فى أول رد فعل قوى على الضربات الإسرائيلية الأخيرة، شن حزب الله هجمات صاروخية على عدد من مناطق الشمال بما فى ذلك قاعدة ومطار عسكريان فى حين توعد قادة الاحتلال الجماعة اللبنانية بالمزيد من العمليات مع استمرار الغارات على مناطق الجنوب وسط مخاوف من اندلاع حرب ثالثة فى لبنان بعد حربى 2006 و1982. ووجه بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى تهديدا لحزب الله قائلا «إذا لم يفهم حزب الله الرسالة، فأنا أعد بأنه سيفهمها». وأضاف «وجهنا لحزب الله خلال الأيام الأخيرة الماضية سلسلة من الضربات لم يكن يتخيلها». وأكد أنه عازم على إعادة سكان الشمال إلى منازلهم سالمين وأشار إلى أنه «لا يمكن لأى دولة أن تتسامح مع إطلاق النار على سكانها، وإطلاق النار على مدنها». اقرأ أيضًا | روسيا وإيران تلعبان على أوتار «النووى» وفى تغريدة على منصة إكس، قال «يسرائيل كاتس» وزير الخارجية الاسرائيلى إن الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله يحرق لبنان من أجل حركة حماس. من جانبه، قال يوآف جالانت وزير الدفاع الإسرائيلى إن إسرائيل ستواصل عملياتها ضد حزب الله «حتى يعود سكان الشمال إلى منازلهم بأمان». وقال جيش الاحتلال إن ضرباته ضد حزب الله ستستمر وتزداد حدة وأعلن نشر «تشكيلات دفاعية» فى المنطقة لتكون على أهبة الاستعداد لإحباط التهديدات. جاء ذلك بعدما أعلن حزب الله استهداف قاعدة ومطار «رامات ديفيد» ومُجمعات الصناعات العسكرية لشركة «رفائيل» المتخصصة بالوسائل والتجهيزات الإلكترونية فى منطقة زوفولون شمال مدينة حيفا شمال إسرائيل بعشرات الصواريخ من نوع فادى 1 وفادى 2 والكاتيوشا. وأوضح الحزب أن الهجوم جاء ردا على الاعتداءات الإسرائيلية المتكررة التى استهدفت مختلف المناطق اللبنانية وأدت إلى سقوط العديد من المدنيين فى إشارة إلى اغتيال عدد من قادة الحزب فى ضربة بالضاحية الجنوبية لبيروت وأيضا تفجيرات أجهزة الاتصالات اللاسلكية التى نفى الرئيس الإسرائيلى إسحاق هرتسوج تورط تل أبيب فيها. وأعلن جيش الاحتلال أن أكثر من 150 صاروخا وطائرة مسيرة أُطلقت من لبنان صباح أمس وذكر فى بيان أن صفارات الإنذار انطلقت فى العديد من مناطق الشمال مشيرا إلى اعتراض بعض القذائف فى حين تعمل خدمات الإطفاء والإنقاذ الإسرائيلية على إخماد العديد من الحرائق. وذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن ضربات حزب الله أسفرت عن وقوع إصابات وأوضحت أن هذه هى المرة الأولى التى يستخدم فيها حزب الله صواريخ فادي. وفى إطار الإجراءات الأمنية، أمرت قيادة الجبهة الداخلية فى إسرائيل بإغلاق كل المدارس فى الشمال حتى مساء اليوم الاثنين. كما قررت إسرائيل تمديد إغلاق مجالها الجوى فى الشمال حتى الثلاثاء. وأصدرت وزارة الصحة الإسرائيلية تعليمات لمستشفيات الشمال بنقل عملياتها إلى منشآت آمنة تحت الأرض. وألغت الحكومة الإسرائيلية جلسة المجلس الوزارى المصغر التى كانت مقررة أمس وذكرت شبكة «سي.إن.إن» الأمريكية أن نتنياهو أرجأ حضوره لنيويورك للمشاركة فى أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة. فى المقابل شنّ طيران الاحتلال عدوانًا جويًا واسعًا مع تسجيل أكثر من 60 غارة جوية على بلدات الجنوب مما أدى إلى مقتل 3 أشخاص وفقا لما ذكرته وزارة الصحة اللبنانية التى أعلنت ارتفاع حصيلة ضحايا الغارة الإسرائيلية على الضاحية الجنوبية يوم الجمعة الماضى إلى 45 قتيلا.