ضياء الدين داوود: لا يوجد مصلحة لأحد بخروج قانون الإجراءات الجنائية منقوص    تعرف على آخر موعد للتقديم في وظائف الهيئة العامة للكتاب    المتحف المصري الكبير نموذج لترشيد الاستهلاك وتحقيق الاستدامة    الجيش الإسرائيلي يعلن اغتيال قائد الوحدة الصاروخية لحزب الله في جنوب لبنان ونائبه    البيت الأبيض: بايدن وجه البنتاجون لتعديل وضع القوات الأمريكية في المنطقة    ثلاثي الزمالك الجديد أول مباراة يساوي لقب قاري    وفاة زوجة الفنان إسماعيل فرغلي.. موعد ومكان الجنازة    «الأصيلة المحترمة».. مجدي الهواري يوجه رسالة رومانسية لزوجته دنيا عبدالمعبود    حسام موافي: لا يوجد علاج لتنميل القدمين حتى الآن    عاجل - "الصحة" تشدد على مكافحة العدوى في المدارس لضمان بيئة تعليمية آمنة    وزير الخارجية: الاحتلال يستخدم التجويع والحصار كسلاح ضد الفلسطينيين لتدمير غزة وطرد أهلها    المثلوثي: ركلة الجزاء كانت اللحظة الأصعب.. ونعد جمهور الزمالك بمزيد من الألقاب    جامعة طنطا تواصل انطلاقتها في أنشطة«مبادرة بداية جديدة لبناء الإنسان»    صحة الإسكندرية تشارك في ماراثون الاحتفال باليوم العالمي للصم والبكم    من الأطباء إلى أولياء الأمور.. «روشتة وقائية» لعام دراسي بلا أمراض    حياة كريمة توزع 3 ألاف كرتونة مواد غذائية للأولى بالرعاية بكفر الشيخ    جيش الاحتلال: سنهاجم الضاحية الجنوبية في بيروت بعد قليل    فلسطين.. إصابات جراء استهداف الاحتلال خيام النازحين في مواصي برفح الفلسطينية    إعلام عبري: صفارات الإنذار تدوي في صفد ومحيطها    الوراق على صفيح ساخن..ودعوات للتظاهر لفك حصارها الأمني    وزير الخارجية يتفقد القنصلية المصرية في نيويورك ويلتقي بعض ممثلي الجالية    جوميز: استحقينا التتويج بكأس السوبر الإفريقي.. وكنا الطرف الأفضل أمام الأهلي    جوميز ثاني مدرب برتغالي يتوج بكأس السوبر الأفريقي عبر التاريخ    عمر جابر: تفاجأنا باحتساب ركلة الجزاء.. والسوبر شهد تفاصيل صغيرة عديدة    مصراوي يكشف تفاصيل إصابة محمد هاني    ستوري نجوم كرة القدم.. احتفال لاعبي الزمالك بالسوبر.. بيلينجهام وزيدان.. تحية الونش للجماهير    فتوح أحمد: الزمالك استحق اللقب.. والروح القتالية سبب الفوز    أجواء حارة والعظمى في القاهرة 34.. حالة الطقس اليوم    تجديد حبس عاطل سرق عقارًا تحت الإنشاء ب15 مايو    التصريح بدفن جثمان طفل سقط من أعلى سيارة نقل بحلوان    بدءاً من اليوم.. غلق كلي للطريق الدائري من المنيب اتجاه المريوطية لمدة شهر    نائب محافظ قنا يتابع تنفيذ أنشطة مبادرة «بداية جديدة» لبناء الإنسان بقرية بخانس.. صور    سعر الذهب اليوم في السودان وعيار 21 الآن ببداية تعاملات السبت 28 سبتمبر 2024    تراجع سعر الطماطم والخيار والخضار في الأسواق اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    برج القوس.. حظك اليوم السبت 28 سبتمبر 2024: لديك استعداد للتخلي عن حبك    أحمد العوضي يكشف حقيقة تعرضه لأزمة صحية    ذكرى وفاة الزعيم جمال عبد الناصر.. رمز الاستقلال الوطني والكرامة العربية    «عودة أسياد أفريقيا ولسه».. أشرف زكي يحتفل بفوز الزمالك بالسوبر الإفريقي    ارتفاع أسعار النفط عقب ضربة