شهدت الحدود اللبنانية منذ صباح اليوم الاثنين غارات إسرائيلية هي الأعنف منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة، حيث بلغت نحو 300 غارة على بلدات في الجنوب والبقاع. واستهدفت القصف قرى ومناطق للمرة الأولى، ما أدى إلى استشهاد 182 شخصًا وإصابة نحو 727 آخرين، بينهم أطفال ونساء ومسعفون، وفقًا لما أعلنته وزارة الصحة اللبنانية. فقد أغار الطيران الإسرائيلي على بلدة طيردبا والعباسية في قضاء صور، بالإضافة إلى بلدة حاريص وبركة الجبور في منطقة جزين. بدوره، أعلن حزب الله استشهاد اثنين من عناصره في مواجهات مع إسرائيل جنوبلبنان، مما يرفع حصيلة قتلاه إلى 505 منذ 8 أكتوبر الماضي. كما أعلن حزب الله في بيان أنه قصف، الاثنين، ثلاثة أهداف إسرائيلية ردًا على الغارات الكثيفة التي شنتها إسرائيل على جنوبلبنان وشرقه منذ ساعات الصباح. وقال الحزب إنه استهدف "المقر الاحتياطي للفيلق الشمالي وقاعدة تمركز احتياط فرقة الجليل ومخازنها اللوجستية في قاعدة عميعاد، ومجمعات الصناعات العسكرية لشركة رفائيل في منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا بعشرات الصواريخ"، وذلك "ردًا على اعتداءات العدو الإسرائيلي التي طالت مناطق الجنوب والبقاع." وخلال الأسبوع الماضي، تصاعدت الحرب بين حزب الله وإسرائيل عقب تفجير أجهزة اتصالات في أنحاء لبنان يومي الثلاثاء والأربعاء، مما أسفر عن مقتل 37 شخصًا وإصابة أكثر من 3250 جريحًا، إلى جانب غارة جوية استهدفت يوم الجمعة الماضي الضاحية الجنوبية لبيروت، خلفت 45 قتيلًا - بينهم أطفال ونساء والقيادي البارز في حزب الله إبراهيم عقيل - و68 جريحًا. وفجر أمس الأحد، قصف حزب الله بصواريخ من نوع "فادي 1" و"فادي 2" مواقع عسكرية في مدينة حيفا للمرة الأولى منذ بداية المواجهات، مما أسفر عن إصابة إسرائيليين وأضرار مادية كبيرة، حسب وسائل إعلام إسرائيلية. وقال الحزب إن هذا القصف هو رد أولي على تفجير أجهزة الاتصال الذي أوقع عشرات القتلى وآلاف الجرحى من عناصره والمدنيين في مناطق عدة بلبنان، واتهم إسرائيل بالمسؤولية عن تلك التفجيرات. ومنذ 8 أكتوبر الماضي، تتبادل فصائل لبنانية وفلسطينية في لبنان، أبرزها حزب الله، مع الجيش الإسرائيلي قصفًا يوميًا على طرفي الحدود، مما أسفر عن مئات القتلى والجرحى، معظمهم في الجانب اللبناني.