إذا لم تحترم المعارضة القانون كما فعلت على مدار الأسابيع المنصرمة، وإذا لم يحترم الإعلام المواثيق كما دأب منذ إعلان نتائج الانتخابات البرلمانية الأولى فى نوفمبر 2011، فكيف نتحاور وحول ماذا سنتحاور؟ جبهة الإفلاس أعلنت أنها رفعت سقف مطالبها، وهذا يعنى إنذارا للسلطة الحاكمة، وعلى الأخيرة أن تنصاع وإلا فستحرق الأولى كل شىء حتى تخرج السلطة من قصورها كما نقلت "اليوم السابع" وعدة مواقع عن النائب السابق مصطفى الجندى أنه قال إنه لن يسمح بعد اليوم بدخول القصور (الرئاسية) ولا المجالس (المنتخبة). إذا لم يحترم هؤلاء القانون فكيف نأمن ونطمئن لاحترامهم أى حوار قادم تسعى إليه الرئاسة منذ أشهر وكأنها تنادى فى فلاة. عن أى حوار نتحدث، ومع من؟ مع من يعتقد أن ما فعله الألتراس قبيل الحكم وتعطيلهم حركة المترو ومحاصرة البورصة فعل رجولى يستحق التهنئة؟ أم نتحاور مع من يرى أن ما يفعله المخربون فى بورسعيد هو عين الصواب ضد نظام الحكم؟ ولا أدرى ما علاقة نظام الحكم بأحكام القضاء؟ والنظام نفسه يعانى من بعض تلك الأحكام؟ عن أى حوار نتحدث وبعض رموز ما يسمى بالمعارضة يعتبرون أن الحرق والتدمير والقتل هى السبل الكفيلة بإخراج الرئيس من السلطة؟ وأذكركم بأن الرئيس لم يمض على توليه سوى ستة أشهر فقط! هل يتحاور النظام مع من يشجعون أبو دومة وأبو دراع وأبو رجل مسلوخة الذين يستضيفهم أباطرة الإعلام لكى يفرغوا شحنات "قلة أدبهم" فى الرئيس والإخوان وهم يبتسمون ويصفون من يطالب بمزيد من الدماء حتى يتخلصوا من حكم الإخوان بأنه "ثورى" و"راجل". ما حدث يومى الجمعة والسبت ليس إلا فوضى، ولا علاج لها إلا بفرض القانون وبحزم وبقوة، وليس بالحوار. كيف تتحاور الرئاسة مع من يحرقون أقسام الشرطة والمحاكم والمحافظات ويهاجمون السجون ويحاصرون مجلس الشورى برعاية جبهة الإفلاس التى تستحى حتى هذه اللحظة أن تدين، لا بل إنها تعتقد أن الحرق والتدمير مسئولية الرئيس وليس مسئولية من حرض ودبر وظهر عبر الفضائيات مادحا سلوك الفوضويين الجدد. لا حوار سيدى الرئيس قبل أن يأخذ القانون مجراه، وتتم محاكمة كل من حرض ودبر وشجع على حرق المنشآت الحكومية والمواقع الحزبية، بدءا من جبهة الإفلاس إلى إعلاميى منتصف الليل مرورا بالبلطجية. ---------------------- د. حمزة زوبع [email protected]