إسرائيلية على الضاحية الجنوبية لبيروت    بمقدم 50 ألف جنيه.. بدء التقديم على 137 وحدة سكنية في مدينة 6 أكتوبر غدا    الوكيل: بدء تركيب وعاء الاحتواء الداخلي للمفاعل الثاني بمحطة الضبعة (صور)    الأنبا بولا يلتقي مطران إيبارشية ناشفيل    عاجل - قصف إسرائيلي جديد على الضاحية الجنوبية في بيروت    "المشاط" تختتم زيارتها لنيويورك بلقاء وزير التنمية الدولية الكندي ورئيس مرفق السيولة والاستدامة    5 نعوش في جنازة واحدة.. تشييع جثامين ضحايا حادث صحراوي سوهاج - فيديو وصور    تفاصيل إصابة شاب إثر الاعتداء عليه بسبب خلافات في كرداسة    حبس تشكيل عصابي تخصص في سرقة أعمدة الإنارة بالقطامية    حظك اليوم.. توقعات الأبراج الفلكية اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    الشروع في قتل شاب بمنشأة القناطر    تحرك جديد.. سعر الدولار الرسمي أمام الجنيه المصري اليوم السبت 28 سبتمبر 2024    مجلس بلدية صيدا بلبنان: آلاف النازحين يفترشون الطرقات ولا يجدون مأوى    عباس شراقي يُحذر: سد النهضة قد ينفجر في أي لحظة    «زي النهارده».. وفاة رئيس الفلبين فرديناند ماركوس 28 سبتمبر 1989    تزامنا مع مباراة الأهلي والزمالك.. «الأزهر للفتوى» يحذر من التعصب الرياضي    الأزهر للفتوى: معتقد الأب والأم بضرورة تربية الأبناء مثلما تربوا خلل جسيم في التربية    كل ما تحتاج معرفته عن حكم الجمع والقصر في الصلاة للمسافر (فيديو)    أذكار الصباح والمساء في يوم الجمعة..دليلك لحماية النفس وتحقيق راحة البال    علي جمعة: من المستحب الدعاء بكثرة للميت يوم الجمعة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أحمد بان الباحث والمتخصص في الحركات الإسلامية ل "الوفد":
حكم الإخوان قسَّم المجتمع وكرس ظاهرة الاستقطاب

يموج المجتمع المصري بتيارات عديدة من الإسلام السياسي لكن تظل جماعة الإخوان المسلمين هي الجماعة التي تحتل الريادة للحركات الإسلامية بما تتسم به من تنظيم قوي «شبه عسكري» ..
تعاطف معها الكثير من الشعب المصري طوال صدامها مع الدولة، حتي وصلت إلي قمة السلطة بعد ثورة 25 يناير في تجربة استمرت عاماً، خرج عليها الشعب المصري في ثورة 30 يونية رافضاً هذا الحكم وأسلوب الجماعة.
التقت «الوفد» أحمد بان الباحث والمتخصص في الجماعات الإسلامية بمركز النيل للدراسات الاقتصادية والسياسية، الذي أكد أن حكم الإخوان أضر كثيراً بمصر علي المستوي الاقتصادي والسياسي والاجتماعي والديني والإقليمي حيث أثبتت أنها جماعة لا تقبل الحوار أو المشاركة وتنتهج السرية والإقصاء منهجاً في التعامل مع الآخر.. وإلي نص الحوار.
أين تكمن أزمة جماعة الإخوان مع المجتمع المصري؟
- جذور الأزمة تتعلق بخلاف وهمي مفتعل بين الوطنية والإسلام، حيث تعتمد كل التيارات المدنية من ليبرالية، يسارية، قومية فكرة الدولة الوطنية التي تتناقض مع دولة الإخوان التي تعتمد علي مشروع أممي كبير بدأت فكرته عام 1928 في أعقاب ثورة 1919 التي جعلت أحد خطبائها القمص «سرجيوس» يتحدي الاحتلال الإنجليزي بقوله: إذا كان الإنجليز يتذرعون بحقوق الأقباط، فليمت الأقباط وليحيا المسلمون أحراراً، وهذه الخطبة جسدت معني الوطنية والهوية المصرية في هذه الفترة.
