حذر الدكتور "إبراهيم محمد عويس"، أستاذ الإقتصاد بجامعة "جورج تاون" والرئيس السابق لجمعية الصداقة المصرية الأمريكية، من "اندلاع ثورة جياع في مصر"، خلال فترة زمنية وصفها ب"القصيرة". وقال "عويس" أن الأسعار ارتفعت بصورة جنونية وذلك في ظل تدني مستوى الأجور، واصفا التعليم في مصر بأنه "متدهور وسيئ ووصل لمرحلة الإنهيار"، وقال إن الخصخصة، "التي طبقتها الحكومة المصرية بشكل مريض"، أدت إلي تشريد آلاف الأسر وتسريح العمال وتفشي البطالة. وفي تصرحات صحفية من واشنطن، أعرب "عويس" عن "مخاوف حقيقية" من حدوث فوضى واسعة في المجتمع المصري، بسبب الأزمات الاقتصادية الطاحنة التي يمر بها حالياً، مشيراً إلي أن أخطر ما يمر به المجتمع المصري، هو"الفجوة الواسعة بين الثراء الفاحش، و الفقر المدقع"، ومؤكدا على اختفاء الطبقة المتوسطة، وأن اختفاءها هو ما يؤثر سلباً على الاستقرار الاقتصادي. وعن ارتفاع الأسعار قال "عويس": "ارتفاع الأسعار ظاهرة عالمية يوازيها دائما زيادة الأجور، بينما في مصر ترتفع الأسعار، وتتدني الأجور". وأوضح:" الطبقة الفقيرة في مصر، وصلت لمرحلة لا تسطيع فيها أن تنفق على الطعام والملبس والسكن، والذي يحرك الإقتصاد المصري الآن هو الاقتصاد الخفي، والذي تصل نسبته إلي 80% من الاقتصاد المعلن"، منبها إلي أن زيادة الأسعار وتدني الأجور، تسببا في إيجاد وضع "يهدد بالإنفجار"، و"ينذر بقيام ثورة الجياع". ووصف مستوى التعليم في مصر، بأنه "سئ للغاية، ووصل لمرحلة الإنهيار"، وهو ما ترتب عليه أن مستوي "الخريجين لا يصلح لصناعة تنمية حقيقية- على حد قول "عويس". وأرجع هذ التدهور إلي أن التعليم في مصر يفتقد الميزانية المطلوبة، بالإضافة إلي غياب الكفاءات من المعلمين، لافتاً إلي أن التعليم في عهد الملك فاروق "كان أنجح بمراحل". وعن ظاهرة "العقول المهاجرة" قال "عويس": "البيروقراطية في مصر طردت علماء كثيرين، كانت لديهم طموحات بتحقيق انجازات في وطنهم، وعندما هاجروا للخارج استطاعوا تحقيق نجاحات كبيرة وحفروا لهم إسم ومكانة". واوضح أنه خرج من مصر قبل 50 عاماً، وما زال حتى الآن يعمل من أجل القضايا الحقيقية لتنمية وطنه، مؤكدا أنه لو كان موجودا في مصر لما حقق المكانة العملية التي هو عليها الآن. وأضاف: "انشأت العديد من المؤسسات منها "النادي العربي الامريكي" وكنت أحد البارزين في "رابطة الخريجين العرب الأمريكيين"، و"رابطة العلاقات المصرية الامريكية"، التي جمعت فيها السفراء الامريكيين الذين عملوا في القاهرة والسفراء المصريين الذين عملوا في واشنطن، وكنت رئيس رابطة العلماء المصريين في الولاياتالمتحدةالامريكية وكندا، و"لم أجد في مصر إلا جمعية محاربة النجاح"، التي هربت منها، وهرب معي عدد من الزملاء مثل الدكتور "فاروق الباز" الذي "طفش" من مصر بسبب البيروقراطية، ولم يتألق في مصر مثلما تألق في الدول الغربية، والدكتور "أحمد زويل"، الذي هدمت الحكومة المصرية حلمه بإقامة معهد تكنولوجي في القاهرة، بالرغم من تبرعه بنصف جائزة نوبل لتحقيق هذا المشروع، والدكتور "محمد البرادعي"، الذي نجح في تحقيق قيمة علمية كبيرة في الخارج، "وهو شخصية لديها رؤية عظيمة للمستقبل ومفكر بالدرجة الأولى ولديه قدرات قيادية رائعة بالاضافة الي خبرته على المسرح العالمي".