تقدم الناشط محمد عواد، أحد شباب ثورة 25 يناير، باستقالته من كل من الجمعية الوطنية للتغيير والتيار الشعبي، اعتراضاً على دعم الجمعية والتيار لموقف عبد الفتاح السيسي المتقنع بما يسميه الحرب علي الارهاب، وتسليم القيادة له في إدارة البلاد، بل وحشد الشارع علي دعواه المجرمة للحرب الأهلية. وقال عواد – في بيان له- إن حشد هذه المجموعات اليوم الجمعة هو في حقيقته تسليم لمصر رسميا لحكم العسكر، وهذا هو الانقلاب الصريح علي ثورة يناير، وهو في ذات الوقت يسلم الآلاف من المصريين للذبح، وهو جريمة يستحيل أن أشارك فيها لذلك تقدمت باستقالتي. وأضاف أن خطاب "السيسي" أمس الأول كان صادما، ولم يتوقع أن يأتي إلي السلطة بعد سقوط "مبارك" مسئول يستعدي المصريين علي بعضهم البعض، ويزعم أن نزول بعض من أنصاره الشارع حجة له في قتل المصريين، لافتا إلي أن النخبة والنشطاء السياسيين كانوا مترددين أثناء ما حدث في مذبحة الحرس الجمهوري وما بعدها يدينون القتل ولكن سرعان ما يتخاذل موقفهم من القاتل، خوفا من أن يكون موقفهم ضد القتلة مساندا لجماعة الإخوان المسلمين. وأكد عواد في بيانه أن جماعة الإخوان المسلمين هي تيار سياسي مصري اسلامي معتدل (الاخوان مصريون هذه حقيقة أؤكد عليها)، وطالما شاركنا النضال في فترة ما قبل ثورة 25 يناير، فقد كانوا معانا في ميدان التحرير وتعرضوا لنفس المخاطر وبذلوا نفس الجهد والدم وأرض ميدان التحرير اختلطت فيها دماؤنا بدماء الإسلاميين بكل توجهاتهم، ولكنهم يناضلون علي أجندتهم الخاصة، حسب قوله. وقال:" حركة حماس هي فصيل اسلامي مقاوم نسانده ما وجه سلاحه لحرب اسرائيل والدفاع عن الأرض الفلسطينية، و فلسطين قضية محورية لكل مصري، لا يتقلب الموقف منها بتغير السياسات، ولا حتي بتغير الفلسطينيين أنفسهم. وأشار عواد إلى أنه بعد 3 يوليو الجاري أغلقت القنوات الاسلامية بدون سند قانوني، وتم القبض علي أعداد كبيرة من الاسلاميين دون تهم واضحة وأغلبها واضحة التلفيق، لدرجة أن الرئيس نفسه اختفي دون سبب واضح ولا يعلم أحد مكانه، وانحسرت مسيرات دعم العسكر، واستمرت مسيرات دعم "مرسي" والشرعية وأضاف :" يستمر سيل دماء المصريين كل يوم دون أسباب معقولة تقتلهم ذات اليد التي كانت تقتلنا في ثورة يناير، وماسبيرو ومحمد محمود، ومجلس الوزراء، وغيرها (كانت الداخلية وبلطجيتها يدا فاعلة في القتل ومعهم أحيانا قوات المجلس العسكري)، وكان موقف "الاخوان" مخزيا في أحداث الاتحادية وأحداث المقطم، وكانت مواقف القوي المدنية أيضا مخزية في أحداث الحرس الجمهوري وما بعدها إلا قليل، وظللت بشكل شخصي ألتمس الأعذار للرموز التي طالما قدرنا وناضلنا بجانبها وخلفها كثيرا قبل وبعد الثورة" وتابع :" لكن أن يخرج "السيسي" ليعلن أنه اللاعب الوحيد علي الساحة السياسية، فهذا فحش سياسي غير مسموح به ومرفوض، لم نقم بالثورة حتي يتحكم "السيسي" في مسار الثورة السياسي، فهذا حكم العسكر بعينة وهو مفضوح أكثر من طنطاوي وعنان، لذلك أرفضه وسأظل أبدا أهتف يسقط يسقط حكم العسكر". وأكمل عواد بيانه:" أما الجريمة الكبري فهي أن يخرج نفس الرجل العسكري بزيه العسكر وسط أبنائنا وإخواننا من أبناء الجيش، ويدعو صراحة ودون حياء لحرب أهلية، مستخدما ذات شعارات مبارك القبيحة سيئة السمعة (الحرب علي الإرهاب) هذا الشعار الذي قتل وسجن وتم تعذيب وتشريد آلاف من المصريين باسمه، ورئيس الجمهورية المؤقت رجل لا أعرفه، فقد يقبل هو اهانة السيسي له، بل هو في الحقيقة تابع أمين لقائده وولي نعمته عبد الفتاح السيسي، فماذا عن الدكتور البرادعي، وماذا عن الوزير الدكتور حسام عيسي، وماذا عن المناضل كمال أبو عيطة، وماذا عن التيار الشعبي، وماذا عن الجمعية الوطنية للتغيير؟، واليوم وبلا أدني شك مع حبي لكل هذه الشخصيات وتقديري لها، متيقن أنهم وقفوا في الجانب الخطأ، فدم المصريين حرام ولا جدل بعدها ولا استثناء، ولن يخدعنا إعلام الفلول والعسكر والداخلية عن ما نعرفه جيدا من أنهم هم الاعداء الرئيسيين لثورة 25 يناير، خاصة أن السيسي يدعو الشعب لتفويضه بقتل المصريين، وهذا دون أدني شك اهانة للمصريين كلهم".