هذا يفسر مساعدة الاحتلال لجماعة الإخوان؟
- المساعدة كانت في دعم وجود الإخوان مع أن الباحثين يتكلمون عن الخمسمائة جنيه التي حصل عليها «حسن البنا» من الجنرال «كلايتون» وعرض المليون جنيه عليه، لكن الدعم كان في حرية الحركة لتنظيم جماعة الإخوان التي تعاظمت «شُعب» الجماعة علي مستوي القطر المصري لأنها لم تكن تمثل خطراً علي الاحتلال الإنجليزي وإلا كان تعامل معها القلم السياسي لكن أهداف الجماعة التقت مع أهداف الاحتلال الذي كان يسعي إلي إيجاد تناقض بين الوطنية والإسلام، وبين الدولة والدين التي يطرحها الإخوان.
في 2013 ما موقف جماعة الإخوان من الدولة الوطنية؟
- بعد وصول جماعة الإخوان إلي الحكم من خلال «محمد مرسي» سعت إلي تكريس الدولة الدينية، وظهر هذا في كتابة دستور معيب يكرس هذا المفهوم بعيداً عن أهداف ثورة 25 يناير وتطلعات الشعب المصري، ومن هنا استشعرت القوي الوطنية الخطر علي الدولة المصرية وتحركت القوات المسلحة انحيازاً للدولة الوطنية، وجاء تحرك الإخوان بعيداً عن الظهير الشعبي والتحالف الإسلامي الذي تصدع، والدعم الغربي الذي تراجع وبالتالي تشعر بحالة من الضعف الشديد، وهذا خطر لأنها قد تقدم علي الانتحار بعد ما لا يصبح لديها ما تخسره.
لكن جماعة الإخوان تدين كل اعتداء إرهابي وتنفي صلتها به؟
- جماعة الإخوان التقت مع الجماعات التفكيرية محدودة الذكاء والثقافة بينما الجماعة أكثر ذكاء وثقافة وبهذا أعطت فكرة للجماعة الإسلامية أن الدولة الوطنية تعادي الإسلام، كما تحاول الجماعة أن تروج عبر التنظيم الدولي بأنها ضد الإسلام، وتستغل بعض المشاهد الساذجة مثل وجود الاحتفالات وظهور قادة الجيش وكبار الدولة وسط الفنانات وبهذا فإن الدولة تجنح نحو العلمانية، وبهذا لن يوجد تقريب وجهات للنظر بين الدولة الوطنية وبين الجماعات التكفيرية.
تري كيف تعاملت الدولة مع الأزمة؟
- اعتادت الدولة المصرية في صدامها مع جماعة الإخوان استخدام الإعلام في شيطنة الجماعة وضربات الأمن، وهذا ثبت فشله لأن عند اتساع دائرة الاعتقالات تقدم للجماعة فرصة تاريخية لتضيف إلي مظلومياتها مظلومية جديدة، ولهذا كان فض اعتصامي «رابعة» و«النهضة» منحت الجماعة مظلومية، وربما لو حرمت منها لكان انتهي مشروعها الدعوي والأخلاقي وانتهت الجماعة، ولكن صوت العقل في مصر دائماً هو الأضعف.
وكيف تعاملت جماعة الإخوان مع الأزمة؟
- جماعة الإخوان تسوق لتنظيم القاعدة ان ما يحدث في مصر حرب ضد الإسلام والمتعاطفين معه، وأن الجماعة أصبحت فصيلاً سياسياً يتم إقصاؤه من الحكم قصراً مع أنه نظام منتخب دون أي اعتبار للديمقراطية والشرعية، واستغلت فشل النظام المصري وعدم نجاحه في إبراز أن ما حدث في 30 يونية ليس ثورة شعبية انحاز لها الجيش فيما نجح التنظيم الدولي للإخوان وبامتياز في نقل الصورة داخل مصر أنها 50٪ من الشعب ضد ال 50٪ الأخري.
الجماعة مرت بأزمات كبري منذ 48، 54، 65، 2013 أيها الأخطر علي مستقبلها؟
- بالفعل جماعة الإخوان مرت بأربع محن كبري لكن محنة 2013 هي الأكبر والأخطر.. لأنه ولأول مرة تخوض الجماعة معركتها بعيداً عن الظهير الشعبي الذي أدار ظهره لهم وكفر بفكرة خلط الدين بالسياسة مع الأنظمة وأيضا خروج بعض قيادات الجماعة وأعضائها الذين تمردوا عليها.
