في الوقت الذي تتفاخر فيه إسرائيل بالتطبيع مع الدول العربية وتعلن ذلك كإنجاز لحكوماتها ونظامها السياسي يتوارى الخونة العرب من الحكام المطبعين مع الصهاينة وتصدر عنهم تصريحات مواربة تحاول إخفاء علاقاتهم وتآمرهم مع الإسرائيليين وتسود بينهم حالة من الخوف والرعب من شعوبهم التي يعرفون جيدا أنها ترفض التعامل مع الصهاينة وتطالب بتحرير مدينة القدس واعادة المسجد الأقصى ودعم الشعب الفلسطينى لإقامة دولته على تراب وطنه بالكامل. سباق التطبيع الحالي كشف عن أن حكام العرب الخونة كانوا يتعاونون مع إسرائيل منذ قيامها في عام 1948 وساعد بعضهم على قيامها، لكن بعيدًا عن أعين شعوبهم وكانت دولة الاحتلال لا تعلن عن ذلك، وتكتفي بتحقيق مصالحها على حساب المتصهينين. يشار إلى أنه باستثناء دولة العسكر والأردن لا تقيم أي دولة عربية علاقات دبلوماسية علنية مع إسرائيل، فيما تزايدت في الفترة الأخيرة وتيرة التطبيع من خلال مشاركات إسرائيلية في أنشطة رياضية وثقافية وفنية تقيمها دول عربية. 3 دول فقط رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو كشف هذه الحقيقة وقال: إن تل أبيب تقيم علاقات سرية مع دول عربية وإسلامية، عدا ثلاث منها فقط. وأضاف نتنياهو في كلمة خلال مؤتمر رؤساء المنظمات اليهودية الأمريكيةبالقدسالغربية: أطوّر علاقات مع دول عربية وإسلامية وأستطيع أن أقول إن دولة واحدة أو دولتين أو ثلاث منها فقط لا تقيم معنا علاقات تتعزز باستمرار. وأكد أن ما يكشف عنه ليس إلا 10 في المائة فقط مما يحدث من علاقات سرية تجمع إسرائيل بدول عربية في المنطقة. وأشار نتنياهو إلى أنه زار مع سارة (زوجته) سلطنة عمان قبل عام تقريبا وقام قبل أسبوعين بزيارة إلى رئيس مجلس السيادة السوداني عبد الفتاح البرهان لافتا إلى أن السودان دولة إسلامية تتحدث العربية استضافت مؤتمر الخرطوم الذي حدد (اللاءات الثلاث ضد إسرائيل) والآن يدور الحديث عن إطلاق عملية تطبيع معها. واعتبر أن هذه التغيرات العملاقة تنبثق من كون إسرائيل قوة يجب أخذها بالاعتبار، على حد تعبيره. وقال نتنياهو موجهًا كلامه إلى الدول العربية: إن التعاون مع إسرائيل يساعد في ضمان مستقبل شعوبكم وأمنها، على حد زعمه. وأضاف أن الإسرائيليين يستطيعون الآن أن يطيروا مباشرة فوق السودان في الطريق إلى البرازيل أو الأرجنتين وهم يستطيعون زيارة دولة أخرى هي تشاد التي جددت علاقاتها معنا أخيرا. عراب الصهاينة دولة الإمارات فى عهد أولا زايد – عراب الصهاينة – تتولى اقناع الدول العربية بالتطبيع مع إسرائيل وتقدم الدعم المالى لتحقيق هذا الهدف من أجل عيون الصهاينة، وكشف تحقيق مطوّل نشرته صحيفة “هآرتس” الصهيونية في أغسطس الماضي عن إبرام أبوظبي صفقة ضخمة مع “إسرائيل”، بحيث تزودها الأخيرة بقدرات استخبارية متقدمة، تشمل طائرتي تجسس حديثتين. وأشار التحقيق إلى أن هذه الصفقة بدأت تتبلور قبل عقد من الزمان؛ برعاية رجل أعمال إسرائيلي يدعى ماتي كوتشافي (MK). ولفتت الصحيفة الصهيونية إلى أن ذلك يؤكد التقارير الصحفية الأمريكية، التي صدرت خلال الأيام الأخيرة، وتحدثت عن وجود تعاون أمني بين إسرائيل والإمارات، رغم عدم وجود علاقات دبلوماسية علنية بين البلدين. خليفة حفتر وكشفت صحيفة “معاريف” الصهيونية إنها أجرت مقابلة مع عبدالهادي الحويج، وزير الخارجية في حكومة الانقلابى خليفة حفتر غير المعترف بها دولياً، خلال زيارته للعاصمة الفرنسية باريس عبر فيها عن أمله بإقامة علاقات طبيعية مع إسرائيل. ونقلت الصحيفة عن الحويج القول إن التطبيع مع إسرائيل سيتم في حال تم حلّ القضية الفلسطينية. وأضاف الحويج: نحن دولة عضو في جامعة الدول العربية وملتزمون بقراراتها وقرارات الأممالمتحدة، كما ندعم حقوق الشعوب، بما في ذلك حقوق الشعب الفلسطيني. السودان والصهاينة وعقب لقاء عبدالفتاح البرهان، رئيس مجلس السيادة