرائيل فيما يتعلق بنشاط إيران في مجال إنتاج الطاقة النووية. لم يحدد مصلحي عدد المشتبه بهم ممن ألقي القبض عليهم أو إلى أي جهاز مخابرات ينتمون. وطمأن الوزير المواطنين إلى أن جهاز المخابرات يقظ ويمسك بخيوط اللعبة وعلى دراية تامة بجميع المجريات ولن تنال أيدي العابثين من نشاطات بلادهم النووية.