ما دور التنظيم الدولي مع الجماعة خلال هذه الفترة؟
- التنظيم الدولي يتعاظم دوره خلال ضعف التنظيم في مصر، والفترة الحالية شهدت دوراً للتنظيم الدولي تمثل في الدعم الإعلامي من خلال شركات علاقات عامة، وشراء مساحات في الصحف ووسائل الإعلام العالمية ليظهر ما حدث انه انقسام شعبي وانقلاب علي الشرعية، وبسبب فشل المشروع السياسي للإخوان استنفرت جهود التنظيم الدولي وبدأت تدعو للقاءات وبحث هذا المشروع.
هذا ما ظهر في المؤتمر الأول في اسطنبول؟
- نعم حيث اجتمع التنظيم الدولي في اسطنبول وكان يضم الإصلاحيين والأكثر نزوعاً للحوار والاعتراف بالخطأ ولكنه لم يلق قبولاً لدي الجماعة في مصر.
وماذا عن مؤتمر «لاهور» في باكستان؟
- في مؤتمر لاهور اجتمعت القيادات القطبية برئاسة «همام سعيد» المراقب العام في الأردن في ظل احتضان إمارة «البنجاب» عاصمتها «لاهور» وبقيادة أمير الجماعة الإسلامية المعروف انه حار العاطفة تجاه الإسلام ولا يغلب عقله كثيراً ولهذا أظهروا له أنها حرب علي الإسلام.
هل من رسائل للقوي الدولية في هذا المؤتمر؟
- نعم.. حاولت جماعة الإخوان أن ترسل رسائل ضمنية إلي الولايات المتحدة للنظام المصري تهدد أمريكا أنها تشهد تحالفاً أوسع من تنظيم القاعدة وقد يهددها إذا لم تساندها أمريكا وعن الجانب المصري أنه قد يشهد انتحاريين باكستانيين يدافعون عن الإسلام.
ما مدي سيطرة فكرة العمل السري علي فكر جماعة الإخوان حتي بعد وصولهم إلي السلطة؟
- العمل السري لدي جماعة الإخوان خيار استراتيجي اعتقاداً أنها تواجه تآمراً كونياً متمثلاً في التحالف بين اليهودية العالمية والمسيحية وينطلقون من هذا الفكر من تفسيرهم المتعسف لهاتين الآيتين:
«ولن ترضي عنك اليهود ولا النصاري حتي تتبع ملتهم».. والآية الأخري «ولايزالون يقاتلونكم حتي يردوكم عن دينكم إن استطاعوا»، والجماعة عرفت طبعتين الأولي جسدت أفكار «حسن البنا» وكانت السرية حاضرة بقدر أقل ولكنها زادت بشكل أكبر في طبعة «سيد قطب» التي رسخت لفكرة العزلة الشعورية والوجدانية في مواجهة المجتمع الذي تم وصمه بالجاهلية بعد ما ابتعد عن الإسلام وشرائعه وهذا يبدو مبرراً للكذب والخداع والسرية.
نسبة الاعتراف بالخطأ.. لماذا تكاد تكون منعدمة؟
- بالفعل جماعة الإخوان طوال تاريخها لم تضبط مرة متلبسة بإجراء أي مراجعة في الأفكار أو التوجهات أو السلوكيات، وأعتقدت دوماً أن فتح باب المراجعة هو لون من ألوان التعطيل لحركتها، باعتبارها جيشاً يمضي نحو غايته والجيوش لا تتوقف للحوار بل تستمع إلي أوامر القيادة، وتنفذها دون مناقشة، وهذا هو حقيقة عدم اعترافها بالخطأ، لأنها تنظيم شبه عسكري يعتمد السمع والطاعة أحد أهم محدداته واعتبار الحكم عليها باعتبارها حركة مدنية تعتمد علي الحوار والمناقشة تعبر عن الأمنيات أكثر مما تعبر عن الحقائق.
إذن الدفع بشباب الإخوان إلي الهلاك لن يتوقف؟
- لن يتوقف إلا بأوامر من قيادات الجماعة وهذا في حالة وصول القيادات إلي تسوية مع النظام القائم.
هل أصبح التطرف معششاً في مصر؟
- التطرف يعشش عندما تغيب الدولة عن أداء مهامها، وتترك فراغاً، حينها يعشش التطرف ويتمدد في المساحة التي غابت عنها كل حجم التطرف في آن واحد، وفي ظل الغياب الطويل للمؤسسات المعنية بحراسة التصور الصحيح للإسلام مثل مؤسسة الأزهر، وأعني الأزهر القوي المستقل مالياً وفنياً.
