احتجاجًا على دعم إدارة الرئيس بايدن المستمر للحرب الصهيونية في غزة، استقالت السياسية الأمريكية اليهودية (ليلي جرينبرج كول) من منصبها في وزارة الداخلية الأمريكية. وقبل أيام قدم هاريسون مان، وهو ضابط في الجيش برتبة ميجر، استقالته كأول مسؤول معروف في المخابرات العسكرية يستقيل بسبب الدعم الأمريكي ل "إسرائيل" في حربها على غزة ومساعدتها في الإبادة الجارية، وقال "مان": "الدعم غير المشروط لإسرائيل مكنهم من قتل الأبرياء". وتوفي أحد أفراد القوات الجوية الأمريكية في فبراير الماضي (آرون بوشنيل)، بعد أن أشعل النار في نفسه خارج سفارة "إسرائيل" في واشنطن واحتجّ أفراد آخرون من الجيش. وأضاف هاريسون مان، "لم أتمكن من تجاوز صور المجازر". https://twitter.com/Meemmag/status/1790698389530906922 وقال موقع "لينكد إن الضابط هاريسون مان أعلن استقالته من وكالة الاستخبارات الدفاعية احتجاجاً على عمله الذي أسهم في مقتل الفلسطينيين. ونقلت عنه أن استقالته أتت بسبب "أذى معنوي" ناجم عن الدعم الأمريكي للحرب على غزة والأضرار التي لحقت بالفلسطينيين، مضيفاً، "أن الخوف منعه لبضعة أشهر من البوح ببواعث الاستقالة". وكتب "مان" في رسالة شاركها مع زملائه الشهر الماضي، "خفت من انتهاك معاييرنا المهنية، وخفت من مسؤولين أحترمهم، وخفت من شعوركم بالتعرض للخيانة"، متابعاً "أنا متأكد من أن بعضكم سيشعر على هذا النحو عند قراءة هذا" وأكد أنه شعر بالخجل والذنب لأنه ساعد في تطبيق سياسة بلاده التي قال إنها "ساهمت في قتل جماعي للفلسطينيين"، وأردف قائلاً: "في مرحلة ما، أيا كانت المبررات، إما أن تطبق سياسة تؤدي إلى مجاعة جماعية للأطفال، أو لا تفعل ذلك". ومان، ضابط من الدرجة المتوسطة في الجيش، هو أول ضابط عسكري معروف يعلن أن الدعم الأمريكي للحرب "الإسرائيلية" هو سبب استقالته. والرائد هاريسون مان، محلل شؤون الشرق الأوسط في وكالة الاستخبارات الدفاعية DIA، وتقوم DIA بجمع المعلومات الاستخباراتية وتحليلها عن الجيوش الأجنبية، بما في ذلك جيشي "إسرائيل" وحماس! استقالات موازية ومع اليوم الخامس لاعتصام طلاب جامعة كولومبيا وجامعات أمريكية (والذي امتد لنحو شهر)استقال مرشدون تعليميون بعد اعتقال أكثر من 100 طالب وأكاديمي. واستقالت هالة غريط الناطقة العربية باسم وزارة الخارجية الأمريكية احتجاجًا على السياسة الأمريكية تجاه غزة. و"غريط" من أصل مغربي وعملت في الخارجية الأمريكية 18 عامًا، وهي ثالث مسؤول في الخارجية يستقيل احتجاجًا على الموقف من الحرب بالإضافة لمسؤول رابع استقال من وزارة التربية. الموقع الإلكتروني للوزارة أظهر أن هالة كانت أيضاً نائبة مدير المركز الإعلامي الإقليمي في دبي، وانضمت إلى وزارة الخارجية منذ نحو عقدين كمسؤولة سياسية وحقوقية. وكتبت هالة على (لينكد إن)، "استقلت في أبريل 2024 بعد 18 عاماً من الخدمة المتميزة اعتراضاً على سياسة الولاياتالمتحدة في غزة". قبل ذلك بشهر، أعلنت أنيل شيلين من مكتب حقوق الإنسان بوزارة الخارجية استقالتها، كما استقال المسؤول بوزارة الخارجية جوش بول في أكتوبر الماضي. كما استقال طارق حبش، المسؤول الكبير في وزارة التعليم الأمريكية، وهو أمريكي من أصل فلسطيني، من منصبه في يناير الماضي. استقالة مبكرة لافتة وجوش بول، الذي استقال من الخارجية الأمريكية، رفض التواطؤ الذي لعبته واشنطن في العدوان على غزة عن مجزرة الدقيق: "إسرائيل لم تمنع الغذاء فقط، بل ضربت أيضا محطة معالجة المياه والبنية التحتية للكهرباء