أعلن الدفاع المدني في غزة عن استشهاد 30 فلسطينيا منذ مساء الجمعة وحتى صباح اليوم السبت بضربات إسرائيلية في منطقة جباليا، شمالي قطاع غزة. وقالت مصادر في الدفاع المدني إن ضربات عدة أصابت المدينة ومخيم اللاجئين فيها، إضافة إلى 8 مدارس تقع في المخيم وتؤوي نازحين. وذكرت وكالة الأنباء والمعلومات الفلسطينية «وفا»، نقلاً عن مصادر طبية، أن عدد القتلى جراء القصف الجوي والمدفعي الإسرائيلي ارتفع، منذ فجر الجمعة، إلى 65، منهم 30 في مخيم جباليا، و 20 قتيلا سقطوا في غارة على منزل واحد. واستهدفت الغارات مناطق متعددة؛ منها مدرسة تؤوي نازحين. وقال الدفاع المدني في غزة إن عشرات الفلسطينيين أُصيبوا بنيران طائرات مُسيّرة، تابعة للجيش الإسرائيلي، استهدفت المدرسة نفسها. آلاف الفلسطينيين محاصَرون في جباليا قالت منظمة «أطباء بلا حدود»، إن آلاف الأشخاص محاصَرون في مخيم جباليا بقطاع غزة، وسط قصف للقوات الإسرائيلية، بعد أسبوع من شنّ هجوم تزعم إسرائيل إنه يهدف إلى منع حركة «حماس» من إعادة ترتيب صفوفها. وقالت سارة فولستيك، منسقة «أطباء بلا حدود»، على منصة «إكس»: «لا يُسمح لأحد بالدخول أو الخروج. ومن يحاول يُطلَق عليه النار». وأوضحت أن خمسة من موظفي «أطباء بلا حدود» محاصَرون في جباليا، وفقاً لوكالة «رويترز». ونقلت سارة عن حيدر؛ وهو سائق يعمل مع «أطباء بلا حدود»، قوله: «لا أعرف ماذا أفعل. قد نموت في أي لحظة. الناس يتضورون جوعاً. أخشى البقاء، وأخشى أيضاً المغادرة». ماذا تريد إسرائيل من جباليا؟ قال الخبير العسكري والإستراتيجي إلياس حنا إن جيش الاحتلال يتوقع أن تتواصل العملية العسكرية في مخيم جباليا شمالي قطاع غزة لعدة أشهر. وأشار حنا خلال فقرة التحليل العسكري على قناة الجزيرة إلى أن الهدف الرئيسي هو عزل المخيم عن باقي المنطقة الشمالية في القطاع. وأوضح أن حجم القوات المشاركة في العملية يعكس أهمية الهدف بالنسبة إلى الاحتلال، إذ تم الزج بفرقة عسكرية كاملة تقريبا في المنطقة، "مما يشير إلى أن الهدف من العملية كبير جدا، ويتطلب قوة عسكرية ضخمة". وذكّر حنا بأن مخيم جباليا اعتاد منذ سنوات طويلة العمليات العسكرية الإسرائيلية، فقد سبق لرئيس الوزراء الأسبق أرييل شارون أن اقتحم المخيم عام 1971، مخلفا دمارا واسعا، كما تعرض المخيم ل3 عمليات قصف عنيفة في بداية الحرب الحالية، حيث استخدمت قنابل تزن نحو ألفي رطل، مما أدى إلى سقوط عشرات الضحايا من المدنيين. وأكد الخبير العسكري أن مخيم جباليا يعد مركز ثقل أساسي للمقاومة الفلسطينية، ولذلك يسعى الاحتلال إلى خفض قدرات المقاومة خلال هذه العملية، ولكنه تساءل: "هل الهدف هو مخيم جباليا فقط؟". بيان حماس قالت حركة "حماس" السبت إن "مجازر" الجيش الإسرائيلي في جباليا شمالي قطاع غزة تمثل "انتقام من المدنيين العزل بغطاء أمريكي". وأضافت الحركة في بيان: "مجازر الاحتلال النازي باستهداف مربع سكني في جباليا البلد مساء الجمعة، والتي أوقعت العشرات الشهداء والمصابين، هي استمرار لحرب الإبادة الصهيونية الإجرامية المستمرة بغطاء أمريكي بحق شعبنا". وأشارت إلى أن: "مجازر الاحتلال التي تشتد هذه الأيام ضد أهلنا في جباليا تهدف لمعاقبتهم على صمودهم على أرضهم ورفضهم كل محاولات التهجير". وتابعت: "الجرائم الإرهابية النازية التي تتواصل للعام الثاني تؤكد للعالم أن هذا الكيان المارق الفاشي متعطش للدماء والانتقام ولمزيد من الإبادة الجماعية بحق شعبنا في غزة والشعب اللبناني". ولليوم السابع على التوالي يشن الجيش الإسرائيلي هجوما بريا على شمال قطاع غزة، يتركز في منطقتي بيت حانون وبيت لاهيا ومخيم جباليا، في محاولة لإفراغ تلك المناطق من السكان. وفي 6 أكتوبر الجاري، أعلن الجيش الإسرائيلي بدء عملية عسكرية برية في جباليا بذريعة "منع حركة حماس من استعادة قوتها في المنطقة"، وذلك بعد ساعات من بدء هجمة شرسة على المناطق الشرقية والغربية شمالي القطاع منها جباليا هي الأعنف منذ مايو الماضي. وبدعم أمريكي، خلفت الإبادة الجماعية الإسرائيلية المتواصلة في غزة منذ عام، أكثر من 140 ألف شهيد وجريح فلسطينيين، وما يزيد على 10 آلاف مفقود، وسط دمار هائل ومجاعة قتلت عشرات الأطفال والمسنين. وتواصل تل أبيب مجازرها متجاهلة قرار مجلس الأمن الدولي بإنهائها فورا، وأوامر محكمة العدل الدولية باتخاذ تدابير لمنع أعمال الإبادة الجماعية وتحسين الوضع الإنساني الكارثي بغزة.