في السودان، مع بنيامين نتنياهو، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي في أوغندا قالت صحيفة يديعوت أحرونوت الصهيونية أنه يتوقع أن يقيم نتنياهو علاقات دبلوماسية كاملة مع الخرطوم ونظام البرهان. وأوضحت يديعوت أن الاحتلال له مصلحة قوية في إقامة علاقات مع السودان، أهمها أنه يسعى لوقف تهريب الأسلحة من إيران إلى حركات المقاومة الفلسطينية داخل قطاع غزة المحاصر عبر السودان. وأكدت أن أحد الأسباب يكمن في أن إقامة علاقات دبلوماسية كاملة بين تل أبيب والخرطوم، من شأنه تعزيز موقف نتنياهو في انتخابات الكنيست، المقرر لها 2 مارس المقبل. وأضافت الصحيفة أن تل أبيب تسعى لأن يقبل الخرطوم طلبات اللجوء من السودانيين، والذين يمثلون حوالي ربع المتسللين إلى داخل إسرائيل، إضافة إلى السماح لطائرات الاحتلال باستغلال المجال الجوي السوداني. واشارت إلى أن تل أبيب لم يكن لها علاقات دبلوماسية مع السودان، وأنه كان يتم تعريفها كدولة معادية، لكن منذ 2011، حافظت إسرائيل على علاقات دبلوماسية مع جنوب السودان الذي أعلن انفصاله، وتم الاعتراف به كدولة مستقلة في الأممالمتحدة. حصة الأسد من جانبه أكد وسام عفيفي، محلل سياسي فلسطيني، أن دول الخليج لها حصة الأسد من التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن “مشروع التطبيع” ينقسم إلى قسمين؛ الأول قبل ثورات الربيع العربي، وكان فيه التطبيع مستتراً، والثاني بعد بعد هذه الثورات حيث أصبح التطبيع مفضوحًا. وحذر عفيفي في تصريحات صحفية من أن مبادرات التطبيع وتواردها بأشكال مختلفة، سواء على المستوى الرسمي أو المدني ، بات من الخطورة بمكان؛ مشدداً على أن هناك حالة اختراق مهمة سجلها الكيان الصهيونى على أكثر من صعيد في المنطقة العربية. وقال : إن دول الخليج حازت حصة الأسد من التطبيع؛ لاعتبارات عديدة لكن مبادرات التطبيع لم تنجُ منها بلدان أخرى . وأضاف عفيفي أن هناك محاولات للكيان الصهيونى للتواصل وخلق علاقات تطبيعية مع الدول موضحا أن مشروع التطبيع ينقسم إلى قسمين؛ الأول ما قبل 2011، والثاني ما بعد 2011″. وأوضح أن محاولات التطبيع قبل 2011 كانت صعبة وخجولة وتحت الطاولة، وكانت مستنكرة ولم تجاهر بها الأنظمة العربية، واتسمت في غالبها بالسرية، عدا الدول التي تربطها معاهدات سلام مع الكيان الصهيوني، وحتى معاهدات السلام لم تخرج من السياق الرسمي إلى مستويات مدنية وشعبية. وأشار عفيفي إلى أنه بعد 2011 ونتيجة ما حصل في المنطقة من صراعات وحروب وهزات واستقطابات حادة استطاع الكيان الاستفادة من هذه الحالة، مؤكدا أن أخطر ما فيها الصراع الذي حول الكيان من العدو رقم واحد إلى العدو رقم اثنين وثلاثة. وتابع: بعض الدول أصبح عدوها إيران رقم واحد، وبعضها أصبح الإرهاب عدوها رقم واحد، موضحا أن المنظومة الدولية، وتحديدًا أمريكا بعد تولي ترامب الحكم، أسهمت بالدفع نحو التطبيع العربي مع الكيان الإسرائيلي. وكشف عفيفي عن أن شبكة تشمل كوشنر وجرينبلات والوزير الصهيوني فريدمان، ساعدت رئيس وزراء الكيان الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، في مشروع التطبيع موضحا انه على الصعيد العربي، والإقليمي اتخذت مناحي التطبيع أشكالاً عديدة غير الاتصالات السياسية والتلميحات والمؤتمرات الرسمية، أبرزها الرياضة، ومؤتمرات اقتصادية وطبية؛ بمعنى أنهم بدأوا يدركون أن التطبيع في هذه المجالات مهم. وأوضح أن انشغالات الشعوب والحركة الشعبية المناهضة للتطبيع جعلت هذه المبادرات تخترق الساحة والأرض العربية، بل تحاول أن تخترق العقل العربي. وشدد عفيفي على أن أخطر المجالات هي التقنية التي يتميز بها الكيان الصهيونى؛ على اعتبار أنه متقدم في هذه المجالات، مؤكدًا أن التطبيع الأمني حاضر في مجالات كثيرة، ويضفي عليه نوعًا من السرية، ولكن بين الفينة والأخرى تخرج للعلن.