نشرت صحيفة "الجارديان" البريطانية تقريرا مطولا عن نتائج الاستقصاءات التي أجرتها "بي بي سي" العربية للكشف عن حقيقة وجود أصول وممتلكات لمبارك ومقربين منه لم تدرج في قائمة الأصول المجمدة لرموز النظام السابق في مصر. قالت الصحيفة في تقريرها الذي حمل عنوان- فضيحة ملايين مبارك في بريطانيا: إن بريطانيا سمحت لرموز نظام مبارك الديكتاتوري بالاحتفاظ بملايين الجنيهات الإسترلينية ممثلة في أصول وممتلكات وشركات تجارية لم تتعرض للعقوبات في "انتهاك" محتمل للاتفاق الذي وافقت عليه بريطانيا مع دول الاتحاد الأوروبي لمساعدة مصر على استعادة أموالها "المنهوبة". وأضافت الجارديان أن هذا الوضع يشير بأصابع الاتهام إلى وزراء الحكومة البريطانية الذين ربما فضلوا الاحتفاظ بعلاقة "دافئة" مع قطاع المال في الدول العربية على حساب تحقيق العدالة. وأوضحت الصحيفة البريطانية أن التحقيقات التي أجرتها "بي بي سي"، ونشرت على صحيفتي الجارديان والحياة اللندنية بالتزامن طوال ستة أشهر، كشفت عن وجود أصول وممتلكات خاصة بمبارك وأسرته ومقربين منه لم تتعرض للمصادرة أو التجميد. وشملت هذه الأصول شققا ومنازل فاخرة في أحياء راقية وسط العاصمة لندن، إضافة إلى شركات تجارية تمارس نشاطها حتى مع صدور قرارات تجميد ضد مالكيها منذ أشهر عدة. وذكرت الصحيفة أن وزارة الخارجية البريطانية أعلنت أنها تعمل بشكل وثيق مع المسئولين المصريين لملاحقة أصول نظام مبارك، وذلك ردا على نتائج التحقيقات. أما وزارة الخزانة، ولديها وحدة خاصة مهمتها تنفيذ العقوبات المالية، فقالت إنها واثقة من أنها تصرفت كما ينبغي. وأشارت الجارديان إلى أن نتائج التحقيقات تسببت في حرج بالغ لوزراء الحكومة البريطانية الذين أعربوا في السابق عن دعمهم لثورات الربيع العربي، وتعهدوا باتخاذ "إجراءات حاسمة" لتعقب الأموال "المنهوبة" وإعادتها إلى مصر. ونقلت الجارديان عن البروفيسور مارك بيث الذى يعتبر واحدا من المسئولين الرائدين فى مسألة استعادة الأصول عبر الحدود، قوله: إن ما تم الكشف عنه ليس مفاجئا، وأوضح أنه كمواطن سيشعر بغضب شديد إلا أنه كمحام، يقول إن هذا الأمر لا يدهشه بشدة لأنه ليس متأكدا من أن القواعد بشأن من يُطلق عليهم "المفضوحون سياسيا" يتم تطبيقها بشكل كامل فى بريطانيا، مشيرا إلى أن لندن لا تستعد لتقديم المساعدة، وأضاف قائلا إن مصر لديها علاقة قوية مع الغرب وعلاقة قوية جدا مع بريطانيا فى هذا الشأن. وتحدث الخبير عن انتشار البنوك العربية وفروعها فى مدينة لندن، وقال إنه متأكد من أن المقربين من عائلة مبارك وأعضاء نظامه يشعرون براحة لإيداع أموالهم فى بريطانيا، وتابع بيث قائلاً: إنه بالنسبة للحكومة البريطانية فإن الجيش ربما لا يزال ضامنا للسلامة، فى حين أن البرلمان "المنحل" والرئيس الجديد على العكس من ذلك. وأعرب البروفيسور عن توقعه بأن بريطانيا ستكون حريصة فى عدم سلك طريق مباشر ضد بقايا النظام القديم.