نشرت صحيفة الفايننشيال تايمز البريطانية مقالا للكاتبة رولا خلف دعت من خلاله إدارة الرئيس الأمريكي باراك أوباما الي عدم الاستياء من الاحتجاجات التي اندلعت في العالم العربي بسبب الفيلم المسيء للرسول (ص). وقالت الكاتبة إن أعداء الرئيس الأمريكي يحاولون إعطاء وجهة مضللة مستغلين هذه الاحتجاجات لوصف الرئيس الأمريكي بالضعف بسبب دعمه للديمقراطيات الناشئة في الشرق الأوسط بعد الثورات التي شهدها الربيع العربي وكذلك موقفه الرافض لشن حرب علي ايران بسبب برنامجها النووي ، مشيرين الي أنه من الخطأ السكوت علي ذلك. وأكدت الكاتبة أن المتابع لشئون الشرق الأوسط قبل وبعد ثورات الربيع العربي ونظرة الإدارة الأمريكية في الماضي خاصة في عهد الرئيس الأمريكي جورج بوش سيجد أن نظرة العالم العربي الي الولاياتالمتحدة بدأت في التغيير وأخذ موقف عدائي منها، لكن هذا في الوقت نفسه لا يمنع من أن وجهة نظر العالم العربي عن الولاياتالمتحدة لم يحدث لها التغيير المطلوب. وأضافت الكاتبة: "بالنظر الي أعمال العنف التي صاحبت الاحتجاجات أمام السفارات الأمريكية في هذه الدول سنجد أن مرتكبيها فئة صغيرة كما أن الأجهزة الأمنية في هذه الدول لم تستعيد عافيتها بالقدر المرجو منها بعد". وقالت الكاتبة إن داليا مجاهد مستشارة الرئيس الأمريكي لشئون الشرق الأوسط أخبرتها أن مقتل السفير الأمريكي حدث في دولة وجهة نظر شعبها عن الولاياتالمتحدة إيجابية، وبالنسبة للدولة المجاورة المتمثلة في مصر فإن الأمور لم تتطور. ووفقا لتقديرات معهد جالوب لدراسات الشرق الأوسط فإن وجهات نظر العالم العربي الإيجابية عن أوباما كانت 24 بالمائة قبل انتخابه وارتفعت الي 36 بالمائة بعد خطابه الشهير الذي ألقاه بجامعة القاهرة في 2009 عندما وعد ببداية جديدة بين العالم الإسلامي والولاياتالمتحدة. ووفقا لتقديرات معهد جالوب فإن هذه التقديرات انخفضت في العام 2010 لتبلغ 19 بالمائة بعد أن لاحظ العالم الإسلامي عدم وجود تغيير كبير في السياسات الأمريكية وأضافت مجاهد: العلاقة بين الولاياتالمتحدة والعالم الإسلامي مثل الاقتصاد تماما فهي في فترات تكون جيدة ثم تتعرض الي الاهتزاز لكني أعتقد أنها الآن تسير علي ما يرام أحسن مما كانت عليه منذ أربع سنوات مضت.