كشفت عدد من الصحف الأمريكية والبريطانية النقاب عن أن إيران تجهز جيش تعداده 50 ألف مسلح للانتشار فى سوريا لدعم الرئيس السورى بشار الأسد، وإيجاد ذراع عسكرى لها فى سوريا عقب سقوط الأسد على غرار "حزب الله" فى لبنان . وقالت صحيفة "الجارديان" البريطانية تحت عنوان "إيران تجهز جيشا من المسلحين تعداده 50 ألفا لدعم النظام السوري"، إن المخابرات الإسرائيلية العسكرية اتهمت إيران وحزب الله بإعداد آلاف المسلحين من أجل إطالة أمد النظام السورى وفرض سيطرتهما على الأراضى السورية إذا ما سقط الأسد. ونقلت الصحيفة عن رئيس المخابرات الإسرائيلية الجنرال "أفيف كوتشافي" قوله إن إيران تنوى مضاعفة عدد ما وصفه بجيش "الشعب السوري" الذى تموله إيران والذى تلقى التدريب على أيدى عناصر من حزب الله اللبنانى لدعم ومساعدة القوات الحكومية المتهاوية ذات المعنويات المنهارة. وقال "كوتشافي" أن الضرر الواقع على إيران وحزب الله جراء السقوط الدائم لنظام الأسد كبيرة جدا؛ حيث ستخسر إيران حليفها الوحيد فى المنطقة، وستفقد قدرتها على نقل الأسلحة عن طريق سوريا لحزب الله. وأضاف: "كلا من إيران وحزب الله يبذلان قصارى طاقتيهما لمساعدة نظام الأسد، حيث تستهدف طهران وصول عدد ذلك الجيش إلى مائة ألف؛ والذى يمكن ان يحمى مصالحها فى سوريا حال سقوط نظام الأسد". واقتبست الصحيفة ما أورده (المعهد الدولى للدراسات الاستراتيجية) الأربعاء الماضى بأن جيش الأسد والذى كان تعداده 220 الف تراجع الى حوالى 50 الف فقط يمكن الاعتماد عليهم. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية قد نشرت فى سبتمبر الماضى تقريراً جاء فيه أن مئات من عناصر الحرس الثورى الإيرانى (الباسيج) وصلوا إلى سوريا منذ بداية الثورة حيث شرعوا فى تدريب أكثر من 50 ألف رجل من الشبيحة السوريين على فنون وأساليب القتال والترويع ضد الثوار وتحويلهم إلى ميليشيات. كما قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية أيضا إن الجنرال حسين حميدانى من الحرس الثورى الإيرانى هو المشرف على أعمال التدريب هذه العناصر داخل معسكرات سرية فى الأراضى السورية، ويعاونه المئات من الضباط من وحدات ما يعرف بفيلق القدس الذى كان وراء قمع "الانتفاضة الخضراء" عام 2009 فى إيران. أما مجلة "دير شبيجل" الألمانية فأرجعت صمود نظام الأسد لسببين أساسيين أولهما: الوحشية الكبيرة التى تستخدمها قواته لقمع المدنيين المطالبين بالحرية، والثاني: عدم التوازن فى التدخل الأجنبى بعدم تسليم الثوار أية مساعدات عسكرية، فيما الجسر الجوى بين طهران ودمشق لم يتوقف منذ بداية الثورة أضف إلى ذلك الشحنات العسكرية الروسية، وتدفق مقاتلى حزب الله اللبنانى للقتال إلى جانب قوات النظام فى سورية. الغرب يحاول اللحاق ومع تواصل تقدم المعارضة وتهاوى قوى نظام الأسد، بدا أن القوى الغربية شرعت فى الوقوف بجانب الثوار بعدما بدأ يلوح فى الأفق بوادر انتصارهم على جيش الأسد. وأعلن وزير الخارجية الفرنسى "لوران فابيوس" فى مقابلة مع إذاعة "فرانس أنفو" الخميس الماضى اعتزام بلاده وبريطانيا تقديم موعد الاجتماع الذى سيعقده الاتحاد الأوروبى حول حظر الأسلحة على سوريا، مؤكدا أن باريس ولندن ستسلحان المعارضة السورية حتى دون الحصول على موافقة الاتحاد. أما الموقف الأمريكى فقد شهد تغيرا مفاجئا باقترابه أكثر من الرؤية الروسية، إلا أن قيادى بارز فى المعارضة السورية أكد أن ضباط أمريكيون من الجيش والمخابرات دربوا فى الأردن معارضين سوريين على استخدام أسلحة مضادة للطائرات وللدبابات وأن دفعة أولى من ثلاثمائة مقاتل عادت إلى سوريا للقتال.