- دور مصر عظيم فى تزويدنا بالأدوية وموقفها الرسمى يعبر عن الثورة - كسرنا نظرية قوة الردع والحرب ستتوج بانتصار المقاومة - الكيان الصهيونى لم يكن يريد حربا.. وانتظروا استقالات جنرالاته إسلام توفيق "الدكتور خليل أبو ليلة".. هو نقيب الصيادلة الفلسطينيينبغزة ووكيل مساعد بوزارة الخارجية سابقا، وقيادى بارز بحركة المقاومة الإسلامية "حماس" ومتحدث باسمها، كلماته رنانة، يكشف فيها الحقائق الواضحة، فتصل مباشرة إلى القلب ويتفهمها العقل. قال أبو ليلة فى حوار خاص ل"الحرية والعدالة": إن أيام الحرب فى غزة باتت معدودة، وإن التفوق الذى شاهده العالم أجمع، أنهى أسطورة الجيش الذى لا يقهر، ويقضى سياسيا على رئيس الوزراء الصهيونى نتنياهو، مضيفا أن الكيان ما كان يريد حربا، وكان يظن أنه دكّ المقاومة، وأوقف قدراتها على إطلاق الصواريخ، وأراد باغتيال القائد أحمد الجعبرى أن يوقف إطلاق الصواريخ، ولكن انقلب السحر عليه، وسقطت صواريخ (فجر 5) على قلب "تل الربيع". وفيما يلى نص الحوار.. · بداية.. كيف ترون توقيت العملية العسكرية للكيان الصهيونى وإعلان حربه على القطاع؟ يجب أن يكون معلوما للجميع أن العدو الصهيونى لم يكن يرغب فى حرب على غرار حرب الفرقان، فجُل ما كان يفكر فيه قادة العدو أن يوجهوا رسالة ل"حماس" من خلال اغتيال القائد العسكرى أحمد الجعبرى، لعل مثل هذه الرسالة تكون دافعا لقادة المقاومة بوقف إطلاق الصواريخ، التى كانت تنطلق بين الحين والآخر كرد على اعتداءات صهيونية ضد الشعب الفلسطينى. واعتقد الصهاينة أنه بعد عملية الاغتيال الجبانة ستكون هناك تصريحات بالانتقام، وإطلاق بعض الصواريخ على مناطق فى فلسطينالمحتلة، وينتهى الأمر بعدها، وبذلك يكون نتنياهو قد حقق إنجازا كبيرا لنفسه على مستوى الانتخابات القادمة فى الكيان، ولكن خاب ظن الصهاينة، وكان رد المقاومة الفلسطينية أكبر من كل توقعاتهم. · لماذا بدأ العدو الصهيونى العمليات العسكرية بقصف مكثف من الجو؟ القصف بدأ بعد اغتيال الشهيد الجعبرى، وكان ذلك ردًّا على بعض صواريخ المقاومة التى أطلقت على الكيان الصهيونى بعد عملية الاغتيال، وكان القصف شديدا جدًّا بحيث إن الصهاينة اعتقدوا بل صرح الناطق باسم ما يسمى بالجيش الصهيونى أن جيشه قضى بشكل كامل على القوة الصاروخية لكل من حماس والجهاد. هذا الأمر كانت له دلالة واحدة وهى الفشل الكبير لأجهزة الاستخبارات الصهيونية المختلفة، التى لم تكن على علم حقيقى بما هو متوفر من الوسائل القتالية فى يد المقاومة الفلسطينية. · صواريخ المقاومة وصلت لعمق "تل الربيع".. ألا ترون أن هذا الرد فاجأ دولة الكيان؟ بالتأكيد.. لم يكن الصهاينة يتوقعون قوة الضربات الصاروخية للمقاومة، وأعلنوا فى اليوم الأول أنهم قضوا على القوة الصاروخية للمقاومة، وكانت المفاجأة فى اليوم التالى؛ حيث إن صواريخ القسام دكت عمق مدينة تل الربيع (تل أبيب). · كيف توقعتم ردة الفعل من ضرب أهداف داخل العمق الصهيونى؟ فى الواقع على مَن يدافع عن نفسه وعن شعبه ضد العدوان ألا يحسب أى حساب لردة فعل المعتدى، ويكفى أن ضرب الأهداف المذكورة مرّغ أنوف قادة العدو الصهيونى فى التراب، وبدءوا يتلاومون فيما بينهم، وكل منهم يلقى بالمسئولية عما يحدث على الآخر. لقد كسرت حرب أكتوبر المجيدة سنة 1973 نظرية (السوبرمان) التى رسمها الصهاينة لجنودهم بعد حرب الأيام الستة سنة 1967، واليوم تنكسر نظرية قوة الردع والتفوق النوعى للجيش الصهيونى، وهذا بتوفيق الله وفضله. · بصفتكم نقيب صيادلة غزة.. كيف ترى واقع الدواء فى القطاع فى ظل الحصار؟ عقد الصيادلة العرب مؤتمرا دوليا فى قطاع غزة، قبيل اغتيال القائد الجعبرى، بهدف تسليط الضوء على واقع الأزمة الدوائية فى القطاع، شارك فيه وفود من نقابات الصيادلة فى مصر والمغرب والأردن وليبيا، واطلعوا على مخازن وزارة الصحة التى تعانى من عجز ونقص كبير على مستوى الأدوية والمستلزمات الطبية، واتفقوا على تنسيق جهودهم بهدف توفير الدواء والمستلزمات الطبية لغزة لمدة ستة أشهر كخطوة أولى. كما أعلن اتحاد الصيادلة العرب أن هناك نقصا فى نحو 500 صنف من العقاقير والأدوية الطبية داخل مستشفيات قطاع غزة، وأن نحو 300 صنف غير موجود نهائيا داخل المستشفيات، فيما قارب نحو 192 صنفا دوائيا على النفاد فى خلال أيام تقريبا مع تزايد عمليات القصف العسكرى على القطاع، وسقوط المزيد من الجرحى. وأطلق الاتحاد مساء الأربعاء أيضا بعد القصف مباشرة حملة تبرعات داخل الدول العربية لدعم "الرصيد الدوائى المصفر" داخل القطاع، وبدأت النقابات بالفعل تحركاتها لإطلاق الحملة وتجميع الاحتياجات الطبية المطلوبة من إدارات مستشفيات القطاع. أما الدكتور محمد عبد الجواد -نقيب الصيادلة فى مصر- فكان له دور بارز فى تسيير قافلة أدوية تضم 50 طنا من المستلزمات الطبية التى يحتاجها القطاع، بعدما اطلع على الوضع فى غزة، وأجرى اتصالاته بوزارتى الصحة الفلسطينية والمصرية، وتم تسيير أول قافلة وصلت للقطاع ثانى أيام العدوان. · كيف رأيت ردة الفعل المصرية تجاه العدوان؟ إن الثورة المصرية أعادت الروح لنا قبل المصريين، وبذلك عادت مصر لتأخذ دورها الطبيعى فى قيادة العالم العربى والإسلامى، ولا بد أن يعلم الجميع أن الدعم من الشعب المصرى لفلسطين لم يتوقف لحظة واحدة على مر الزمان على الرغم من كل الظروف، والجديد اليوم هو الموقف الرسمى المصرى فهو موقف مشرف جدًّا يدل على إخلاص القيادة الجديدة للقضايا العربية والإسلامية. · لماذا فوضتم مصر والرئيس مرسى لتنسيق إجراءات التهدئة مع الكيان؟ جهاز المخابرات المصرى هو الجهاز الذى أدار كل إجراءات أى تهدئة سابقة، وهو جهاز نعتز به بغض النظر عن رؤسائه السابقين، وهذا الجهاز نثق به، كما أنه حاز ثقة الرئيس مرسى بعد أن عيّن على رأسه رجلا من داخل الجهاز؛ حيث إن رئيس المخابرات محمد رأفت شحاتة وجميع مساعديه على درجة عالية من المهنية والكفاءة، وإنهم على علم بدقائق الأمور فيما يخص التهدئة.