ما تفسيرك لمحدودية عدد علماء الأزهر في جماعة الإخوان وهي في الأصل جماعة دعوية؟
- بالفعل.. فعندما نطالع تاريخ الجماعة يلفت نظرنا غياب رموز كبار من الأزهر عن عضوية جماعة الإخوان مثل الشيخ «عبدالله حجاز» والشيخ «المراغي» والشيخ «الشعراوي» مما يؤكد أنه كلما ارتفع حظ الإنسان من الفقه والعلم كلما قل حماسه للانضمام إلي مثل هذه الجماعات. وهنا لا ننكر ان الحاجة إلي التدين حاجة أصيلة وجهد يحتاج إلي إشباع وطالما وجد الإنسان طعاماً صحياً سيتناوله، وإلا سيتناول أي طعام آخر، هكذا مثل الأفكار إذا وجد الإنسان أفكاراً جيدة سيلفظ الأفكار الأخري، وهذا نراه في الأوساط المثقفة والأوساط الفنية التي تعتمد الخيال والجدل والفكر المستنير تأبي الانتظام في مثل هذه الجماعات التي تحجر علي العقل وتخاصم الخيال، والفكر والحوار.
لكن البعض يؤكد انحراف الجماعة عن فكر «حسن البنا» فهل فكر البنا كان معتدلاً ومستنيراً؟
- «حسن البنا» نفسه تمتم قبل اغتياله بكلماته الأخيرة «لو استقبلت من أمري ما استدبرت لعدت بالإخوان إلي زمن المأثورات»، ولو فطن خلفاء «البنا» لهذه العبارة لوفروا علي الجماعة وعلي الوطن ثمناً فادحاً دفعه الدين والوطن.. ولو ظلت الإخوان كجماعة إحياء تعتمد علي التربية والدعوة وامتنعت عن الانخراط في السياسة ومحاولة الوصول إلي الحكم لتحققت كل آمالها، لكن السعي المحموم للحكم علي حساب القيم أدي بها إلي ما نحن عليه.
الكثيرون من أعضاء الجماعة نصحوا بعدم دخول الجماعة مجال السياسة ولكن لم يستمع إليهم؟
- بالفعل.. والدكتور «حسان حتحوت» أحد حكماء الإخوان قال في كتابه «العقد الفريد» لو استقبلنا من الأمر ما استدبرنا لكنت أنصح الإخوان بألا يستعجلوا دخول ميدان السياسة وخاصة مجال الحكم، ولنترك العظمة للكلاب وننشغل بتحويل شعب مصر كله إلي شعب مؤمن بربه ليس في العبادات فقط ولكن في المعاملات، وفي العمق الروحي وحينها لا يتحرك الإخوان والرأي العام معهم، بل هم سيكونون الرأي العام. وهذه حكمة بالغة، ولكن هل أغنت النظر؟!!
هل العبوات الناسفة أصبحت أدوات إرهابية في يد الإخوان؟
- يجب أن تفرق بين الجماعة وبين مجموعة التكفيريين التي تعاطفت مع جماعة الإخوان واعتقدت أن الدولة الإسلامية في مصر تتعرض إلي التهديد، وبالتالي تحاول أن تحارب هذه الدولة التي خرجت علي الإسلام وتعتبرها كافرة.. وجماعة الإخوان وفرت الغطاء السياسي لهذه المجموعات.
ما تقييمك لفترة حكم جماعة الإخوان؟
- علي المستوي السياسي أكدت جماعة الإخوان عدم قبولها فكرة الشراكة الوطنية، وعدم احترامها لفكرة الدستور كميثاق للتعايش المشترك، بل اعتمدت الدستور كفكرة تعبر عن الجماعة أكثر مما تعبر عن الشعب.. في العلاقات الخارجية أضر الإخوان بصورة مصر وبدت مصر كدولة صغيرة وهي التي عاشت كدولة كبيرة علي مر العهود.. ولم تحترم الجماعة الفصل بين السلطات ومؤسسات الدولة بإصرارها علي خوض معارك مع كل المؤسسات والمراوحة بين البدائل السياسية والبدائل الثورية، واقتصادياً سعت لتحالف جديد بين السلطة ورأس المال تأخر في تجربة «مبارك» في العقد الأخير بينما بدأت به الجماعة مسيرتها، واجتماعياً نجحت في شق صفوف المجتمع المصري وتكريس حالة من الانقسام والاستقطاب، إجمالاً.. أضر حكم جماعة الإخوان بمصر وأصبح حلم المصريين بعد عام من حكم «مرسي» ليس التحول بالدولة المصرية نحو المستقبل! وإنما مجرد الإبقاء علي وجود الدولة المصرية.
