هل يريد الشعب أن يحتفظ بثورته التى ثار من أجلها ودفع ثمنًا غاليًا لإنجاحها، أم يريد عودة الديكتاتور الفاسد مطلق السراح يجمع من حوله فلول نظامه وبقايا عهده البائد؟ هل يقبل الشعب أن يتلاعب البعض بمصيره ويعبث بإرادته ويعصف بثورته وينقض على مكتسباته تحت غطاء تأويل فاسد لنص قانون سنّه الشعب من خلال نوابه ليسترد كرامته ثم يكتشف أن هناك من يستغل هذه النصوص لإهدار كرامته وإذلاله؟ هل يقبل الشعب أن يستظل الفاسدون والمستبدون بمظلة العدالة فيستمرون فى فسادهم ويستمرئون استبدادهم وينقضّون من جديد على إرادة الشعب تحت غطاء من التلاعب بنصوص القانون؟ هل يقبل الشعب أن يسعى البعض لمحاربة كل منجز ثورى أو عمل يصب فى نهضة البلاد وخير العباد تحت مظلة الخصومة السياسية التى تعمى وتصم، مع غض الطرف عن محاولات عودة الفساد إلى المشهد من جديد؟ هل يقبل الشعب أن يسعى البعض لطمس معالم الثورة وتمهيد الطريق لعودة دولة الفساد والاستبداد والانتكاس بثورات الربيع العربى لتتراجع بخطوات متسارعة إلى الوراء؟ ما الطرق والوسائل التى يقبلها الشعب ويراها مناسبة للحيلولة دون ضياع الثورة والسعى دون تراجع أثرها والعمل على مواجهة محاولات دولة الفساد بالعودة من جديد؟ هذه الأسئلة وغيرها أحب أن يوجهها الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى إلى شعبه الذى اختاره لقيادة هذه المرحلة الحاسمة والحساسة من تاريخ مصر ليضع أمامه الحقائق وليترك له الفرصة فى تحديد مصيره. هذه الأسئلة أتمنى أن يطرحها الرئيس مرسى فى استفتاء عام على الشعب المصرى ويتشاور معه بشأنها، ويتعرف بصورة منهجية على رأيه فيها ورؤيته للتعامل معها لبيان الحقائق وفرز المواقف. فإن حسم الشعب خياراته وحدد وجهته ورسم مساره فى الطريق الذى اختاره من قبل عندما ثار على دولة الفساد، فلا يملك أحد أن يمنع الخطوات الحاسمة فى طريق الحفاظ على الثورة وحمايتها لتسير الثورة فى الطريق الذى بدأته بعد أن بذل البعض جهودا واسعة لإجهاض مسيرته وعرقلة طريقه.