قال الكاتب فاروق جويدة "في مقاله (هوامش حرة) بصحيفة "الأهرام"، إن "بعض القضايا تبدو على السطح وكأنها قضايا سياسية أو أمنية فقط وإذا تعمقنا فيها اكتشفنا أنها في الحقيقة قضايا ثقافية ترتبط عادة بالمستوى الفكري للإنسان وقدرته على التعامل مع الأحداث ونظرته للأشياء ودرجة الوعي والإدراك فيها أو درجة السطحية والجهل بها. وأوضح جويدة "هنا يمكننا تقييم ما وصلت إليه المجتمعات في ردود أفعالها أو مواقفها تجاه ما تفرضه عليها الأحداث من الأزمات والمشاكل.. مشيرا إلى أن الجميع تابع الأحداث التي ترتبت على بث فيلم ساقط سخيف لا يمكن أن يغير شيئا في معتقدات الناس أمام نبي عظيم أحدث أكبر ثورة إنسانية وفكرية واجتماعية في تاريخ البشرية، حتى وإن صدرت عشرات البيانات التي أدانت هذا العمل الوقح إلا أننا وسط هذه الرياح الصاخبة نحتاج إلي قراءة موضوعية لما حدث. وتابع الكاتب.. شهد الشارع المصري ثورة عارمة من المصريين ضد الفيلم الساقط وكان لها ما يبررها أمام حالة من الغضب النبيل ضد إساءة مقصودة للنبي الكريم عليه الصلاة والسلام، مشيرا إلى أنه كان ينبغي أن يبقى الغضب في إطار من التعبير الحر والتظاهر السلمي المشروع..وقال فاروق جويدة، إن استنكار ما حدث من الشارع المصري للنبي الكريم صلى الله عليه وسلم حق مشروع ومبرر ولكن العدوان علي رجال الشرطة وإلقاء الحجارة عليهم ومحاصرة السفارة الأمريكية ومحاولة اقتحامها كل هذه الأشياء تأتي خارج الحقوق المشروعة، منوها إلى أن السفارة الأمريكية بحكم القانون الدولي أرض أمريكية مثل سفارة مصر في واشنطن أرض مصرية. ولفت جويدة إلى أنه كان ينبغي على هذه التيارات التي تمثل السلطة في مصر الان بعد إنتخابات حرة وتغييرات ضخمة في كيان الدولة المصرية، أن تتحكم في رد فعل الشارع بما فيه غير الإسلاميين حتى لايتحول إلى مواجهة بين الشرطة وقوات الأمن وعمليات التخريب التي قام بها المتظاهرون. وأضاف الكاتب، هناك من يرى أن أيادي خفية هى (ما نسميه حتي الآن اللهو الخفي) كانت وراء تجنيد عدد من البلطجية أفسدوا المشهد واقتحموا السفارة واعتدوا على قوات الشرطة، وهنا نتساءل أيضا كيف يوجه 300 بلطجي مسيرة ضخمة فيها عشرات الآلاف من الإسلاميين.