وسّعت سلطات الاحتلال هجومها البري على غزة، في الوقت الذي قال فيه رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو: إن "بلاده بدأت مرحلة جديدة من حربها الطويلة والصعبة ضد حماس" بحسب ما أفادت صحيفة فايننشيال تايمز. وقال دانيال هاجاري المتحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد: إن "تل أبيب أرسلت المزيد من القوات إلى غزة خلال الليل، وإن العمليات القتالية مستمرة في شمال القطاع". وقال: "نحن نتقدم عبر مراحل الحرب وفقا لخطتنا، نحن نوسع عملياتنا البرية تدريجيا". وكان يتحدث في الوقت الذي عادت فيه الاتصالات الهاتفية والإنترنت بشكل مُطرد في غزة، بعد يومين من انقطاع الاتصالات الذي ترك العديد من السكان دون اتصال بالعالم الخارجي. وقالت وكالة الأممالمتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في غزة: إن "آلاف الفلسطينيين اليائسين يقتحمون مستودعاتها للاستيلاء على دقيق القمح والمواد الغذائية الأساسية الأخرى في علامة على أن النظام المدني بدأ ينهار في القطاع". وقصفت دولة الاحتلال غزة لمدة ثلاثة أسابيع منذ هجوم حماس على الأراضي المحتلة في 7 أكتوبر الذي قتل فيه ما لا يقل عن 1,400 إسرائيلي ، وهو اليوم الأكثر دموية في تاريخ الاحتلال الممتد 75 عاما، كما احتجزت حماس أكثر من 200 رهينة، مدنيين وجنود، لا تزال تحتجزهم. وقالت وزارة الصحة التي تسيطر عليها حماس يوم الأحد: إن "عدد القتلى في غزة منذ بدء الهجوم الإسرائيلي ارتفع إلى 8005 فلسطينيين و20242 جريحا". وأرسلت سلطات الاحتلال قوات ودبابات إلى غزة مساء الجمعة رافقت العملية، بما وصفته الأممالمتحدة بأنه أعنف غارات جوية وقصف مدفعي إسرائيلي منذ بداية الحرب. وقال جيش الاحتلال الإسرائيلي يوم الأحد: إن "طائراته المقاتلة هاجمت أكثر من 450 هدفا عسكريا تابعا لحماس في جميع أنحاء قطاع غزة خلال ال 24 ساعة الماضية، بما في ذلك مراكز قيادة العمليات ومراكز المراقبة ومراكز إطلاق الصواريخ المضادة للدبابات". وفي أحدث دليل على أن الصراع يهدد بتأجيج التوترات الأوسع نطاقا في الشرق الأوسط، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي على منصة التواصل الاجتماعي إكس، تويتر سابقا: إن "جرائم إسرائيل تجاوزت الخطوط الحمراء، مما قد يجبر الجميع على التحرك". ويتزايد القلق الدولي إزاء تدهور الحالة الإنسانية في غزة والخسائر العديدة في صفوف المدنيين جراء الهجوم الإسرائيلي. وتعرضت سلطات الاحتلال لانتقادات لمنعها معظم المساعدات الإنسانية من دخول غزة، حيث لم تسمح إلا بدخول عدد صغير من الشاحنات كل يوم قالت الأممالمتحدة ووكالات أخرى، إنها غير كافية لسكان القطاع البالغ عددهم 2.3 مليون نسمة. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر: إن "آلاف الأسر في غزة تنام في ملاجئ مؤقتة أو في العراء مع القليل من الطعام والماء، وإن المستشفيات على وشك الانهيار وإن محطات الصرف الصحي لم تعد تعمل". حتى أقرب حلفاء دولة الاحتلال يعبرون عن مخاوفهم، وقال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان: إن "الولاياتالمتحدة تضغط على الاحتلال للتأكد من التمييز بين حماس والشعب الفلسطيني". وقال لشبكة CNN : "نحن لا نقف مع قتل الأبرياء، سواء كانوا فلسطينيين أو إسرائيليين أو غير ذلك". كما قال لشبكة سي بي إس : إنه "يجب أن يكون هناك أفق سياسي للشعب الفلسطيني، ودولتان لشعبين، وحق الفلسطينيين في العيش بأمان وكرامة ومساواة". وقال الاتحاد الدولي لجمعيات الصليب الأحمر والهلال الأحمر: إنه "قلق للغاية من التقارير التي تفيد بأن الفرق الطبية في مستشفى القدس في غزة قد أبلغت بإخلاء المستشفى على الفور". وأضاف الاتحاد: " إجلاء المرضى، بمن فيهم أولئك الذين في العناية المركزة، على أجهزة دعم الحياة والأطفال في الحاضنات، أمر قريب، إن لم يكن مستحيلا في الوضع الحالي، كما أبلغت فرقنا عن وقوع هجمات عنيفة وقصف بالقرب من المستشفى، مما يعرض الناس للخطر". وامتنع متحدث باسم جيش الاحتلال الإسرائيلي عن التعليق، مكتفيا بالقول: إن "الجيش حث جميع المدنيين على إخلاء شمال غزة، وهذا هو المكان الذي يقع فيه المستشفى". وقالت منظمة أطباء بلا حدود الطبية الإنسانية: إن "شمال غزة سُوي بالأرض، بينما يتعرض القطاع بأكمله للقصف وليس للمدنيين مكان يحتمون به". وأضافت: "يجب على المجتمع الدولي اتخاذ إجراءات أقوى لحث دولة الاحتلال على وقف إراقة الدماء، فالناس يقتلون ويهجرون قسرا من ديارهم، والمياه والوقود ينفدان، إن الفظائع على نطاق لم يسبق له مثيل في غزة". لكن الكولونيل إلعاد غورين، وهو ضابط كبير في كوجات، الهيئة العسكرية الإسرائيلية المسؤولة عن الشؤون المدنية في الأراضي الفلسطينية، شكك في وصف جماعات الإغاثة الدولية للوضع في غزة. وقال: إن "هناك ما يكفي من الغذاء لأسابيع قادمة، وإن الإمدادات الطبية لا تزال متاحة بسهولة وإن المياه متاحة بالكامل، وخاصة في جنوبغزة". وقال: "هذه ليست المستويات الطبيعية للمياه في غزة، ولكنها تلبي الاحتياجات الإنسانية الأساسية" وأضاف أن دولة الاحتلال تخطط لزيادة كبيرة في كمية المساعدات الإنسانية المسموح بدخولها إلى غزة من مصر في الأسبوع المقبل". https://www.ft.com/content/fb7f089f-9056-43fe-b8b5-4b4cd9b55162