* سياسيون: دعوات الإضراب فشلت.. والتخريب مرفوض * مجدى حسين: الصندوق هو أفضل الطرق للتغيير * معاذ عبد الكريم: المعارضة تخالف الإرادة الشعبية لم تُجمع الديمقراطيات والسياسات العالمية على تعريف موحد للعصيان المدنى، غير أن تعريفه المتداول، أنه عمل سلمى عام، يتم بوعى كامل، لكنه عمل سياسى، يتعارض مع القانون، ويُطبق فى أغلب الأحوال لإحداث تغيير فى القانون أو فى سياسة الحكومة. ويفترض أن يخاطب العصيان المدنى حِس العدالة لدى غالبية المجتمع، ويعرفها الفيلسوف وعالم الاجتماع الألمانى هابر ماس؛ بأنها أعمال غير قانونية، ونظرا لطابعها الجماعى فهى توصف بأنها عمل عام ورمزى فى آن واحد، على أساس أنها أعمال تشتمل فى المقام الأول على وسائل للاحتجاج غير عنيفة، تنادى بالقدرة على التعقل، ويعتمد فعل العصيان على سلوك شعبى، وهو ما يميزه عن العصيان الإجرامى. ورغم تعدد تعريفات العصيان المدنى، إلا أن أيا منها لم يتضمن إجبار المواطنين على العصيان، أو منعهم من ممارسة عملهم، ثم خروج الفضائيات لتعلن أن العصيان يعم البلاد كما يحدث حاليا فى بورسعيد وبعض المحافظات أو حول مجمع التحرير. وفى بورسعيد، قام مجموعة من الشباب -ليس من بينهم أسر الشهداء أو شباب الثورة- بدخول مبنى محكمة بورسعيد، وإجبار الموظفين العاملين فيها على إخلائها بالقوة وإيقاف العمل بالمحكمة؛ ما يشكل ضررا بمصالح المواطنين والمتقاضين. وقام المتظاهرون فى ميدان التحرير بالاعتداء على عدد من أصحاب المحلات التجارية بشارع طلعت حرب خلال فعاليات أمس الأول الجمعة، بعد أن تلقى البائعون تهديدا بتكسير محلاتهم فى حال عدم استجابتهم للعصيان المدنى اليوم الأحد، كما يحاول البعض مواصلة إغلاق مجمع التحرير أمام الموظفين والمواطنين لمدة قاربت الشهر عقب أحداث الذكرى الثانية للثورة فى 25 يناير الماضى، ما تسبب فى تعطيل إنهاء مصالح المواطنين. من جانبه، وصف مجدى حسين -رئيس حزب العمل الجديد- تلك الممارسات بأنها بلطجة إرهابية لا تمت للعصيان المدنى بصلة، مشيرا إلى أن مظاهرات 25 يناير والعمل السياسى الشريف على مدار سنوات لم يشهد تلك الممارسات. وأضاف حسين أنه يجب التصدى لإغلاق الطرق وتهديد المؤسسات والهيئات ومنع موظفيها من العمل، إضافة للتهديد بتكسير المحلات التجارية، وخلق رأى عام سياسى يساند الشرطة، وأوضح أنه طيلة فترة حكم مبارك لم تستخدم المعارضة تلك الأساليب فى الاحتجاج، مشيرا إلى أن هناك وسائل متعددة للتغيير السلمى. وقال لمن يعترضون على سياسيات الحكومة الحالية: "الانتخابات البرلمانية على الأبواب، وعليكم بالتغيير عبر الصندوق"، لافتا إلى أن المعارضة التى تتبع أساليب العنف أصبحت معزولة شعبيا، خاصة بعد أن ظهر حجمها فى الشارع خلال دعوات العصيان المدنى والإضراب العام وأصبحت معزولة شعبيا، داعيا لاتخاذ موقف أمنى حازم فى حالات التلبس مع كافة المخربين والمعتدين على المنشآت العامة. وشدد رئيس حزب العمل على أن دعوات العصيان المدنى فشلت، خاصة أن الحياة تسير بشكل طبيعى فى المحافظات المختلفة رغم استغلال البعض أحداث أولتراس بورسعيد لإشعال مدن القناة، محذرا من استمرار حالات البلطجة فى فرض العصيان المدنى وإجبار المواطنين عليه، التى لا تساعد فى كشف البلطجية والمخربين الحقيقيين. من جانبه، أوضح معاذ عبد الكريم -عضو جبهة الضمير الوطنى، عضو ائتلاف شباب الثورة- أن الشعب هو من يقرر المشاركة فى دعوة العصيان من عدمها، غير أن إغلاق متظاهرين من خارج المؤسسة أو الهيئة الوظيفية لأبوابها أمام العاملين فيها لإجبارهم على ممارسة العصيان المدنى أشبه بعمليات اعتداء منظم على الممتلكات العامة والخاصة. وأكد عبد الكريم أن هذا النهج الخاطئ الذى تتبعه بعض القوى السياسية كشف أنها لديها مطالب لا تمت للمطالب الشعبية بصلة، مضيفا أن الشعب لا يطلب تغيير السلطة السياسية ولكنه يطالب بحال من الاستقرار السياسى التى تؤدى إلى حالة من الاستقرار الاقتصادى. وقال: إن بعض القوى السياسية شعرت بالصدمة بعد قرار الرئيس بفتح باب الترشح فى الانتخابات البرلمانية، ومارست تصرفات ساهمت فى تراجع شعبيتها.