في مشهد عبثي ينم عن انهيار نظام السيسي، واقتراب رحيله فعليا، حتى وإن حاول النفخ في نظامه المتهالك لأيام قادمة، ووسط عناد غريب ومكابرة على الاعتراف بالخطأ، يواصل نظام السيسي العزف على سلم الأكاذيب، وهو ما دفع الإعلامي السعودي عمرو أديب، ليطالب النظام بإقالة وزير التعليم وتغييره. ولكن يأبي السيسي أن يعترف بخطيئته، لأنه شبه إله، لا يخطئ ولا يمكن أن يقع في الخطيئة. ووسط شهادات من أكاديميين مصريين وعرب، أكدوا ودحضوا كل أكاذيب وزير التعليم الجديد، حول حصوله على الماجستير من جامعة لا تمنح أساسا أي درجات علمية سوى البكالوريوس، وإن الجامعة التي حصل منها على الدكتوراة، جامعة وهمية لا تمنح شهادات أساسا، خرج وزير التعليم ليدافع عن نفسه، محاولا التبرير للسيسي ومخابراته التي تدافع عن الأكاذب، ولكنه طعن في نفسه وفي رئيسه الذي أتى به. وقال وزير التربية والتعليم محمد عبداللطيف، إنه "حصل على شهادة الدكتوراة، التي أثارت الجدل مؤخرا، من خلال الدراسة في الجامعة "أون لاين"، وإنه سجل للدراسة عبر الإنترنت بهدف تعميق فهمه لإدارة التعليم عن بعد. ويواجه عبداللطيف، اتهامات بالحصول على شهادة دكتوراة وهمية من جامعة كارديف سيتي عبر الإنترنت، مما أثار موجة من الجدل حول مؤهلاته العلمية، حسب صحيفة "المصري اليوم". وجاءت هذه الاتهامات على خلفية تعيين عبداللطيف وزيرا للتربية والتعليم في التشكيل الحكومي الجديد، حيث كشفت منصات تحقق من المعلومات، من بينها "متصدقش" و"تحقق بالعربي" ، عن عدم وجود أي اعتراف رسمي بشهادة جامعة "كارديف سيتي" أو برامجها الدراسية باعتبارها درجة أكاديمية معتمدة. كما تقدم المحامي بالنقض، عمرو عبد السلام، ببلاغ إلى النائب العام؛ للتحقيق فيما يتم تداوله بشأن درجة الدكتوراة التي حصل عليها عبداللطيف، وفق ما ذكرت وسائل إعلام محلية. وردا على ذلك، قال الوزير في تصريح لقناة "إكسترا نيوز" ، الجمعة: "سجلت للدراسة في الجامعة الأون لاين، وكان الهدف من ذلك هو شغف لدي لمعرفة التعليم الأون لاين، وكنت أريد معرفة التعليم عبر الإنترنت لنقل ذلك للطلاب وللمدراس التي أعمل بها، وليس الهدف منها العمل فقط". وأضاف: "هعمل إيه مثلا بشهادة جامعة أون لاين، هل هدفي الترقي؟ أما هدفي التدريس في جامعة؟، هدفي من الشهادة ليس العمل وسجلت في الجامعة لمعرفة التعليم الأون لاين". وتابع: "بقالي 25 سنة ليس في حياتي سوى التعليم وبنزل الشغل الساعة 6 صباحا وأرجع من الشغل الساعة 8 بالليل، وليس في حياتي سوى الشغل والمدرسة، وأرجو أن ال 25 سنة الماضية تكون كافية لتكوين الخبرة التي أعمل عليها كوزير". وحسب السيرة الذاتية التي نشرتها صحف مصرية، فإن عبداللطيف يحمل شهادة الدكتوراه من جامعة كارديف سيتي بالولايات المتحدة، والماجستير في تطوير التعليم من جامعة لورانس بالولايات المتحدة عام 2012. وكان أحد الأساتذة والدارسين في جامعة لورانس، أكد في فيديو على إكس، أن الجامعة لا تمنح سوى درجة البكالووريوس وأن برامجها التعليمية لا تضم سوى الدراسة الاولية مرحلة البكالوريوس". ويعبر اختيار السيسي لوزير مشكوك في تعليمه، عن فشل ذريع وعدم قدرة النظام الاستبدادي على الانفتاح عل مقدرات مصر من العلماء والخبراء النابهين، القادرين على أحداث تغيير وتقدم حقيقي في البلاد، وليس تدميرها بالفساد والضعفء والمزورين أو المتوحشين للرأسمالية والخصخصة.