قال الدكتور عزام التميمي، المفكر الإسلامي ببريطانيا: إن ما صدر عن الدكتور رحيل غرايبة، رئيس المكتب السياسي السابق لإخوان الأردن، بخصوص حل التنظيم الدولي للإخوان، وما قد يكون صدر عن آخرين، هو مجرد آراء شخصية. وأضاف – في تصريحات صحفية اليوم : "الحديث حول حل التنظيم الدولي أمر غير منطقي؛ لأن هذا الكيان مجرد مظلة تنسيقية وليست لديه سلطات تنفيذية على التنظيمات القطرية". وأشار "التميمي" إلى أن المطالبة بحل التنظيم الدولي هو مجرد تعبير عن احتقانات وإحباطات موجودة لدى بعض رموز الإخوان في بعض التنظيمات القطرية، لما تمر به الحركة قطريًا وعالميًا من محنة ليست غير مسبوقة. ومن يدرس تاريخ الجماعة يجد أن مثل هذه المطالبات كانت تتكرر في ظروف مشابهة. وتابع: "أنا شخصيًا أرى أن مظلة التنظيم الدولي اليوم في غاية الأهمية، وبدلاً من الدعوة إلى حلها ينبغي أن يدعى لتفعيلها؛ لأنها ضعفت وتراجعت تلقائيًا منذ ما بعد أحداث الربيع العربي وانشغال كل تنظيم قطري بهمومه المحلية. فنحن في حاجة إلى تفعيل المظلة الدولية اليوم أكثر من أي وقت سابق للتنسيق والتعاون في صد الحملة الشرسة التي يقودها الصهاينة وحلفاؤهم في بعض الأنظمة العربية ضد الإخوان في كل مكان". وأردف "التميمي" :" أرى أن من يشعر بالإحباط والقنوط من أفراد الإخوان سواء كان عضوًا عاديًا أو قياديًا، فليبحث له عن سبيل آخر لينشط من خلاله، وليترك الإخوان يصلحون أوضاعهم ويستأنفوا مسارهم. وليست هذه المرة الأولى التي يغادر الجماعة من لم يقوَ على تحمل المغارم بعد أن أحبطه تبخر المغانم المأمولة بين ليلة وضحاها". واستطرد: "كلما مرت الجماعة بمحنة أو أزمة انكشفت مواضع الضعف لدى بعض أفرادها، وقد تنكشف مواضع الضعف عند بعض قادتها، وليس الناس سواء في تحمل المحن وفي القدرة على العبور بسلام من الأزمات". وذكر أن أكثر ما يصعب الأمر على الجماعة في محاولتها إصلاح الخلل حينما يقع ومكافحة الفساد حينما تفوح رائحته هو السرية في التنظيم، لأنها تحول دون الشفافية وتجعل من المحاسبة أمرًا عسيرًا. وهذه مشكلة مستعصية لا يوجد لها حل سحري؛ لأن الظروف التي تعيشها التنظيمات الإخوانية في كثير من المجتمعات العربية تفرض عليها السرية بمستويات مختلفة لا تخلو في بعض الأوقات والأوضاع من مبالغة. وتابع : "لذلك، قد تبتلى بعض مفاصل الحركة بفساد أو خلل أو انحراف، ولكن ليس كل ما يظن أنه فساد يعتبرا فسادا حقيقيا، وليس كل ما يعتقد بأنه خلل خللاً أو انحراف انحرافاً. ولهذا فإن السرية وانعدام الشفافية يفتحان المجال أمام المراقب من الخارج، والمحبط من الداخل، لأن يخلص إلى استنتاجات قد تجافي الواقع وتوقعه في التجني والتسرع في إصدار الأحكام، ويساعد على ذلك نزوع قيادة الجماعة إلى الصمت وعدم التعليق على كل ما يقال". واختتم "التميمي" :" جماعة الإخوان المسلمين بخير وإلى خير، وستخرج من محنتها بإذن الله وتتغلب على أزمتها كما فعلت من قبل، وسيفرح حينها الصابرون المصابرون". كان رحيل غرايبة، الذى شغل أيضا عضوية المكتب التنفيذي لإخوان الأردن، قد دعا الجماعة الأم في مصر إلى إعلان حل التنظيم الدولي للإخوان، مؤكداً أن الحركة الإسلامية معنية بالإقدام على خطوات استثنائية كبيرة تتناسب مع حجم الخطورة التي تحيق بها وبأمتهما وبلدها على مستوى مصر أولا، وعلى مستوى الإقليم بأكمله.