هل د. محمد مرسي هو أفضل من في الإخوان حتي يتم ترشيحه لمنصب الرئيس؟
- في الجيوش الجندي المنضبط ليس أفضل قائد بالضرورة، ولكن الجماعة وهي تمضي بذهنية الجيوش كانت تري في «مرسي» الخيار الأفضل لأنه يتسم بدرجة عالية من درجات الجندية والرجل اشتهر داخل التنظيم بطاعته للقيادة القطبية التي صنعته وقدمته علي حساب العديد من القيادات الأكثر كفاءة، ولكنها ربما أقل قدرة علي طاعة الأوامر دون تفكير.
من هم جماعة إخوان بلا عنف؟
- إخوان بلا عنف صناعة أمنية ساذجة تعكس فشل أجهزة الأمن في إدراك طبيعة الجماعة وتميل إلي الدعاية السياسية علي حساب الرجوع إلي حلول أكثر صموداً أمام الزمن، كما أن هذه المجموعة تضم بعض الشباب الذي لم يكن له علاقة حقيقية بالجماعة أو تاريخ داخلها، وبالتالي أشكك في صدق انتمائهم للجماعة علي مستوي الفكر أو التنظيم وأؤكد انها لن تقدم شيئاً وربما تعكس طموحات بعض أعضائها في لعب دور ولكن المفترض أن يمضي في سياق الأمر الطبيعي..
وكيف تري زيارات أشتون ولقاءاتها مع قيادات الإخوان؟
- لا يمكن الحديث عن «أشتون» باعتبارها ممثلة الاتحاد الأوروبي، بل هي مجرد واجهة لصالح الولايات المتحدة الأمريكية لكي تقوم بدور في التدخل في الشأن المصري، وهذه الزيارات تعطي مواقف زائفة لجماعة الإخوان أنها مازالت علي الساحة وأنه يوجد مساندة غربية لها، وربما العصبية الزائدة التي تمثلت في تصرفات الجماعة نابعة عن مواقف الغرب مع الجماعة، مع أن مصر في حاجة إلي أن ترفع راية الاستقلال الوطني، وأن تعلن لأمريكا وبوضوح انه ليس من حقها أن تعطينا دروساً في الديمقراطية، وأن أهل مكة أدري بشعابها.
وما الحل إذن؟
- الحل آراه انطلاقاً من تجربة الدول التي عرفت النزاعات الداخلية وتطورت إلي نزاعات مسلحة وهذه التجارب أكدت بوضوح أن طريق انطلاق الأمم يبدأ باستعادة اللحمة الوطنية بين أبنائها، وصيانة الجبهة الداخلية من أي تصدعات وأعتقد أن خارطة الطريق التي انطلقت من موجة 30 يونية الثورية تضمنت بنداً يتحدث عن المصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية، لكن حتي الآن لا ألمح أي جديد في هذا المسار ولعل من المثير للدهشة أن تتحدث وزارة العدالة الانتقالية عن قانون يتعلق بالعلم الوطني دون أن تتطرق حتي الآن لخطة واضحة تشتبك مع هذا المحور ضمن محاور خارطة الطريق الذي أعتبره القاطرة التي قد تجر كل المحاور.
وكيف قرأت قرار حل جماعة الإخوان؟
- هو شكل من أشكال الخفة التي يتحلي بها السلوك السياسي للنظام لأنه تجاهل أن الجماعة منعت عبر عقود وعملت دون أي مظلة شرعية وبالتالي فإن قرار الحل يعطي لها المبرر الأخلاقي لدي قواعدها في أن تنشط بشكل سري دون أن تنخرط في البنيان السياسي والاجتماعي بشكل علني يجعلها قابلة للمراقبة وللمحاسبة لأنها ستعمل بالسرية كما اعتادت.
ما أهم التحديات التي تواجه الشعب المصري؟
- اعتقد أن المصريين لن يقبلوا بعودة الماضي، وهم يصرون علي الحركة في اتجاه المستقبل وانتزاع وطن يليق بتضحيات الشهداء، ويحترم الحقوق والحريات وسيادة القانون في إطار دستور كتب بتوافق وإجماع شعبي.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.