هاجمت زوجة شاه إيران الراحل بشدة النظام الإيراني الحالي واتهمته بأنه السبب في خروج كثيرين من الإيرانيين من دينهم، وفي سوء أوضاع البلاد بدرجة غير مقبولة. وأكدت الشهبانو فرح ديبا في حوارها مع جريدة المصري اليوم أن أوضاع الشعب الإيرانى ساءت بعد أن أذاقهم آيات الله العذاب ونكّلوا بهم، ووصل الأمر إلى اغتصاب النساء والرجال على السواء فى السجون، وأن حراس الثورة أنفسهم يهربون من البلاد، لافتة إلى أن بلادها فى حاجة إلى تغيير، وأن كل الدول العربية تؤيد مطالبها بإحداث هذا التغيير، موضحة أن حل مشاكل إيران سيكون من الداخل وبمساعدة من الخارج. وأضافت الإمبراطورة السابقة أنها تؤمن بأن الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد يريد الحرب، واصفة تصريحاته بأنها تثير غضب العالم، مشيرة إلى أنها ضد أسلحة الدمار الشامل، وتؤمن بأهمية الطاقة النووية السلمية، معتبرة أنه من مصلحة الدول العربية أن تصبح إيران دولة محترمة باعتبارها جزءاً من المنطقة، مؤكدة أن هناك رغبة فى مصر وأوروبا وأمريكا لدعم الإيرانيين، كاشفة عن تشجيعها السلام مع إسرائيل مثلما كان يفعل زوجها الراحل. المصري اليوم: أنت حريصة على زيارة مصر كل عام لإحياء ذكرى زوجك شاه إيران، حدثينا عما تمثله لك زيارة مصر؟ فرح ديبا: أنا كنت دائما سعيدة بالمجىء إلى مصر، ولم أنس أبدا ما فعلته مصر لنا فى الفترة العصيبة التى مررنا بها، ودائما أقول إننى وأولادى وعائلتى وعدداً كبيراً من الإيرانيين يشعرون بالامتنان تجاه الرئيس الراحل أنور السادات، والحكومة المصرية، والشعب المصرى الذى احتضننا فى فترة عصيبة من حياتنا، وبالطبع فإن زيارتى لمصر تكون خليطا من الذكريات الحزينة بسبب فقدانى زوجى، والذكريات الطيبة الناتجة عن كرم ضيافة وطيبة المصريين، وأتذكر أنه عندما دخل أولادى المدارس كان لهم الكثير من الأصدقاء أحبوهم كثيرا، ونحن معجبون بالحضارة والثقافة المصرية والشعب المصرى. المصري اليوم: ماذا عن دورك أنت وابنك الأمير رضا فى إيجاد حلول لمشاكل إيران؟ فرح ديبا: ما فعله ابنى خلال الثلاثين سنة الماضية هو الحرب والكفاح من أجل حياة أفضل للإيرانيين، إنه يقاتل من أجل الديمقراطية وحقوق الإنسان، من أجل حكومة علمانية تحترم الأديان، فكما قلت من قبل فإن ما تم باسم الدين جعل الناس يحجمون عن الإيمان بأى دين، ابنى يكافح ويحارب ولديه اتصالات مع الإيرانيين فى الداخل، وهو يقول إن علينا أن نوحد جهودنا معا، وفى اليوم الذى تصبح فيه إيران حرة فإن تقرير نوع الحكومة وشكلها سيكون بيد الإيرانيين أنفسهم، أما بالنسبة لى فأنا أفعل كل ما فى استطاعتى للحديث باسم الإيرانيين ومن أجلهم، ولأكون بشكل ما وسيلة توصل صوت الإيرانيين الموجودين داخل البلاد إلى العالم. المصري اليوم: الرئيس الإيرانى أحمدى نجاد صرح خلال الأيام القليلة الماضية بأن الولاياتالمتحدة وإسرائيل تعدان لشن حرب على إيران، فهل هذه الحرب ستكون الطريق لعودتكم لحكم البلاد؟ الشهبانو: ما نأمله هو ألا تحدث أى حروب، لأننى أؤمن بأن هذا ما يريده نجاد، ما يقوله يجلب غضب العالم، والجميع يعلم أن هناك مشاكل كثيرة داخل إيران، لكن الطريقة التى يتحدث بها نجاد تشجع البعض على مهاجمته، لكن ما نأمله ألا يحدث أى هجوم على البلاد، وأن يتم تحديد مصير البلاد من خلال الناس الذين يعيشون بها، وأنا شخصياً ضد أسلحة الدمار الشامل، لكننى أؤمن بأهمية استخدام الطاقة النووية لأغراض سلمية، وأعتقد أن العالم الحر والديمقراطى عليه أن يتحدث عن الحرية وحقوق الإنسان ووضع النساء، ولا يكتفى بالحديث فقط عن الطاقة النووية. المصري اليوم: بعض الدول العربية تشكو من محاولات إيران مد النفوذ الشيعى داخل دولها؟ زوجة الشاه: أتذكر دائما أنه خلال فترة حكم الدولة العثمانية، جاء آية الله إلى مصر، وما أعتقده أنه دائما كانت هناك محاولات لخلق الفتنة بين الشيعة والسنة، رغم أن الفريقين مسلمون، لدينا ما يكفى من المشاكل فى بلادنا، ولا ينبغى الاستغراق فى هذه المسائل والفتن، والجدل حول الدين، ولسوء الحظ نحن نرى أن الدول الإسلامية تحارب بعضها، والمسلمين يقتلون بعضهم البعض حتى فى العراق فهم لا يقتلون القوى الأجنبية فقط، بل يقتلون الشيعة والسنة، وأعتقد أنه مازال هناك قدر كافٍ من الحكمة، وأشخاص متدينون سيتحدثون يوماً ما للعالم عن ضرورة احترام الإنسان معتقدات أخيه. المصري اليوم: إذا عدتم مرة أخرى للحكم فكيف ستكون علاقتكم بإسرائيل والولاياتالمتحدة؟ فرح ديبا: القرار سيكون بيد حكومة إيران، وكما تذكرون عندما كان الشاه يحكم البلاد كان على علاقة طيبة بكل دول العالم، وزوجى الراحل كان هو الشخص الذى عمل بجد وجاء لمصر أكثر من مرة لتشجيع عملية السلام بين العرب وإسرائيل، والأمور ستكون كما كانت فى السابق، لدينا خبرات من السابق، كان هناك معسكران، الشرقى والغربى، ورغم قرب البلاد من المعسكر الغربى، كانت علاقتنا جيدة بالمعسكر الشرقى، وباقى العالم. المصري اليوم: عندما تتحدثين مع القادة العرب والشعوب العربية فهل تجدين تعاطفا منهم مع قضيتك، وهل يتفقون معك فى الرأى حول إيران ومستقبلها؟ أعتقد أن معظمهم بل كلهم يريدون التغيير لإيران، ورغم أن لديهم علاقات مع إيران باعتبارها دولة قوية وكبيرة فى المنطقة فإنهم يريدون نظاما ملائما ومناسبا للبلاد. المصري اليوم: ما هذه الدول التى تتفق معك فى الرأى، وهل هناك دول تحاول مساعدتك على إحداث هذا التغيير؟ الأمور لا تصل إلى درجة المساعدة، ولا أريد أن أذكر اسم أى دولة، لكن من الواضح أنه لا توجد دولة تؤمن بمستقبل أفضل توافق على ما يحدث فى إيران. المصري اليوم: هل مصر واحدة من هذه الدول؟ لا أريد الحديث عن ذلك، الأمر عائد للحكومة المصرية فى تحديد سياستها، وما أريد قوله أنه فى كل دول العالم وفى مصر فى الولاياتالمتحدة وأوروبا توجد رغبة فى دعم الشعب الإيرانى الذى يعانى داخل إيران.