في غزة، والولاياتالمتحدة منذ 7 أكتوبر قدمت 21 ألف ذخيرة موجهة بدقة إلى إسرائيل.. إذن هناك تواطؤ واضح". وأضاف "بول"، في مداخلة له على (سي إن إن) الامريكية، أنه من الواضح جداً الآن أن العائق أمام مرور المساعدات الإنسانية وسيارات الإسعاف في مختلف الحواجز إلى غزة هو "إسرائيل" وان إسرائيل تستخدم التجويع كسلاح ما يمثل جريمة حرب". حقوق الإنسان أما استقالة أنيل شيلين، 38 عاما، بعد عملها عاما كضابطة للشؤون الخارجية في مكتب الديمقراطية وحقوق الإنسان والعمل، مع ما يقرب من نصف تلك الفترة التي تميزت بالحرب التي شنتها "إسرائيل" على غزة. وقالت "شيلين" إن تركيزها كان على تعزيز حقوق الإنسان في الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، والعمل الذي تعقد بسبب حرب إسرائيل في غزة ومجموعة من الآثار الأخلاقية والقانونية والأمنية والدبلوماسية المصاحبة للولايات المتحدة. وأضافت "شيلين"، أنها حاولت إثارة المخاوف داخليا من خلال البرقيات المعارضة وفي منتديات الموظفين ولكنها خلصت في النهاية إلى أنه لا طائل منه "طالما استمرت الولاياتالمتحدة في إرسال تدفق مستمر من الأسلحة إلى إسرائيل". وتابعت: "لم أكن قادرا على القيام بعملي بعد الآن". "أصبحت محاولة الدفاع عن حقوق الإنسان مستحيلة." أنيل شيلين وأثنى جوش بول على أنيل شيلين، وقال: "عندما يشعر موظفو ذلك المكتب أنه لا يوجد المزيد يمكنهم القيام به، فإن ذلك يعني تجاهل إدارة بايدن للقوانين والسياسات والإنسانية الأساسية للسياسة الخارجية الأمريكية التي يوجد المكتب لأجلها". في جلسات الاستماع الداخلية حول الحرب، قالت إن بعض الموظفين "يقفون ويقولون، "أنا أقدر كل ما تفعله الحكومة الأمريكية ووزارة الخارجية من أجل "إسرائيل"، وأنا أؤيدها حقا". وأضافت أن هذه التعليقات عادة ما تحصل على رد من الآخرين في الجمهور. في أحد تلك الاجتماعات، أشارت شيلين، سألت عن أولويات الإدارة – المنافسة مع الصين، وحقوق الإنسان، وتغير المناخ – التي شعرت أنها تقوضها دعم غير مشروط لإسرائيل. "كان سؤالي: لماذا ينظر إلى هذا الدعم لإسرائيل على أنه أكثر أهمية من كل هذه الأولويات الأخرى التي يمكن القول إنها مهمة جدا؟" قالت. "ما زلت لا أشعر بأن لدي إجابة عن السبب." لم يترك الحكومة سوى عدد قليل من المسؤولين بسبب الحرب. ومع ذلك، لعدة أشهر، أعرب العمال عن استيائهم من سياسة إسرائيل بطرق أخرى. في وزارة الخارجية، كتب المسؤولون برقيات متعددة عن غزة داخل صفوف المعارضة، وهي آلية للاحتجاج الداخلي في حقبة حرب فيتنام. في وكالة التنمية الدولية، أيد مئات الموظفين رسالة في نوفمبر تدعو إدارة بايدن إلى استخدام نفوذها لبدء وقف إطلاق النار. تحدى مسؤولون آخرون قادة الوكالات خلال الأحداث العامة. وعادة ما تعرب وزارة الخارجية الامريكية بشكل روتيني عن قلقها بشأن إراقة الدماء في غزة وتدعى الإدارة ارمريكية أنها "زادت الضغط العام على "إسرائيل" للسماح بمزيد من المساعدات الإنسانية في غزة، والتي تحذر جماعات الإغاثة من أنها على حافة المجاعة"!. وفي اليوم التالي تختار الخارجية الامريكية ومندوبي الإدارة الامريكية في الأممالمتحدة ومجلس الأمن مواقف مغايرة تعارض مثلا "قرار مجلس الأمن يدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار خلال الأسابيع المتبقية من شهر رمضان والإفراج عن جميع الرهائن"!! هذا في الوقت الذي يتسابق فيه صهاينة العرب لخدمة أمريكا و"إسرائيل" وتأييد قراراتهما وإتهام حماس بما ليس فيها.