انطلقت مسيرات وفعاليات جماهيرية في الضفة الغربية، بعد ظهر الثلاثاء 18 مايو 2021م، شارك فيها آلاف الفلسطينيين رفضا للعدوان الصهيوني على الفلسطينيين، وتزامنا مع اندلاع مواجهات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال الإسرائيلي على عدة نقاط تماس، حيث ارتقى شهيد وأصيب العشرات برصاص الاحتلال. وأفادت وزارة الصحة الفلسطينية بأن مجمل الإصابات التي نقلت لمراكز العلاج، حتى الآن، كانت في رام الله 50 إصابة، بينها 5 إصابات خطيرة، وفي بيت لحم 9 إصابات، بينها إصابة بالرصاص المعدني المغلف بالمطاط في العين، وفي الخليل 5 إصابات، وفي نابلس إصابة، وفي سلفيت 7 إصابات. وكشفت وزارة الصحة الفلسطينية بأن الشهيد الذي وصل مصاباً إلى مجمع فلسطين الطبي بمدينة رام الله هو محمد إسحق حميد (25 عاماً)، وأصيب بالرصاص الحي في الصدر عند مدخل البيرة الشمالي، ووصل بحالة حرجة للغاية إلى المجمع، إلى أن أعلن استشهاده. مواجهات عنيفة وتتواصل المواجهات العنيفة في قرى شمال غرب القدس بين مجموعات كبيرة من الشبان وجنود الاحتلال، وتتركز في محيط مستوطنة "هارادار" المقامة على أراضي قريتي قطنة وبيت اجزا، ما أوقع عدة إصابات. كما يشهد محيط حاجز قلنديا العسكري، المقام شمال القدس، مواجهات عنيفة، إذ كانت قد وصلت إلى الحاجز هناك مسيرة ضخمة ضمت المئات كانت انطلقت من مدخل المخيم، وما لبثت أن اندلعت مواجهات بين الشبان وقوات الاحتلال. ونظم الفلسطينيون في الضفة الغربية وداخل (إسرائيل)، الثلاثاء 18 مايو 2021م، إضراباً شاملاً للمرة الأولى منذ عقود طويلة، رداً على القصف الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والإجراءات والممارسات الاستيطانية والتهويدية والتمييز العنصري في الضفة الغربيةوالقدس والداخل. وشمل الإضراب الجامعات والمدارس والمؤسسات الحكومية والخاصة وقطاعات النقل العام والتجارة والصناعة في الضفة الغربية. وكانت القوى السياسية والنقابات المهنية والاتحادات الشعبية الفلسطينية قد دعت إلى الإضراب، بالتزامن مع دعوة اللجنة العليا للجماهير العربية في داخل إسرائيل. وأعلنت القوى السياسية اعتزامها تنظيم مسيرات شعبية في مختلف مراكز المدن والقرى والمخيمات، فيما طالبت مجموعات شبابية بالتوجه إلى مداخل المدن ومواجهة القوات الإسرائيلية. وفي داخل المدن المحتلة خلف الخط الأخضر (إسرائيل) شمل الإضراب مختلف القطاعات بما فيها الأطباء والممرضون الفلسطينيون العاملون في المستشفيات الإسرائيلية والذين يشكلون نسبة تصل إلى 40% من العاملين في المراكز والمستشفيات الكبيرة. ووحد الفلسطينيون في الضفة وداخل إسرائيل مطالبهم السياسية المتمثلة في وقف القصف والحصار على غزة، والانتهكات اليومية في القدس، خاصة اقتحام المسجد الأقصى والاستيلاء على البيوت الفلسطينية، وطرد سكانها، وإحلال المستوطنين اليهود مكانهم، ووقف الاستيطان في الضفة الغربية. إضراب شامل وقالت وكالة الأنباء الفلسطينية إن المحال التجارية والمؤسسات والمدارس والجامعات في بيت لحم أغلقت أبوابها، مشيرة إلى أن الشوارع خلت من المركبات والمارة. وكانت قوى فلسطينية وفعاليات ومؤسسات محافظة بيت لحم قد دعت للنفير والتواجد في نقاط التماس والمشاركة في مسيرة الغضب الجماهيري التي انطلقت من منطقة باب الزقاق الساعة الواحدة ظهراً ، بتوقيت القدس، وصولاً إلى المدخل الشمالي لمدينة بيت لحم، وجرى الاتفاق على عدم رفع أعلام الفصائل على أن يكون العلم الفلسطيني الوحيد المرفوع في الفعالية. وطالبت قيادة القوى الوطنية والاسلامية، ب«المشاركة الواسعة في الفعاليات الوطنية والجماهيرية انطلاقا من مراكز المدن والقرى والمخيمات إلى مناطق التماس مع الاحتلال. كذلك دعا التجمع الوطني الديمقراطي إلى «إنجاح الإضراب العام، الثلاثاء، الذي أعلنته لجنة المتابعة العليا وانضمت إليه القوى الوطنية الفاعلة للشعب الفلسطيني في كافة أماكن تواجده». ودعت حركة حماس إلى أن يكون، الثلاثاء، يوما للتصعيد الثوري والمواجهة مع الاحتلال والمستوطنين. ودعت في بيان «جماهير الشعب الفلسطيني إلى إضراب شامل وعام الثلاثاء في الضفة والقدس والداخل المحتل، وإعلان النفير الثوري وإطلاق المسيرات نحو نقاط الاشتباك والمواجهة في خطوط التماس كافة، وإغلاق الطرق الالتفافية في وجه قطعان المستوطنين». وقالت الحركة إن «دعم المقاومة وإسنادها هو الطريق نحو لجم العدوان على الأرض، ومنعه من التمادي في الشيخ جراح والمسجد الأقصى وغزة هاشم». خسائر إسرائيلية ويمثل الاضراب العام في فلسطين المختلة والضفة الغربية، خسائر مضاغفة للاقتصاد الإسرائيلي في ظل هروب جماعي من قبل الصهاينة والمستوطنين من مواقع العمل والإنتاج إلى الملاجئ والمخابئ، بفعل صواريخ المقاومة الفلسطينية، بما يشل الاقتصاد الصهيوني. ووفق تقديرات اقتصادية، فإنه ورغم التكتم الشديد للاحتلال الإسرائيلي على كلفة الحرب ضد قطاع غزة ومحاولة التقليل من الخسائر التي تسببت فيها صواريخ المقاومة الفلسطينية، إلا أن ثمة أضراراً فادحة ناجمة عن تضرر سمعة الصناعات العسكرية الإسرائيلية وضرب أحلام إسرائيل في الطاقة وبدائل قناة السويس. ولا تنحصر التداعيات الاقتصادية في الأضرار الآنية المباشرة، بل سيكون للحرب تداعيات متوسطة وطويلة الأمد، تفضي إلى المس بمكانة تل أبيب الإستراتيجية والاقتصادية.