وجه رئيس الوزراء التركي أحمد داود أوغلو، انتقادات شديدة، ردًّا على حديث زعيم حزب "الشعوب الديمقراطي" (الجناح السياسي للعمال الكردستاني) صلاح الدين دميرتاش، الذي وصف إسقاط الطائرة الروسية ب"الخطأ". وجاء رد أوغلو بالقول: إن "وصف زعيم حزب الشعوب الديمقراطي، إسقاط تركيا للمقاتلة الروسية ب(الخطأ)، خلال زيارته روسيا، فضيحة وخيانة بكل معنى الكلمة". وأضاف رئيس الوزراء التركي -في معرض رده- أن "هرولته لزيارة روسيا من أجل إبداء الدعم، جاءت، بينما المقاتلات الروسية تقصف التركمان والعرب والأكراد الأبرياء في إعزاز وحلب وإدلب وجبل التركمان في سوريا". وذهب أوغلو حد وصف حديث صلاح الدين دميرتاش ب "خيانة واضحة لهذه الأمة". وظهر حديث زعيم حزب "الشعوب الديمقراطية" خروجاً كاملاً عن مواقف جميع أحزاب المعارضة التركية. ورد المتحدث باسم الشعوب الديمقراطي أيهان بيلغن، على تصريحات داود أوغلو، بالقول: إن "كلام دميرتاش لا يختلف كثيرًا عن تصريحات المسئولين الأتراك". واستمر القيادي في الحزب نفسه، بالدفاع عن زعيمه بالقول: إن "العالم كله يعرف مدى الجهود التي بذلتها وزارة الخارجية للقاء لافروف، كما قام رئيس الجمهورية رحب طيب أردوغان، ببذل الكثير من الجهود للقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين". وذكر أيهان بليغن بأن "تصريحات المسئولين الأتراك، تقول لو كنا نعرف بأنها طائرة روسيا لما قمنا بإسقاطها، وكأنه هناك إدراك ما، بأن ما حصل كان خطأ". وكان دميرتاش قد توجه إلى موسكو للقاء وزير الخارجية سيرغي لافروف، يوم الأربعاء المنصرم، وسط ترحاب روسي منقطع النظير، لم يتلقه في زيارته السابقة خلال ديسمبر/كانون الأول من العام الماضي، عندما كانت العلاقات الروسية التركية جيدة، وقبل التدخل الروسي العسكري في سوريا؛ حيث افتتح زعيم الجناح السياسي للأكراد مكتب اتصال للحزب في موسكو. وأكدت تقارير إعلامية تركية، بأن سبب زيارة دميرتاش إلى موسكو، محاولة لحث الروس على تقديم المزيد من الدعم لقوات العمال الكردستاني التي تخوض اشتباكات عنيفة، مع قوات الأمن التركية في عدد من بلدات ومدن جنوبي وشرقي تركيا منذ بداية الشهر الحالي. وأوردت التقارير ذاتها، أن دميرتاش يبحث عن المزيد من الدعم لحزب "الاتحاد الديمقراطي"، لتحقيق خططه في التقدم نحو غرب الفرات، والسيطرة على ريف حلب الشمالي والشرقي، ووصل مناطق سيطرته لتتحول إلى كتلة جغرافية واحدة، تمتد على كامل الحدود السورية التركية، الأمر الذي تعتبره أنقرة خطًّا أحمر لا يمكن السكوت عنه. من جانبه أكد وزير الخارجية سيرغي لافروف، خلال اجتماعه بدميرتاش، أنه ستتم مناقشة الأوضاع في سوريا، وقال خلال اللقاء: "نعلم تمامًا بأن الأكراد في كل من سوريا والعراق، هم من يحارب داعش على الأرض، بالتعاون مع كل من الجيش العراقي والسوري، إذ يناضلون لأجل منازلهم، ولحقهم في الحياة على أراضيهم، التي هي بطبيعة الحال حقوق لا يمكن التنازل عنها". وأضاف لافروف "وكما للنصارى والأيزيديين الحق في الحياة على أراضيهم، أيضًا للأكراد الحق في ذلك؛ حيث إن روسيا التي تشن حربًا على الإرهاب في سوريا بطلب من الحكومة السورية، مستعدة لتقديم الدعم لكل من يحارب (الإرهاب) على الأرض"، حسب زعمه. وكانت منظمة العفو الدولية قد وصفت الاعتداءات الروسية على المدنيين السوريين بجرائم حرب صد الإنسانية، في تقرير للمنظمة اليوم الخميس، وتدخلت روسيا عسكريًّا في سوريا من أجل دعم السفاح بشار الأسد بذريعة محاربة الإرهاب، فيما قتل بشار مئات الآلاف وشرد الملايين من شعب سوريا الشقيق.