قرأت باستفاضة أول حوار مع صحيفة مصرية كما وصفت جريدة المصرى اليوم الحوار الذى نشرته أمس وأجرته مع القيادى بالتنظيم الدولى للإخوان الفلسطينى الأصل «عزام التميمى»، وكنت أنتظر أن أتلمس بعضاً من العقل والرشد فيما يراه قطب الإخوان الدولى ومدير ما يسمى بمعهد الفكر السياسى الإسلامى بلندن، لكننى فوجئت بأن الرجل «على قدر ذكاء الزميل الذى أجرى معه الحوار «عمرو التهامى» لم يحاول أن يكون فى إجاباته عن هذه الأسئلة الذكية مرتفعاً أولاً الى مستواها!، بل بدا الرجل فى إجاباته كأنه يستهين بعقل سائله ومن بعده قراء الحوار!، فالقيادى القطب البارز دولياً فى تنظيم جماعة الإرهاب لا يرى ما تراه الدنيا كلها من السقوط الذريع وفشلهم المريع فى مصر!، إذ يقول نصاً فى حواره: «جماعة الإخوان لم تسقط. ولكن ما هى فيه أزمة كغيرها من الأزمات السابقة»!، ولأنه يهون من شأن سقوط الإخوان، فإنه يرى أن الجماعة «سوف تخرج من محنتها بمنح لا تخطر لأحد على بال»!، فليس ما هم فيه حالياً من «غياب قادة الجماعة أو التعرض لمحن تاريخية» هو للمرة الأولى، فقد سبقت لهم تجارب مشابهة فى الخمسينيات والستينيات، والجماعة «لن تنتهى، فظروفها الآن أفضل من ظروف الخمسينيات، رغم أن قياداتها «معتقلة» أو مختبئة!، ويمضى الرجل في استعراض عناصر قوة الجماعة وحفاظها على جزء ضئيل من وجودها فى المجتمع بعد اجتثاث شبه كامل للجماعة لكن حظها أكبر الآن. فالشعب المصرى يشارك في فعالياتها، وهكذا يرى الرجل فى بلطجية الجماعة ومرتزقتها الذين يحرقون ويدمرون ويسفكون الدماء «الشعب الذى يشارك فى فعاليات الجماعة»!، والرجل يعانى من «هلوسة» ينطق بها ما يحلم به!، فمازال يرى أنه لا شرعية بدون عودة مرسى الى السلطة، والشروط واضحة، ثم التراجع عن نتائج الانقلاب وعودة مجلس الشورى ودستور 2012، فمرسى هو الرئيس الشرعى والمنتخب، ولازم يرجع رئيس كما كان، والشعب هو الذى يقرر بقاءه أو تنحيه»!، فكيف يمكن لعاقل أن يناقش هذا الرجل!، ومصر عند الرجل محكومة بانقلاب قاده السيسى الذى هو من وجهة نظره «خان رئيسه» وترشحه للانتخابات الرئاسية محاولة منه أى السيسى أن يضفى شرعية ديمقراطية على ما فعل».!. و«همنا الأول فى التنظيم الدولى إنقاذ المصريين ونجدتهم من السلطات الحالية فى مصر» ثم يحاول التميمى نفى التهم عن قيادات جماعة الإرهاب وهو أحد المتهمين فى احدى قضايا الجماعة فيشير الى أن شباب الجماعة هم الذين يقودون حالياً العمل التنظيمى للجماعة!، ويرى الرجل ان اتصال الجماعة بقضاة المحكمة الجنائية الدولية مستمر حتى تتم إدانة النظام المصرى، فمرسى المعزول قد حاول كما يراه التميمى إقامة نظام سياسى ديمقراطى لكن حيل بينه وبين ذلك، هو ورفاقه الذين يقبعون فى السجون الآن، أما أعمال القتل والحرق والعربدة الإرهابية للجماعة فى مصر، ومختلف الأدلة القائمة على ذلك. فإن التميمى يراها تهماً باطلة للجماعة، وأما التحرك السياسى البريطانى لحكومة «كاميرون» فى تعقب وتحرى نشاط الإخوان فى بريطانيا، فإن التميمى يجده فرصة لتهديد «بريطانيا» بأن الفريق القانونى لحزب الحرية والعدالة الاجتماعية قد أعلن أنه سوف يقاضى الحكومة البريطانية حال صدور قرار يسىء لجماعة الإخوان! وهذا القرار قد أبلغ لأعضاء لجنة التحقيق!،و هناك الكثير من المواضع التى حواها الحوار الذى استهلك صفحة كاملة فى جريدة «المصرى اليوم» لا يتسع لها هذا المقال الذى كان عليه أن يهتم فقط بتقديم العينات الصارخة الناطقة بالهلاوس التى مازالت تسيطر على قادة الجماعة «الدوليين» حيث الإصرار عليها وتأكيدها بين الحين والحين مادة للاستمرار في ما توفره للأقطاب الدوليين من المصالح والمنافع!.