اعتقال مئات الأطفال منذ الانقلاب وحتى الآن التعذيب والقتل والحرمان من الطعام وزيارة الأهل أبرز الانتهاكات
انتهاكات صارخة تمارس ضد الأطفال المعتقلين في سجون الانقلاب ليل نهار تتنوع ما بين القتل والاحتجاز بصورة تعسفية وفي أماكن غير صحية؛ حيث لا توجد أسرّة للنوم ولا أغطية تقي من البرد القارص, كما يتم إيواء أكثر من ثلاثين طفلا بشكل مهين في عنبر مساحته 20 مترا، وما بين التعذيب واستخدام العنف والقسوة لانتزاع اعترافات تتعلق بالمشاركين في تظاهرات الانقلاب، فضلا عن منعهم من رؤية ذويهم واحتجازهم مع جنائيين وعدم رعايتهم صحيا، إذ يعاني هؤلاء الأطفال من أمراض جلدية نتيجة تكدسهم في أماكن الاحتجاز.
كل ذلك والمنظمات الحقوقية والمجالس القومية المعنية بحقوق الأطفال لم نسمع لها صوتا ولم تحرك ساكنا ولم تلقِ لها بالا لما يحدث لهؤلاء الأطفال على أيدي قوات الانقلاب الغاشمة حتى ولو ببيان يُدين ما يحدث، وكأنها تعيش في عالم آخر.
واقرأ "أبو خليل": مجالس الأمومة والطفولة والمرأة "دكاكين للسبّوبة" ها هو المجلس القومي للأمومة والطفولة –المفترض أنه معني بحقوق الطفل- يصدر تقريرا الأربعاء الماضي يكشف فيه أنه رصد 66 حالة عنف ضد الأطفال خلال شهر إبريل الماضي، تنوعت بين القتل والاغتصاب والتعذيب والاختطاف والاتجار وعنف الأطفال والإهمال..
الغريب أنه لم يرصد حالة واحدة حتى للأطفال الذين يتم اعتقالهم وقتلهم في سجون الانقلاب ولم يتعرض لها، وما يؤكد ذلك تصريحات الدكتورة عزة العشماوي -أمين عام المجلس القومي للطفولة والأمومة- إن خط نجدة الطفل 16000 قد تلقى 15 بلاغًا خلال شهر إبريل الماضي عن وقائع اغتصاب وتحرش بأطفال، وقد تم تحويل هذه البلاغات إلى النيابة العامة للتحقيق مع تقديم الدعم النفسي والمعنوي اللازم للأطفال الضحايا في هذه الجرائم.
واقرأ هدى عبد المنعم: "القومي للطفولة" لم يحرك ساكنا للأطفال بسجون الانقلاب وأوضحت أن المجلس قد رصد خلال الأسبوع الأول من مايو الجاري عدد 14 حالة عنف ضد الأطفال، كان أبرزها قيام زوجة أب بتعذيب طفلة زوجها حتى الموت في محافظة الدقهلية، وقيام تلميذ بقتل زميله للخلاف على علبة عصير، هذه التصريحات تكشف الازداوجية التي يتعامل بها ذاك المجلس ومعونته للانقلاب ومساهمته في قتل الأطفال بصمته الرهيب وتجاهله لما يحدث خلف القضبان.
في الوقت الذي تحرك فيه المجلس ليتقدم بلاغات للنائب العام ضد الانتهاكات التي يراها تناست ما يحدث وراء القضبان من انتهاكات وجرائم تخالف القانون والمعاهدات الدولية، حيث أعلن مركز ضحايا لحقوق الإنسان أول أمس الخميس عن وجود 8 أطفال معتقلين في حالة خطرة لإصابتهم بالغدة النكافية نتيجة التكدس وعدم الرعاية الصحية في المؤسسات العقابية. وفي مارس الماضي أعلن مركز الشهاب لحقوق الإنسان أنه يتم اعتقال الأطفال ما دون ال18 عاما بصورة يومية حتى زاد عددهم عن 500 طفل معتقل، ونصيب الإسكندرية منهم وحدها ما يزيد عن 150 طفلا.
وأشار المركز إلى أن عملية اعتقال الأطفال جرت بصورة عشوائية وفي ظروف صعبة، والأدهى من ذلك توجيه تهم غير واقعية وغير معقولة لأطفال في مثل هذا السن، موضحا تعرضهم للتعذيب في المعتقلات، مما يعرض حياتهم للخطر بالمخالفة لقانون الطفل والاتفاقيات الدولية. كما أكد تقرير لمنظمة العفو الدولية في وقت سابق أن معدلات اعتقال الأطفال بمصر "صادمة" وبلغت أكثر من 300 طفل منذ الانقلاب العسكري.
وفي الذكرى الثالثة لثورة 25 من يناير أعلن الائتلاف المصري لحقوق الطفل وفاة خمسة أطفال في مناطق حلوان ووسط البلد والمطرية بمحافظة القاهرة وشارع السودان بمحافظة الجيزة، جراء اعتداء قوات الانقلاب على المظاهرات السلمية في مصر يومي 24 و25 يناير الجاري، هذا بخلاف العشرات من الأطفال المصابين.
واقرأ خبير قانوني: 400 طفل معتقل منذ بداية الانقلاب وأدان الائتلاف المصري لحقوق الطفل إلقاء قوات الأمن القبض على عدد من الأطفال الذين شاركوا في هذه التظاهرات، مؤكدًا أنه تم "القبض على 23 طفلا في محافظتي القاهرةوالجيزة إلى الآن من بينهم 4 فتيات، حيث تم القبض عليهم جميعًا من طلعت حرب، ومن أمام نقابة الصحفيين ومناطق مدينة نصر والمعادي والهرم والمطرية والزيتون ومدينة 6 أكتوبر"، وجارٍ حصر باقي الأطفال في محافظات مصر. وفي الأيام الماضية لقي الطفل مازن الطالب بالصف السادس الابتدائي على يد بلطجية الداخلية نتيجة تعذيبه بالكهرباء بعد اعتقاله أثناء مشاركته في إحدى المسيرات المؤيدة للشرعية بمنطقة السادس من أكتوبر، ومن قبله قتلت قوات أمن الانقلاب في فبراير الماضي بسمالوط بالمنيا الطفل عرفات سعودي كمال، بالرصاص الحي وهو واقف في شرفة منزله، رغم عدم مشاركته بالمسيرة التي كانت تجوب الشارع الذي يقطن به. وأيضًا استشهد الطفل عمرو على كفافي -الطالب بالصف الثاني الإعدادي- على يد قوات أمن الانقلاب وبلطجية الداخلية أثناء فضهم مظاهرة الطلاب في بني سويف بالرصاص الحي والمطاطي.