* نيويورك تايمز: الثورة أعادت ترتيب أولويات السياسة الخارجية للقاهرة * واشنطن بوست: مصر انفتحت على العالم وتراعى إرادة شعبها أكدت صحف غربية أن التحركات الخارجية للرئيس محمد مرسى منذ توليه سدة الحكم فى مصر مطلع يوليو الماضى دشنت لميلاد سياسة خارجية جديدة تختلف كثيراً عما كانت عليه قبل اندلاع ثورة 25 يناير؛ حيث تقوم هذه السياسة على أساس المصالح المتبادلة والندية، وتراعى إرادة الشعب المصرى على عكس ما كان يحدث فترة 30 عاما هى عمر حكم المخلوع مبارك. وأضافت الصحف بمناسبة احتفالات مصر بالذكرى الثانية للثورة المصرية أن جولات مرسى الخارجية كانت بمثابة خطوات عملية نحو تعامل مصرى مختلف مع القوى الخارجية، بعدما اقتصر التعامل قبل الثورة على التعاون الأمريكى والأوروبى دون الالتفات للشرق الأسيوى ودوره المتزايد على الساحة الاقتصادية العالمية. وقالت صحيفة (واشنطن بوست) الأمريكية إن السياسة الخارجية المصرية شهدت تطورا إيجابيا بعد الثورة، وظهر ذلك جليا فى العديد من مواقف مصر، وكان أبرزها زيارة الرئيس مرسى لإيران لحضور قمة عدم الانحياز ومحاولته توطيد العلاقات المصرية الإيرانية المقطوعة لعقود طويلة، وهو ما يعكس التغيير الكبير فى السياسة الخارجية للقاهرة بعد الثورة. وألقى مرسى خطابا تاريخيا فى قمة عدم الانحياز بإيران شهد له الجميع؛ حيث وجه مرسى فى خطابه انتقادات عنيفة للنظام السورى وبشار الأسد، رغم أن ذلك جاء من داخل دولة حليفة لسوريا، كما أعلن مرسى أن مصر دولة قوية ولا تخضع لأحد، وأن القيادة الآن من الشعب وإلى الشعب وستعمل على تحقيق مصالحه، وأن مصر تتخذ قرارها بمحض إرادتها دون إملاءات من أحد. وأشارت الصحيفة إلى أن اختيار مرسى للصين كأول دولة كبرى يزورها خارج المنطقة العربية والإفريقية، يأتى فى إطار دعم استقلالية سياسة مصر الخارجية وعدم الخضوع إلى جهة أو دول معينة، لافتة إلى أن أهمية زيارة مرسى للصين تكمن فى إمكانية أن تستفيد الصين من رغبة القيادات الجديدة فى المنطقة العربية لصياغة توازن فى علاقاتها الدولية وتقليص التبعية للولايات المتحدةالأمريكية؛ حيث إن التجارة الخارجية مع الصين تمثل 60% من حجم تجارة مصر. وذكرت واشنطن بوست أن الزيارة جاءت لتؤكد للعالم أن مصر تسعى للانفتاح على العالم ولن تنحاز لدولة دون الأخرى بل ستسعى جاهدة لترتيب حساباتها وعلاقاتها التى توترت ببعض الدول أيام النظام السابق. أما صحيفة (نيويورك تايمز) فأشارت إلى أن الرئيس مرسى لعب دورا بارزا فى وقف العدوان الإسرائيلى على قطاع غزة، فلم يكتف بالتنديد فقط، بل سحب السفير المصرى لدى تل أبيب وتوّسط بين الطرفين حتى تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار، وهو الاتفاق الذى سعت إليه إسرائيل جاهدة منعا لسقوط مزيد من الضحايا فى صفوفها. وأضافت أن أمريكا وإسرائيل طلبتا من مصر للمرة الأولى التدخل للتوصل لاتفاق تهدئة بين الفلسطينيين والإسرائيليين، وهو ما يُعد إنجازا كبيرا يُحسب للإدارة المصرية الجديدة، كما لعبت مصر دورا محوريا وقياديا لم تكن لتلعبه قبل الثورة، وكانت هى الراعى الأول لملف المصالحة الفلسطينية بين فتح وحماس، وبفضل جهودها تمكنت من إتمام اتفاق المصالحة الذى لم يحلم به الفلسطينيون أيام المخلوع. وأوضحت أن مصر بعد الثورة حرصت على إعادة ترتيب أولويات سياستها الخارجية، بما يعيد التوازن فى علاقاتها التى كانت سائدة على صعيد كثير من القضايا والملفات، وفى مقدمتها العلاقات المصرية – الإفريقية التى أتاح غياب مصر عنها لقوى أخرى فرصة التسلل إليها وتهديد مصالحها بها، ونتيجة لتوجه السياسة الخارجية المصرية الجديدة إلى تقوية العلاقات المصرية مع أفريقيا، شهد ملف مفاوضات حوض النيل تطورا إيجابيا بما يضمن الحفاظ على استمرار تدفق مياه النيل إلى مصر دون عراقيل. من جانبها، قالت صحيفة (جلوبال تايمز) الصينية إن الولاياتالمتحدة تحتاج إلى إقامة علاقات جديدة تتناسب مع سياسات مصر الثورة التى أصبحت أكثر استجابة للرأى العام الشعبى، وقد يؤدى ذلك إلى إبعاد مصر عن الولاياتالمتحدة وإسرائيل، وليس هناك شك فى أن أحد عوامل اندلاع الثورة كان تبعية النظام السابق لمحور الولاياتالمتحدة وإسرائيل التى جاءت على حساب شرعيته فى السلطة. وأكدت أن الرئيس محمد مرسى يسعى إلى تنويع تحالفاته الدولية وإلى التقليل من اعتماده على الولاياتالمتحدة، وتجاهد الحكومة المصرية فى ظل الأزمة الاقتصادية الحالية من أجل تعزيز علاقاتها الاقتصادية مع القوى العالمية الكبرى، بما فى ذلك الصين والاتحاد الأوروبى.