قال د. عبد الفتاح مورو- أحد مؤسسى حركة النهضة التونسية- إن الإسلاميين ينبغى ألا يكون مشروعهم حكم الناس وإنما نهضة الأمة والمجتمع، موضحا أن الإسلاميين مشروعهم ليس مشروع حكم ولكن مشروع حضارة وتخليص الأمة من ركاب العالم الثالث. وأضاف مورو- فى كلمته التى ألقاها بمؤتمر المنتدى العالمى للوسطية اليوم بعنوان "الإسلاميون وتحديات السلطة"-: إننا نرغب بأن يسود منهج الشريعة بين الأمة، ولكن علينا أن نعلم أن الحكم ليس صورة غير متغيرة وثابتة ننقلها عن تاريخنا الماضى غير عابئين بما تبدل وتغير. وتابع: الرسول أخبرنا بأننا أعلم بأمور دنيانا، فلا حكم دون شورى، ودون عدل وإنصاف وعدالة اجتماعية، لكن صورة الحكم موكولة إلينا نأخذها من واقعنا ونقدم من خلالها مظهرا يظهر فيه أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان حتى لو تغيرت طبائع البشر وأحوالهم، حيث يشعر الناس أن الإسلام هو الذى يخدم مصالحهم ويُعزهم. وأشار إلى أن القصوراليوم فى قضية تطبيق الشريعة ليس فى حكامنا وإنما فى العلماء، "فلا بد أن يكون لهم دور فى إقامة الأمة التى هى أمة عطاء وحضارة وعلم، ونحن اليوم بصدد إعادة بناء الأمة". واستطرد مورو قائلا: "الذين يسبوننا يستهينون بنا ويعلمون أننا غثاء كغثاء السيل، فلا ننتج شيئا، فكنت صنيعة استبداد وظلم ولم يفتح أمامى باب للمشاركة والتغيير، فكونوا مدينين لشبابكم وافتحوا آفاق الحياة أمام أمتكم"، مشددًا على أن الأمة فى حاجة إلى عطاء روحى وتزكية نفوس وتأخذ موقعها كأمة تشعر بأن لها مهمة يجب أن ترفعها ولا ينبغى أن نشغل الناس بسفاسف الأمور والقضايا الخلافية. من جانبه، قال د. ناجح إبراهيم- القيادى بالجماعة الإسلامية-: إن مرحلة الدعوة والجماعة تختلف عن مرحلة الدولة، فالجماعة تقوم على البراء والولاء، بينما الدولة تقوم على التوافق، لافتا إلى أن الانتقال من مرحلة الدعوة إلى مرحلة الدولة هو أخطر ما يواجه التيار الإسلامى فى الحكم اليوم فى دول الربيع العربى. وحذّر إبراهيم من شيوع فكرة التكفير فى المجتمعات العربية، مؤكدا أن فكرة التكفير خطر على مصر والبلاد العربية والإسلامية وسيجعلها تنحدر انحدارا كبيرا. وأضاف أنه يجب أن نهتم بفقه الدولة كما اهتممنا بفقه الدعوة، وأن ننتقل من عالم الشعارات التى تهيج العواطف إلى عالم الواقع، وأن ننزل من عالم النظرية إلى عالم التطبيق.