أكد سياسيون وخبراء أن رفض "جبهة الخراب" للحوار وللإعلان الدستورى الجديد وللاستفتاء ودعوتها للاحتشاد بالميادين والشوارع والتهديد بمنع الاستفتاء بالإضراب العام، كشف وجهها الحقيقى بأن غرضها إسقاط الرئيس المنتخب، محذرين من انقلاب الجبهة على الديمقراطية والقفز على الشرعية، وفرض الوصاية على الشعب الذى يعلم جيدا الآن أنها تشعل الفتنة فى البلاد. من جانبه يرى د. محمد محيى الدين -عضو الجمعية التأسيسية، والقيادى بحزب غد الثورة- أن إصرار المعارضة على رفض الحوار والتصعيد رغم الاستجابة لمطالبها ووضعها شروط متشددة يؤكد أن هدفها إسقاط شرعية الرئيس، مشددا على احترامه للتظاهر السلمى، ورفضه للحشد والحشد المضاد، ولاستخدام العنف، داعيا إلى أن تتبنى جميع الأطراف السياسية لغة خطاب سياسى جديدة للخروج من الأزمة وتحقيق التوافق الوطنى، محذرا من استمرار حالة الاحتقان والاحتجاجات؛ لأنها تؤدى إلى بلبلة الرأى العام وتوتر الشارع. بدوره قال د. جمال جبريل -عضو الجمعية التأسيسية وأستاذ القانون العام- أن بيان جبهة الإنقاذ يكشف حقيقة وأغراض الجبهة للرأى العام، فهى تستهدف التصعيد وتصر عليه منذ بدء انسحاب ما يسمى ب"القوى المدنية"، ومن حينها والكل يعلم أن تصعيدها -غير المبرر- لم يكن له أية علاقة بمسودة الدستور أو بالاستفتاء أو بالإعلان الدستورى الملغى؛ لأن لها أهدافا غير معلنة، حدها الأدنى هو إجراء انتخابات رئاسية مبكرة وإعادة الانتخابات الرئاسية بأية طريقة، وإما أن تسقِط الرئيس المنتخب وإما أن تتجه لإحداث العنف والفوضى. وكشف جبريل أن الجبهة لديها نية مبيتة لإشعال الموقف بالبلاد حتى قبل أن يصدر الرئيس إعلان 21 نوفمبر، وحتى بعد إلغائه تصر على تعنتها، ولذا فإن أية محاولة تمت أو ستتم لتحقيق التواصل أو التوافق معهم محكوم عليها بالفشل الذريع؛ لأنهم لا يريدون التوافق أصلا، وهم مجموعة ستكشف الأحداث عن أغراضهم أن كل منهم يرى أنه الأحق بالزعامة، رغم أنه لا يملك شرعية قانونية أو شعبية أو دستورية، ولولا أن بعض الشباب مخدوع فيهم لانكشفت حقيقة حجمهم بالشارع. وحذّر جبريل من أن من تسمى نفسها "جبهة الإنقاذ" تقوم بإشعال البلاد كلما هدأت، وكلما هدأ المتظاهرون بالتحرير والاتحادية عقب نجاح حوار الرئيس بالقوى الوطنية والقرارات التى توصلوا لها، ومنها إلغاء الإعلان المعترض عليه دعت إلى تظاهرات بجميع الميادين والشوارع ولم تعبأ بالدماء ولم تجتهد لحقن الدماء، ولم تسع لوقف العنف، بل إنها مستعدة لاستخدام العنف أداة لتحقيق ما تريد فى الفترة المقبلة. وبيّن جبريل أن دعوة الجبهة للتظاهر الحاشد اليوم وتهديدها بمنع إجراء الاستفتاء بأية وسيلة خاصة؛ لأنهم يعلمون جيدا أن بمجرد التصويت على الاستفتاء سيتم تعريتهم جميعا، وستكتب شهادة وفاة سياسية لهؤلاء، لذا يسعون إلى عرقلته بأية طريقة حتى وإن كانت استخدام أقصى درجات العنف، مشددا أنهم ليس لهم القوامة أو الوصاية على الشعب. ولفت جبريل إلى أن أسامة الغزالى حرب الذى أعلن بالمؤتمر الصحفى للجبهة أنه يريد إسقاط الرئيس، الكل يعلم أنه دعم المرشح الخاسر بانتخابات الرئاسة أحمد شفيق مرشح الفلول، وكان عضوا بلجنة السياسات بالحزب الوطنى المنحل، فكيف اليوم يدعى الثورية؟ مؤكدا فشل قدرتهم على تأليب الشارع ضد رئيسهم المنتخب. من جانبه يرى د. بسيونى حمادة -أستاذ الإعلام السياسى والرأى العام بجامعة القاهرة- أن دعوة "جبهة الإنقاذ" لوقف الاستفتاء ودعوتها للاحتشاد بجميع ميادين الجمهورية للتظاهر بعد زوال أهم أسبابه وتهديدها بالإضراب العام والعصيان المدنى لمنع الاستفتاء، انقلابٌ على مبادئ الديمقراطية، فالاستفتاء هو الآلية الديمقراطية المعبرة عن إرادة الشعب، وهى بتعطيله تجعل نفسها مصدر السلطة والسيادة وليس الشعب، ولو أنها متيقنة من تأييده لمواقفها لحشدته للتصويت ب"لا" عليه، ولكنها تعلم أنها أصبحت بجانب والشعب كله بجانب آخر، والجبهة تريد القفز على الشرعية، ولا تريد الاحتكام للجماهير عبر الصناديق. وأكد بسيونى أن "جبهة الإنقاذ" رفضت أن تكون شريكا بالحوار الوطنى لإنقاذ البلاد، وذلك يدل على أنها مصرّة مسبقًا على الصدام، ولذلك أسهم ورصيد الجبهة لدى الرأى العام فى هبوط ونزول مستمر، خاصة بعد استخدام العنف بحرق مقرات الإخوان وحزب الحرية والعدالة، فانكشف أن سلوك الجبهة السياسى تصعيدى على غير رغبة الناس. وكشف بسيونى أن رفض الجبهة للحوار وبيانها الصدامى الأخير وضعها فى حرج شديد أمام الرأى العام والعربى والدولى؛ لأنها لم تسع إلى حلول وسطية توافقية.