ربما تكون مهمة "إدارة الدولة"، التى يؤديها رؤساء الحكومات والدول على اختلاف النظم الحاكمة عائقاً أمام الكثيرين منهم، إلا أن هناك 10 قادة على مستوى العالم نالوا جدير الاحترام عن إدارتهم بلادهم على النحو الأمثل. مجلة "نيوزويك" الأمريكية، اختارت 10 رؤساء دول وحكومات عالميا، يشكلون قائمة القادة، الذين يحظون بمكانة رفيعة خارج وداخل بلادهم. يتربع على عرش هذه القائمة، رئيس الوزراء الهندى، مانموهان سينج، لدوره المحورى فى بزوغ بلاده كإحدى القوى الصاعدة خلال القرن 21، وانتقالها من الاشتراكية الراكدة إلى الرأسمالية لتقتحم الاقتصاد العالمى. "مانموهان"، الذى كان خبيرا اقتصاديا محنكا فى بلاده قبل توليه رئاسة الوزراء، تصفه المجلة بأنه "محبوب القادة." رئيس الوزراء البريطانى، ديفيد كاميرون، يحتل المرتبة الثانية فى القائمة، باعتباره أصغر رئيس حكومة بريطانياً منذ أكثر من قرن، إذ لا يتجاوز عمره 43 عاما. يأتى فى المركز الثالث، الرئيس الفرنسى نيكولا ساركوزى، "الرجل المكروه فى بلده.. المحبوب عالميا"، حسبما وصفته المجلة، ورغم انزعاجه من تزايد معدلات رفضه داخل بلاده بسبب نزواته وفضائحه، فإنه استطاع كرئيس فرنسى أن يسطع كنجم لامع عندما تولى رئاسة الاتحاد الأوروبى عام 2008، من خلال تصديه لعمليات القرصنة وتوسطه فى عملية السلام بين روسيا وجورجيا، كما أن بلاده تستعد لاستضافة قمتى دول مجموعتى "الثمانية" و"العشرين" العام المقبل، فضلا عن بذله قصارى جهده فى التعامل مع الشأن الإيرانى ومعالجة الركود الاقتصادى فى بلاده، وفق التقرير. أما رئيس الوزراء الصينى، وين جياباو، ذاع صيته أنه "رجل له قلب" لبكائه أثناء حديثه إلى الناجين من الزلزال، الذى ضرب مدينة سيشوان الصينية 2008، فضلا عن زيارته المقاطعة النائية، التى ضربتها الفيضانات خلال الشهر الجارى، لمقابلة المزارعين العالقين هناك. جياباو، الذى لقبته "نيوزويك" برجل الشعب، يكرس نفسه لتقليل الفجوة بين الأغنياء والفقراء فى الصين، مما جعل الكثير من الصينيين يلقبونه ب"الجد" وين. المرتبة الخامسة ضمن أفضل القادة، جاء فيها رئيس الوزراء الأيرلندى، بريان كوين، الذى أطلقت عليه المجلة لقب "المراقب المالى"، لقراراته الاقتصادية باتباع سياسة التقشف لمواجهة الضربة، التى تعرض لها الاقتصاد الأيرلندى عقب أزمة البنوك، مما جعله يحظى بالإعجاب الخارجى أكثر منه من المواطنين الأيرلنديين. يلى "كوين" فى القائمة، الرئيس البرازيلى، لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، ورغم أنه يرتب أوراقه لمغادرة منصبه، فإنه لايزال يتمتع بالنجومية فى بلاده وعلى الصعيد الخارجى أيضا. رئيس كوريا الشمالية (لى مياونج باك)، حصد المركز السابع، لقدرته على حماية بلاده من عاصفة الأزمة المالية العالمية، إذ قرر "باك" تخفيض سعر الفائدة، وإنقاذ البنوك المتعثرة، الأمر الذى أدى إلى استعادة كوريا الشمالية لوضعها بسرعة بين الدول الآسيوية، كما حققت معدل نمو بنسبة 5.8% عام 2010 وجاءت فى المرتبة الثامنة، رئيسة ليبيريا، ألين جوهانسون سيرليف، أول سيدة أفريقية تتولى منصب الرئاسة، فمنذ تولى "ألين" التى لقبتها المجلة، ب"المجددة"، منصبها أعدت مشروعا لزيادة عدد المدارس بنسبة 40%، فضلا عن تخفيضها للدين العام الخارجى، كما ازدهرت صناعات الأخشاب من الغابات وتجارة الألماس على نحو شرعى، مما أعاد بناء ليبيريا من جديد وبعث فيها الحياة. واستطاع الملك عبدالله، ملك السعودية، أن يدخل قائمة "نيوزويك" وحده كنموذج للحاكم العربى والإسلامى، فاستطاع منذ جلوسه على العرش 2005، تحويل الملكية فى السعودية من العصور المظلمة إلى المدارس العصرية، وتوظيف المرأة فى المناصب العليا. المرتبة الأخيرة فى القائمة كانت من نصيب رئيس جزر المالديف، محمد ناشيد، الذى صار بطلا لدى أنصار حماية البيئة فى قمة المناخ بكوبنهاجن، عندما ألقى باللوم على الدول الغنية فى تحويل بلاده إلى الدولة الأولى عالميا فى التعرض لانبعاثات الكربون، وقال إن شعبه وجزيرته معرضان للخطر بسبب ارتفاع منسوب مياه البحار نتيجة للتغير المناخى، مما دفع الأممالمتحدة إلى انتخابه "مدافعا عن الأرض لعام 2010.