"أنا حزين دائما، لا يوجد في الحياة ما يسعدني، أتمنى لو تنتهي حياتي لأتخلص من ضيقي" حديث يردده العديد من الشباب الذين يرجع سبب تعاستهم للظروف الخارجية ولسوء الحظ ، دون أن يعلموا أن 50% من شعورهم بالضيق يرجع لتأثير الجينات الموروثة ، و10% فقط للعوامل الخارجية ، و40% يستطيع كل شخص التحكم في تغييرها. ولكى يمكنك التحكم في حالتك المزاجية عليك أن تمتلك مفاتيح السعادة: اعرف ما تريد الغالبية لا يستطيعون أن يحددوا ما الذي يجب أن يفعلوه ليكونوا سعداء في المستقبل ، وبالتالي يأخذون مسارات خاطئة في حياتهم . وقد يكون سبب ذلك عدم قدرتهم على تخيل المستقبل بشكل صحيح أو الخوف من الوقوع في خطأ جديد يسبب لهم الألم مرة أخرى. فقد يخشى شخص تغيير عمله أو الانفصال عن شريك غير سعيد معه أو اتخاذ أي قرار مهم آخر، لأنه خائف من أن يتعرض لألم مر به مسبقا، وينسى كل الأشياء الجميلة التي قد تحدث له في طريقه الجديد، والأشخاص الرائعين الذين قد يلتقيهم أو الخبرات الجديدة التي سيكتسبها والفرص التي يمكن أن تتاح له. إبحث عن مفاجأة من الممتع للشخص أن تكون بعض الأحداث بالنسبة إليه هديةً مغلفة يستمتع بإزالة ورق الهدايا عنها ليرى ما بداخلها . ليس من السهل أن تفاجئ نفسك، ولكن هناك بعض الحيل الصغيرة لتحتفظ لنفسك بالمفاجأة ، كأن تترك الصفحات الأخيرة من قصة ممتعة لتقرأها في الأيام المقبلة، أو تشتري ملابسك من "كاتالوج" بدل التسوق من المحلات حتى تُفاجأ بوصولها في موعد غير معلوم بالنسبة لك. هذه مجرد اقتراحات ، وبإمكانك أن تجد فكرة لتفاجئ نفسك بها . أسعد الآخرين بطرق مختلف كل إنسان يشعر بالسعادة، لكونه يساعد الآخرين ويسعدهم، ولكن هذا الشعور قد يختفي إذا أصبح ما يفعله روتينا ، لذلك تنبه لطرق إسعاد الآخرين ، فقد وجدت دراسة لجامعة كاليفورنيا أن الأشخاص الذين قاموا بتصرفات لطيفة مختلفة تجاه الآخرين لمدة عشرة أسابيع كانت سعادتهم تزيد أسبوعا بعد أسبوع ، إختار طرقا مختلفة لتساعد الآخرين بها وأيضا أشخاصا مختلفين. انظر إلى الأمور بإيجابية سواء في العمل أو الحياة الشخصية أو غيرهما، نحن من نختار الجانب الذي نركز أنظارنا عليه ونلتفت اليه ، فمثلا لو تعطلت سيارتك ولم تستطع الذهاب الى العمل ، أنت من تختار التركيز فيما سيقوله مديرك غدا وإما في العطلة غير المتوقعة التي أهدتك إياها الظروف ، وإذا أمضيت وقتا طويلا في البحث عما ترتديه لحضور حفل مع خطيبتك ، فهل سيتبادر إلى ذهنك كم هو مجهد الذهاب يوميا للسوق ، أم مظهرك الجميل في عينيها ؟! الأبحاث قالت إن التركيز على الجانب الإيجابي في المواقف المختلفة يقود إلى تفكير أكثر مرونة وتواصل اجتماعي أفضل ، بالإضافة إلى أن المشاعر سواء كانت سلبية أو إيجابية تؤثر في صحة القلب والأوعية الدموية، لذلك ليست مفاجأة أن أصحاب النظرة التفاؤلية يعيشون عمرا أطول ويعانون مشاكل صحية أقل من أصحاب النظرة التشاؤمية. لا تفكر في المال ليست هناك علاقة حقيقية بين المال والسعادة، ولا تظن أن هذه المقولة مجرد نظرة مثالية للحياة. فما يسعدك حقا هو المال الذي تنفقه على الآخرين لا على نفسك، وهذا ما أكدته دراسة لجامعة كولومبيا أجريت على 632 شخصا أمريكيا، وتبين من خلالها أن المال الذي ينفقه الأشخاص لا علاقة له بسعادتهم، ولكن المال الذي أنفقوه كمنح وهدايا للآخرين جعلهم أكثر سعادة. تحدث مع شريكك كالغريب قد تظن أن ذلك أمرغير طبيعي ، ولكن الدراسات قالت إننا نجتهد لنبدو بأفضل صورة عندما نتحدث مع غرباء ربما نلتقيهم لأول مرة لنترك لهم انطباعا جيدا عنا، ولكننا لا نبذل هذا المجهود مع شركاء حياتنا، ولما قام الأشخاص الذين أجريت عليهم الدراسة بالتحدث مع شركائهم كالغرباء، شعروا بالسعادة بعد نهاية التجربة. ابدأ حياتك من جديد أغلبنا لا يعرف متى يجب أن يبتعد عن شخص أو موقف ما ويمضي بعيدا، فأحيانا نتمسك بما يجب أن نترك، كعمل مزعج وسيئ يستمر به الشخص، لأنه أمضى به سنوات، أو علاقة غير سعيدة مع شريك لمجرد عدم تصور أنك تنسحب منه ببساطة نحن نستمر في استثمارات خاسرة سواء على صعيد المال أو الوقت أو المجهود أو المشاعر ولا نستوعب أننا لن نستطيع تعويض ما خسرناه سلفا. لكي تصلح ذلك فكر بالموقف السيئ، وكأنك لم تكون فيه واسأل نفسك ماذا كنت ستفعل لو تعرضت له؟ هل كنت ستستمر؟