قالت وزارة الداخلية والأمن الوطني بقطاع غزة، الثلاثاء، إن جيش الاحتلال الإسرائيلي أعاد قصف بوابة معبر رفح البري الحدودي مع مصر، بعد إصلاح الأضرار التي لحقت بها من قصف الإثنين. ومنذ السبت، تواصل المقاتلات الإسرائيلية شن غاراتها على مناطق متفرقة من قطاع غزة، أسفرت عن دمار هائل بالمناطق السكانية وخسائر كبيرة في الأرواح وحالة نزوح جماعي. وذكر متحدث الوزارة إياد البزم في بيان أن "طائرات الاحتلال أعادت قصف بوابة معبر رفح بين الجانبين الفلسطيني والمصري بعد إصلاحها يوم أمس، ما يمنع مغادرة ووصول المسافرين". وكانت غارة جوية إسرائيلية أصابت البوابة عند معبر رفح الحدودي الذي يفصل بين غزة ومصر مساء الاثنين، وفقا لمصدر مصري يعمل في المعبر الذي شاهد الحادث يتكشف وصحفي فلسطيني. وقالت المصادر إنه نتيجة للحادث، تم إغلاق المعبر، ولكن من المتوقع أن يستأنف العمل بشكل طبيعي يوم الثلاثاء، مشيرة إلى أنه حتى الغارة الجوية كان المعبر مفتوحا للأشخاص من غزة الذين يحتاجون إلى دخول مصر للحصول على المساعدات الإنسانية. وأكد مسؤولون فلسطينيون على جانب غزة من المعبر أنهم عادوا إلى مكاتبهم، وفقا للصحفي الفلسطيني. في حين لم ترد أنباء عن وقوع إصابات أو إصابات، أرسلت مصر 10 سيارات إسعاف للتوجه إلى الجانب المصري من المعبر، بينما تمركزت 20 سيارة أخرى عند نقطة تفتيش الريسة شرق العريش، وفقا لما ذكره مصدر في المكتب العام لمحافظة شمال سيناء ل «مدى مصر». وتظهر لقطات وسائل التواصل الاجتماعي التي حصل عليها مدى مصر وتحقق منها لحظة ضرب الغارة الجوية للمعبر. من خلال تحديد الموقع الجغرافي للغارة ومقارنتها بالصور الجوية للمعبر، تمكن مدى مصر من تحديد أن الغارة سقطت خلف البوابة مباشرة على الجانب الفلسطيني من الحدود. وتأتي الغارة الجوية على المعبر في أعقاب تصاعد التوترات منذ أن شنت حماس هجوما غير مسبوق على الأراضي التي تسيطر عليها سلطات الاحتلال يوم السبت، وخرقت الجدار الفاصل الذي عزل قطاع غزة عن بقية العالم على مدى السنوات ال 16 الماضية ودخلت في المستوطنات المحيطة بالقطاع الساحلي. وقتل ما لا يقل عن 900 إسرائيلي – وهو عدد القتلى الذي لا يزال يرتفع – وتم أسر العشرات، ومن المحتمل أن يكونوا ورقة مساومة في المفاوضات لتأمين إطلاق سراح مئات السجناء السياسيين وأعضاء حماس المحتجزين في السجون الإسرائيلية دون اتباع الإجراءات القانونية الواجبة. وكان رد الاحتلال حتى الآن متماشيا مع الاعتداءات السابقة، حيث شن سلاح الجو الإسرائيلي غارات جوية على المشهد الحضري المكتظ بالسكان في غزة، مما أسفر عن مقتل 687 شخصا على الأقل حتى الآن. ومع ذلك، هناك تكهنات واسعة بأن هجوما بريا على غزة بات وشيكا. وتشق المدفعية الثقيلة طريقها إلى حدود قطاع غزة منذ يوم أمس، وقالت سلطات الاحتلال يوم الاثنين إنها استدعت 300,000 جندي احتياط غير مسبوق. كما أمر وزير الدفاع الإسرائيلي يوم الاثنين بفرض "حصار كامل" على غزة يستلزم قطع الغذاء والوقود والكهرباء عن أكثر من 2 مليون من سكان القطاع، معلنا أن دولة الاحتلال في حالة حرب، وتعهد رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو بالانتقام يوم الأحد، داعيا سكان غزة – المحاصرين منذ 16 عاما – إلى "المغادرة الآن، لأننا سنعمل بقوة في كل مكان". ليلة الاثنين، نقلت صحيفة "القاهرة نيوز" التابعة للمخابرات عن "مصادر مصرية رفيعة" تحذيرها من "دفع الفلسطينيين العزل نحو الحدود المصرية وتغذية بعض الأطراف بدعوات الهجرة الجماعية". وأضافت المصادر العليا، وفقا للقناة التلفزيونية "السيادة المصرية ليست مفتوحة للانتهاكات، وقوة الاحتلال مسؤولة عن إيجاد ممرات إنسانية لمساعدة سكان غزة". وفي مصر، التي تفرض الحصار على غزة من حدودها الجنوبية، تقوم المستشفيات والمدارس وموردو المواد الغذائية ومحطات الوقود في شمال سيناء، حيث يقع معبر رفح، بالاستعدادات للتعامل مع التداعيات الإنسانية الهائلة المحتملة من غزة بينما كانت دولة الاحتلال تبث تحذيرها من التصعيد ضد الفلسطينيين داخل القطاع. وقال مصدر حكومي يعمل في الشؤون الفلسطينية تحدث إلى «مدى مصر» شريطة عدم الكشف عن هويته "مصر تخشى كارثة إنسانية لا نعرف كيف نتعامل معها". ووفقا للمصدر، فإن مصر تعد أطنانا من المساعدات لإرسالها إلى قطاع غزة في حالة تدهور الوضع الإنساني. في حين قال المصدر الحكومي ل «مدى مصر» إن حكومة السيسي أصدرت تنبيها أمنيا بشأن حدودها مع غزة لعدم رغبتها في اختراق حدودها، إلا أن الاستعدادات جارية في حال تحقق هذا الاحتمال. وفي شمال سيناء، شهد اجتماع لإدارة الأزمات على مستوى المحافظات خططا لتحويل بعض المناطق والمباني في المدينتين المصريتين الأقرب إلى غزة – الشيخ زويد ورفح – إلى ملاجئ إنسانية إذا لزم الأمر. ووفقا لمصدر في المكتب العام للمحافظة، سيتم تنفيذ الخطة بناء على تعليمات مكتب السيسي، وستشمل أيضا قيام القوات المسلحة بتطويق مناطق الإيواء المخصصة لمنع الفلسطينيين من دخول مدينة العريش المسورة. ونشرت القوات المسلحة المصرية معدات عسكرية ثقيلة في رفح ليلة السبت، وفقا لشهود عيان في المنطقة. https://www.madamasr.com/en/2023/10/09/news/u/israeli-air-strike-hits-rafah-border-crossing-between-gaza-egypt-closing-only-exit-from-gaza-not-controlled-by-israel/