قال د. راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة التونسية: إن مشروع الإسلاميين ليس مشروع حكم ولكن مشروع حضارة، فلم تصلوا للحكم.. لحكم الناس، وإنما لتخليص الأمة من ركاب العالم الثالث". وقال خلال كلمته بمؤتمر المنتدى العالمي للوسطية الذى عقد أمس بعنوان "الإسلاميون وتحديات السلطة": إننا نرغب أن يسود منهج الشريعة بين الأمة، ولكن علينا أن نعلم أن الحكم ليس صورة غير متغيرة وثابتة ننقلها عن تاريخنا الماضي غير عابئين بما تبدل وتغير، فالرسول أخبرنا بأننا أعلم بأمور دنيانا، فلا حكم بدون شورى، ودون عدل وإنصاف وعدالة اجتماعية، لكن صورة الحكم موكولة إلينا نأخذها من واقعنا، ونقدم من خلالها مظهرا يظهر فيه أن الإسلام صالح لكل زمان ومكان حتى لو تغيرت طبائع البشر وأحوالهم؛ حيث يشعر الناس أن الإسلام هو الذي يخدم مصالحهم ويعزهم. وأكد الغنوشى أن القصوراليوم في قضية تطبيق الشريعة ليس في حكامنا وإنما في العلماء، فلا بد وأن يكون لهم دور في إقامة الأمة التي هي أمة عطاء وحضارة وعلم، ونحن اليوم بصدد إعادة بناء الأمة. وتابع: "الذين يسبوننا يستهينون بنا، ويعلمون أننا غثاء كغثاء السيل، فلا ننتج شيئا، فكونوا مدنيين لشبابكم وافتحوا آفاق الحياة أمام أمتكم". وشدد على أن الأمة بحاجة لعطاء روحي وتزكية نفوس وتأخذ موقعها كأمة تشعر بأن لها هامة يجب أن ترفعها، ولا ينبغي أن نشغل الناس بسفاسف المور والقضايا الخلافية وإنما اشغلوهم بقضايا العزة، ولم ننتخب الحكام بعد الثورة للحكم وإنما ليخدموا الشعب. ومن جانبه حذر الدكتور ناجح إبراهيم، القيادى بالجماعة الإسلامية، من شيوع فكرة التكفير فى المجتمعات العربية، مؤكدا أن فكرة التكفير والتفجير خطر على مصر والبلاد العربية والإسلامية، وأضاف: أنه يجب أن نهتم بفقه الدولة كما اهتممنا بفقه الدعوة، وأن ننتقل من عالم الشعارات التى تهيج العواطف إلى عالم الواقع، وأن ننزل من عالم النظرية إلى عالم التطبيق حتى كثير من الحركات إلى الآن خطابها يلعب على العواطف ويكون من الصعب تحقيقه على أرض الواقع. وقال يجب أن نبحث عن القواسم المشتركة بين القوى السياسية، ويجب أن تسعى الحركات الإسلامية إلى حسن إدارة الحوار مع الآخرين، وأن نبتعد عن التعصب والشعور الكاذب بالوصول إلى السلطة، وأن نكرر تجربة النبى صلى الله عليه وسلم "اذهبوا وأنتم الطلقاء".