شهد الرئيس محمد مرسي، الاحتفال بيوم المعلم التاسع والثلاثين، الذي أقيم مساء اليوم الخميس بقاعة الاحتفالات بجامعة الأزهر، وحضر الاحتفال الدكتور هشام قنديل، رئيس مجلس الوزراء، وفضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، والدكتور أحمد فهمي رئيس مجلس الشورى، والوزراء وكبار رجال الدولة، ويعد هذا الاحتفال أول احتفال بيوم المعلم بعد ثورة 25 يناير 2011. أكد الرئيس مرسي، أن للمعلم واجبات نحو مجتمعه ونحو طلابه، أنه لا يدخر جهدا في إفادتهم، وأن يكونوا قدوة، لافتا إلى أنه يعمل جاهدا ليقدم كل ما يعين المعلم على القيام بواجبه ويحقق التقدم والخير لمصرنا الحبيبة، والخطوة الأولى في ذلك هي الاستجابة للنقابة بوضع كادر يحقق للمعلم حياة كريمة. وأضاف مرسي، في احتفالية يوم المعلم، " عملنا على وضع حد أدنى في حياة المصريين عموما والمعلمين خصوصا، وتولي الدولة اهتماما بميزانية التعليم ولدينا ما يقارب المليونيين في العملية التعليمية، وتنفق الدولة ما يقارب ال50 مليار جنيه سنويا، وهذا غير كاف ويجب أن يزداد هذا في إطار الإمكانيات، ونسعى لذلك". وأشار الرئيس محمد مرسي، قائلاً: "إن مكمن النهوض والرقي بهذا الوطن، يبدأ بالمعلم ومعلمي مصر علموا كل أشقائهم في عالمنا العربي، خلال عشرات السنين، وهناك عرفان بذلك اسمعه كلما التقيت بأبناء العروبة من قادة أو ممثلين لهيئات أو مؤسسات، أو عموم الناس في العالم العربي". وأوضح الرئيس، " أن المعلم المصري دوره في بعث الثقافة والأخلاق والقيم في مصر والعالم العربي، هذا الدور محفوظ في العقول والقلوب وعند الله أكبر، ولا يضيع عند الله شيء" مضيفاً، " التحدي أمامنا كبير وأنا معكم في كل خطوة لكم ولمهنتكم، قبلكم ولرسالتكم " ووعد المعلمين بأنهم لن يظلموا أبدا في الجوانب المادية، وأنتم أجدر بالخشية من الله فيما تقدمون للوطن مصداقا لقول الله "إنما يخشى الله من عباده العلماء"، ويجب أن تخشوا الله في تلاميذكم ويعود للمدرسة دورها وروحها من خلالكم". وفي سياق متصل، أكد الرئيس الدكتور محمد مرسي، أنه في هذه المرحلة الهامة والدقيقة من حياة مصر الثورة، وفي هذه المناسبة الكريمة يوم المعلم، لا يحتفي به المعلم فقط، ولكن مصر كلها لما للمعلم من قيمة وأثر داخل كل بيت مصري، وبعث الرئيس خلال كلمته بالمؤتمر رسالة حب إلى كل الأمهات في مصرنا الغالية، مستشهدا بالبيت الشعري المشهور، "الأم مدرسة إذا أعددتها أعددت شعبا طيب الأعراق"، مشير إلى أن الأم تشارك المعلم في التربية والتكوين وتخريج الرجال لكي يكونوا أبناء الوطن الحاملين لمسئولياته العاملين لخيره ورفعته. وأوضح مرسي، موجها حديثة للمعلمين، "إنكم قادرون في مصر بالارتقاء بالمجتمع على كافة المستويات الفكرية والسياسية والتربوية، وغيرها وقد أجمع الفلاسفة والمفكرون، أنه لا حضارة بدون علم ولا علم بدون معلم". وأشار في سياق كلمته، إلى أن "المسيرة الإنسانية تشهد بدور المعلم في بناء الإنسان، وبناء فكره وتمكينه من تحقيق السعادة والرفاهية، ولكم جميعا كمعلمين ومعلمات الدور الرائد في صناعة هذا الوطن، من خلال غرس القيم والأخلاق النبيلة". وأضاف الرئيس الدكتور محمد مرسي، أن العملية التعليمية الصحيحة، تفرز مواطنا صالحا يؤمن بربه ويخلص لبلده ويبني حاضره ومستقبله وفق رؤية شاملة فيا لها من رسالة عظيمة، وإن مصر وهي تخطو بعد ثورة يناير المجيدة تعتز وتفخر بأن يضطلع المعلم بمهمة تطبيق إستراتيجية وطنية للارتقاء بمستوى التعليم في مصر ونسعى لتهيئة البيئة