في مصر، خلال السنوات الأخيرة، ظاهرة دينية اسمها الشيخ علي الجفري، وهو مواطن يمني يحمل الجنسية الإماراتية، وأنشأت له الإمارات مركزا دينيا بحثيا في أبو ظبي بإنفاق باذخ جدا، يروج لسياساتها في المنطقة، ويدافع عن مصالحها، ويهاجم خصومها، وهذا حقها كدولة توظف إمكانياتها لخدمة مصالحها وأمنها القومي، فالسوق مفتوح على مصراعيه في هذا الجانب. “دخول الجنة لا يشترط الإسلام”، هذا ما قرره الداعية اليمني المطبل الحبيب على الجفري، بعد يومين فقط من قرار الرئيس التونسي اللعب في قواعد الميراث التي وردت في القرآن الكريم ومساواة نصيب الرجل بالمرأة، موجة جدل واسعة آثارها مطبل العسكر بقوله إن الإسلام ليس شرطا لدخول الجنة وأنه غير صحيح أن كل من هو ليس مسلم لن يدخل الجنة. وأضاف الجفري المفضل لدى السفيه السيسي خلال محاضرته في ندوة دينية بجامعة حلوان “لأن الله قال لا يعذب قوم حتى يبعث رسول، وأن هناك من لم يصلهم الدين بشكل صحيح”. من أنتم؟ لا أحد يعرف بالضبط ما هي الدرجة العلمية التي يحملها الجفري، لكي تسمح له بالفتوى في الدين وأن يعطي دروسا للمصريين، ومن أي الجامعات المعروفة حصل على درجته العلمية وفي أي تخصص علمي نالها، لكن الذي يؤكده المراقبون يقينا أن أقل عالم من هيئة كبار العلماء في مصر هو أعلى مقاما وقيمة وعلما من الجفري، بل إن الجفري لا يرقى لأن يكون تلميذا لبعضهم، فلماذا يدير العسكر ظهورهم لعلماء مصر الكبار الأفذاذ الذين نشروا العلم في ربوع الدنيا، ويستوردون من دبي هذا الجفري ويصنعوا منه نجما دينيا، وعالما يتصدر الحديث في المجالس الكبرى وأمام السفيه السيسي وكبار عصابة الانقلاب، ناهيك عن أن يوجه المصريين سياسيا لما يجب أن يفعلوه كمواطنين!
تحطيم المقدسات القرآن والسنة النبوية لدى المصريين يأتي في إطار أوامر وجهها قائد الانقلاب السفيه عبد الفتاح السيسي، وأطلق عليها تجديد الخطاب الديني والثورة على الموروث الفقهي والعقائدي، ما جعل سعد الدين الهلالي، أستاذ الفقه المقارن بجامعة الأزهر، يطبل ويهذي قائلاً إن قرار تونس بالمساواة في الإرث بين الرجل والمرأة صحيح فقهًا ولا يتعارض مع كلام الله. وتابع الهلالي ملمحا إلى رغبة السفيه السيسي في هدم الدين: “سنصل إلى ما وصلت إليه تونس بعد عشرين عامًا من الآن”، وكان الرئيس التونسي الباجي قايد السبسي، صدق بالأمس على قرار المساواة في الإرث بين الرجل والمرأة، وهو ما أثار ردود فعل واسعة. من جهته يقول الكاتب الصحفي صبحي بحيري:” يتعارك على جمعة وسعد الهلالي “لفظيا” على باب مشيخة الأزهر، ضمن أحداث فيلم “مساواة الرجل والمرأة في الميراث و لسان حال كل منهما..”أنا أحق بالملك منه”.خلال أيام تنتهى المعركة اللفظية ويستقر الشيخ الطيب على كرسي المشيخة ويحصل الهلالي على برنامج في تلفزيون لا يراه احد، ويواصل جمعة دوره الوظيفي في جذب مزيد من الدراويش”. وعادة ما تلجأ عصابة السيسي وغيره من الأنظمة العربية المستبدة للدعاة والمشايخ للتغطية على جرائمهم وتفريطهم بحقوق الشعوب وترك جيوشهم تهلك في معارك خاسرة، الداعية اليمني المقرب من الإمارات والمُطبل الدائم للعسكر الحبيب على الجفرى، دائما ما ينحاز للقاتل ويهاجم القتيل بل جعل من نفسه قطعة قماش يمسح فيها جنرالات الدم مؤخراتهم. متحدث عسكري! ويثير حضور الجفري المتكرر احتفالية للقوات المسلحة مع السفيه السيسي، تساؤلات عديدة بين النشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي، خاصة عقب دعاء الأول وتأثر الأخير وبكائه، حتى أنه أصبح المتحدث الديني الوحيد والرئيسي للقتلة. Image processed by CodeCarvings Piczard ### FREE Community Edition ### on 2016-09-03 20:30:16Z | | ÿ¡¥ÿ¢¥ÿ ÿ»_G¤ الجفري الذي يحمل الجنسية الإماراتية ويلقى دعما إماراتيا واسعا منذ تأسيسه ورئاسته لمؤسسة طابا للأبحاث، يعلن بشكل مستمر تأييده للانقلاب في مصر، ودعمه للتهجير وقتل المدنيين في سيناء، ويصف جماعة الإخوان المسلمين بالإرهاب والانقلاب على الرئيس المدني المنتخب محمد مرسي هو حرب “ضد الإرهاب ودفاعا عن الوطن ضد من أرادوا اختطاف الدين”، بحسب تعبيره. يقول الناشط منير سعيد:”لا يوجد للسقوط قاع عند الجفري الذي فضحته ثورات الربيع العربي. والله الثورات العربية كانت نعمة فقد كشفت القناع عن وجوه ما كان لتنكشف سرهم حتى بعد 100 عام من الآن. والله ما كنت اعلم قبل الربيع العربي أن الجفري مرتزق ومعاد للشعوب العربية والديمقراطية والشرعية”. علي الجفري له حضور شبه ثابت أسبوعيا في التلفزيون الرسمي للانقلاب، فضلا عن القنوات المصرية الخاصة التي لها صلة خاصة بالإمارات، ويظهر الشاب المعمم على الجفري على الإعلام المصري أكثر من ظهور شيخ الأزهر نفسه، ناهيك عن عشرات العلماء الكبار من هيئة كبار العلماء، وبالمناسبة ففي مصر هيئة دينية كبرى، هي هيئة كبار العلماء، فيها حوالي سبعة وعشرين عالما دينيا من أصحاب المقامات الرفيعة، لا يوجد أحد منهم يظهر على الإعلام المصري إلا ربما مرة كل عدة أعوام، بينما هذا الشيخ الإماراتي يظهر كرمز ديني وعلمي على الشعب المصري بشكل أسبوعي، وأحيانا في الأسبوع أكثر من مرة وفي أكثر من شاشة وصحيفة، فما هو السر؟