أعلنت وزارة الخارجية السودانية إقالة الناطق الرسمي باسمها حيدر بدوي بسبب إعلان تأييده تطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني. وقالت الخارجية السودانية إنها تلقت بدهشة تصريحات المتحدث باسمها بشأن سعي الخرطوم لإقامة علاقات مع الكيان الصهيوني، مضيفة أن هذا الأمر لم تتم مناقشته في وزارة الخارجية بأي شكل من الأشكال. في المقابل رد بدوي على إقالته برسالة بعثها إلى كل من رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح البرهان ورئيس الوزراء عبدالله حمدوك طالبهم فيها باحترام الشعب السوداني وكشف ما يدور في الخفاء بشأن العلاقات مع الكيان الصهيوني. تصريحات أعادت الحديث عن الخطوات السودانية الأخيرة نحو التطبيع مع الاحتلال والتي كان آخرها اللقاء الثنائي بين عبدالفتاح البرهان ورئيس حكومة الاحتلال الصهيوني بنيامين نتنياهو بالتزامن مع إعلان الإمارات اتفاق تطبيع العلاقات مع الاحتلال. الدكتور الوليد مادبو، رئيس منصة السياسات التنموية والمفكر السوداني، رأى أن السودان يشهد فوضى سياسية وإدارية كبيرة نتيجة غياب الرؤية الإستراتيجية التنموية التي يمكنها إعانة القادة السياسيين على تحديد مسارات البلاد السياسية والدبلوماسية. وأضاف مادبو في مداخلة عبر برنامج "قصة اليوم" على قناة "مكملين" أن الموضوع يتجاوز حيدر البدوي إلى الفوضى الإدارية والسياسية وغياب قيادة سياسية حازمة وحاسمة قادرة على اتخاذ موقف أخلاقي وسياسي مبدئي . وأوضح أن السودان خلال العقود الست الماضية يطرح تساؤلات كيف ولماذا انتقل السودان من خانة الحماس كمؤسس لمؤتمر اللاءات الثلاث إلى ساحة التطبيع غير المبدئي وهل كان هناك موقف وسط يمكن للسودان أن يتمسك به، مشيرا إلى أن تصريحات السودان خلال مؤتمر اللاءات عام 1967م كانت عاطفية والآن انتقل إلى موقف انتهازي غير مبدأي وهو عاطفي أيضا وغير مؤسس أو صادر عن مراكز بحثية أو أجهزة تشريعية. وأشار إلى أن صمت عبدالفتاح البرهان وعبدالله حمدوك وعدم الرد على تصريحات المتحدث باسم الخارجية وفي ظل سياسة الحكومة نحو الهرولة إلى إقامة علاقات مع الولاياتالمتحدة والتي تشترط التطبيع مع الاحتلال يؤكد وجود توجه نحو التطبيع مع الاحتلال. وتساءل مادبو ما هي الحيثيات التي استند عليها المتحدث باسم وزارة الخارجية في مباركته التطبيع مع دولة الكيان الصهيوني؟ وهل هو موقف شخصي أيديولوجي أو موقف سياسي إداري؟ وكيف يتسنى للناطق الرسمي تخطي رؤسائه بهذه الطريقة وإعلانه عن تأييد خطوة التطبيع؟ وهل التطبيع أولوية للخارجية السودانية؟ وتوقع مادبو سقوط حكومة حمدوك بسبب إخفاقاتها الاقتصادية والسياسية وآخرها موضوع التطبيع مع الكيان الصهيوني والذي سيكون بمثابة القشة التي قصمت ظهر البعير. بدوره رأى مأمون أبو عامر أستاذ العلوم السياسية، أن ما تحدث باه الناطق باسم الخارجية السودانية يكشف حقيقة ما يدور تحت الطاولة، ومطالبته بعد عزله للبرهان وحمدوك بمصارحة الشعب يؤكد وجود اتفاق للتطبيع لمنه تفاجئ بقرار عزله من منصبه. وأضاف أبوعامر أن هناك ترتيبات سياسية منعت إعلان التطبيع مع الاحتلال الآن، مضيفا القيادة الجديدة في السودان تهرول نحو كل ما يرضي الولاياتالمتحدة وأولها التطبيع مع الاحتلال بحجة رفع اسم السودان من قائم الدول الراعية للإرهاب وتخفيف العقوبات الاقتصادية على السودان. وأوضح أبوعامر أن الناطق الرسمي كشف حقيقة ما يدور في الكواليس داخل الحكومة السودانية، مضيفا أن الإمارات تدخلت لوقف اتفاق التطبيع السوداني الصهيوني، مضيفا أن الإماراتوالولاياتالمتحدة وإسرائيل غير معنية باندفاع الأمور في هذه المرحلة مرة واحدة نحو التطبيع.