المناسبة له. ومن جانبه، أكد الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، إن حرص الرئيس على المشاركة في هذا الاحتفال، جاء إعلاء لقيمة العلم ودور العلماء، وتشجيعا لنخبة من المتميزين من أبناء هذا الوطن، وأن الدولة حرصت في دستورها الجديد على دور التعليم بإفراد ستة مواد. وأضاف في احتفالية نقابة المعلمين بيوم المعلم، إننا نسعى بنية خالصة للنهوض بوزارة التربية والتعليم، التي قدمت أجيالا من العمالقة في كل مجالات الحياة، ونسعى جاهدين لرفع شعار صنع في مصر على مستوى المعلمين، وكل مستويات المنظومة التعليمية، ولن نسمح باللعب في مناهجنا كما كان يحدث في السابق لتصبح مصرية وفق المعايير العالمية. وأشار غنيم، إنه تم إعداد خريطة تعليمية لجميع مدارس مصر، ومعلميها وتلاميذها لأول مرة في التاريخ، ووافق عليها مجلس الوزراء، وتم وضع مخطط كامل للهيئة القومية للتعليم الفني والتدريب المهني، مضيفاً، أن الوزارة أطلقت مشروع قومي لمنع التسرب من التعليم وتم افتتاح "كول سنتر" للتنسيق بين ديوان المظالم في رئاسة الجمهورية، ومركز المعلومات في مجلس الوزراء ، كما تم إطلاق مشروع "وزارات بلا أسوار"، ضمت وزارات الشباب والتعليم والتعليم العالي والرياضة والإعلام والتنمية المحلية والثقافة، بهدف التوظيف الأمثل لإمكانات هذه الوزارات لخدمة طلاب مصر. وأوضح وزير التعليم، أنه يتم العمل الآن في إطلاق مشروع قومي لمحو الأمية بالتعاون مع كافة الوزارات وفقا للدستور، كما أن الوزارة تعقد لجانا مشتركة مع وزارة التعليم العالي لإطلاق مشروع جديد الثانوية العامة بروح مصرية، كما أضاف أن الوزارة تقوم بإعداد خطة إستراتيجية على مدار 10 سنوات قادمة، للنهوض بالعملية التعليمية كما تم بناء 15 مدرسة في محافظة الجيزة خلال ستة أشهر، وتم تخفيض الكثافة بها من 120 تلميذا إلى 60 تلميذا، ونستهدف أن نصل في غضون عامين إلى 40 تلميذا في الفصل المدرسي. وقال الدكتور إبراهيم غنيم، وزير التربية والتعليم، "إن الوزارة تعمل على إطلاق الوثيقة المعيارية للمناهج المصرية، للتخفيف عن كاهل الطلبة، ومنع التكرار والحشو في المناهج المدرسية، وتم تعيين مجلس إدارة جديد للمعاهد القومية التابعة للوزارة، التي تقدر أصولها ب 60 مليار جنيه، حول فيها أكثر من 20 ملفا للنيابة العامة" مشيراً، إلي أن " الوزارة طرحت مناقصة عامة للكتب لأول مرة في تاريخ الوزارة، وتم منع الاحتكار لسلاسل الكتب ونعمل على إصدار قنوات تعليمية بالتعاون مع وزارة الإعلام واتحاد الإذاعة والتلفزيون". ومن ناحية أخرى، تقدم أحمد الحلواني، نقيب المعلمين، بالشكر للرئيس محمد مرسي، لحضوره احتفالية المعلم، مشيرا إلى أن الحفل ثمرة من ثمار الثورة التي لولا نجاحها ما كان هذا الحفل، مضيفاً، أنه " لأول مرة منذ إنشاء نقابة المعلمين في الخمسينيات، يحدث فيها انتخابات تحت إشراف قضائي كامل". وأكد النقيب أن هناك تعاونا كاملا مع وزارة التربية والتعليم للوصول إلى إستراتيجية ومنظومة متكاملة للتعليم في مصر، وطالب الحلواني من الرئيس بكادر وظيفي حقيقي للمعلم، يحفظ له مكانته الأدبية والمادية، وطالب النقيب، بزيادة ميزانية وزارة التربية والتعليم تنفيذا للمادة 58 من الدستور المصري، بخلاف إصدار قانون الحد الأدنى والأقصى للأجور. كما طالب نقيب المعلمين، بتعين خريجي كليات التربية، الذين ظلموا في العهد السابق، ولم يتم تعينهم ولا يجدوا عملا لهم، مما أضر بالعملية التعليمة، وأضاف أن النقابة تسعي إلي مشروع محو الأمية.