القاهرة وعواصم عربية:- تزايدت حدة القلق بين خبراء التكنولوجيا في مصر والعالم العربي من احتمال قيام سلطات بلادهم بحظر الوسائل التكنولوجية العالية التقنية، وهي الدول التي ظلت حكوماتها طويلاً تحاول السيطرة على الإعلام وشبكة الإنترنت. ونقلت جريدة الحياة اللندنية تصريحات لمسئولين حكوميين في الإمارات حول خطورة "هواتف بلاك بيري" التي انتشرت بسرعة في البلاد، وذلك بسبب احتمالات سوء استخدامها، وأنهم يبحثون في السبل الكفيلة بحماية مستهلكيها وقوانينها. وأشارت هيئة تنظيم الاتصالات الإماراتية إلى أن "بعض تطبيقات بلاك بيري تتيح السبيل أمام تجاوزات تتسبب بمضاعفات تؤثر على الصعيد الاجتماعي والقانوني، وكذلك أمن البلاد". وكانت البحرين قد حذرت من استخدام برنامج "ماسنجر بلاك بيري" في نشر وتداول أخبار محلية، وهو نفس الغرض الذي يستخدم فيه البرنامج في الإمارات، إذ يتداول المستخدمون أخباراً وأحياناً بيانات لا يمكن التأكد من مصداقيتها، ولم تكن لتجد طريقها إلى وسائل الإعلام المحلية. ويعتبر البلاك بيري هو جهاز المحمول الوحيد في العالم الذي يمكنه إرسال البيانات في التو واللحظة إلي أي جهاز آخر خارج البلاد وبالتالي لا يخضع لرقابة الأجهزة الأمنية المحلية بالدول. أما في مصر... فقد تسبب إعلان السلطات الإماراتية عزمها التدخل لمراقبة أو تحديد نطاق تشغيل هواتف بلاك بيري في إحداث حالة من البلبلة بين مستخدمي الجهاز في مصر. لكن جريدة الدستور نقلت تصريحات المهندس هشام عبدالرحمن رئيس قطاع المراقبة والتشغيل بجهاز تنظيم الاتصالات: "إن البلاك بيري معتمد من السلطات المصرية والأجهزة الموجودة منه في مصر مطابقة للمواصفات الفنية العالمية، أما بخصوص الخدمة التي يقدمها للتواصل بين المستخدمين ووجود (سيرفرات) الأجهزة خارج مصر فهذا يتشابه مع سيرفرات الشركات التي تقدم برامج المحادثة مثل ياهو وهوتميل وغيرها، فالسيرفرات موجودة خارج مصر أيضاً". الخبر أعاد إلي الأذهان ما انفردت به الدستور في 13 أغسطس 2007 عن إرسال الدكتور محمد سامي سعد زغلول - أمين عام مجلس الوزراء- تحذيراً حمل صفة "سري للغاية" لجميع الوزراء والمحافظين وكبار المسئولين بالأجهزة الأمنية ورئاسة الجمهورية بعدم استخدام البلاك بيري وذلك لإمكانية تجسس دول أخري مثل أمريكا وبريطانيا علي الرسائل التي يتداولها المسئولون. الأخطر من ذلك أن أمريكا صادرت أيضاً جهاز البلاك بيري الخاص بالرئيس باراك أوباما لدواع أمنية، وكانت الحكومة الفرنسية قد طالبت موظفيها بعدم استخدام البلاك بيري لأنه يتيح إمكانية التجسس والحصول علي معلومات تخترق الأمن والخصوصية.