يدخل إضراب الأطباء والصيادلة وأطباء الأسنان يومه العشرين بجميع محافظات الجمهورية، دون أن تحرك الحكومة ساكنا لاحتواء الأزمة، فى ظل المعاناة اليومية للمرضى بالمستشفيات الحكومية، على الرغم من تغيير وزير الصحة، إلا أنه ما زال غير قادر على اتخاذ أى قرار يمكنه من احتواء غضب العاملين بالمهن الطبية، ومنتظر إشارة المالية التى لن تأتى، حسب وصف الأطباء. وكان أعضاء الفريق الطبى -من أطباء بشريين وأسنان وصيادلة وتمريض- قد بدءوا إضرابًا جزئيا مفتوحا عن العمل بمستشفيات وزارة الصحة بداية من 8 مارس الجارى وحتى اليوم، وشمل الإضراب مستشفيات التأمين الصحى والمستشفيات الجامعية والمستشفيات العامة والحكومية، ولا يشمل الإضراب الحالات الطارئة والحرجة والرعاية المركزة وحضانات الأطفال والحالات التى تتطلب العلاج العاجل وصرف أدوية الأمراض المزمنة والعلاج الشهرى للمرضى، بما يتوافق مع المعايير العالمية المتفق عليها لإضراب الأطباء. وفى تصعيد جديد أطلقت النقابة العامة للأطباء الثلاثاء الماضى حملة استقالات جماعية مسببة من وزارة الصحة للضغط على الحكومة من أجل تحسين أحوال المنظومة الصحية فى مصر، وتحسين أجور الأطباء فى إطار الظلم الواقع على الطبيب من العلاقة التعاقدية غير المنصفة بين الوزارة والأطباء التى تعطيهم الأجر المادى العادل الذى يتوافق مع كم الجهد المبذول. وقالت منى مينا -أمين عام النقابة العامة-: إن الاستقالات ستقدم بصيغة واحدة وأسباب واحدة بعد أن يصل العدد إلى 20 ألف استقالة حتى نرغم الوزارة على التحقيق فيهم وقبولهم جميعاً أو رفضهم جميعاً، على أن تقدم الاستقاات على ورق النقابة، الذى يمكن الحصول عليه من النقابة العامة أو النقابات الفرعية بالمحافظات. وتنوعت نسبة الإضراب خلال العشرين يوما الماضية على مستوى الجمهورية، حيث تراوحت فى المتوسط بين 60 أو 80% من محافظة إلى أخرى، وقد واجه الإضراب بعض محاولات كسره من قبل بعض مدير المستشفيات والأطباء ولكن تم فى معظم الحالات اتخاذ إجراءات حازمة من مجلسى نقابة الأطباء والصيادلة بتحويل كل من يخالف الإضراب إلى لجنة آداب المهنة بالنقابة العامة والفرعية ولعل كان ابرزها الاعتداء على الصيادلة بمستشفى امبابة، وتحرير محاضر ضد مدير المستشفى. كما خاطبت النقابة العامة للاطباء د . عادل العدوى وزير الصحة بشأن النقل التعسفي لكل من د. هشام السعيد ود. احمد محمد عوض لمشاركتهما في الإضراب بمستشفى الضبعة، كما خاطبت د. سعيد العوضي وكيل وزارة مطروح لرفع الظلم عن الطبيبين. وقد سجلت محافظاتالاسكندرية والسويس وبورسعيد والبحيرة والمنوفية والدقهلية والجيزة أعلى نسب الإضراب على مستوى الجمهورية بنسبة بلغت حوالى 80% على مدى العشرين يوما الماضية، تلتها القاهرة والمنيا والفيوم وبنى سويف والوادى الجديد ومطروح وشمال سيناء وأسوان بنسبة 75% ثم محافظاتأسيوط وسوهاج وجنوب سيناء. وأعلن الأطباء أنهم مستمرون فى الإضراب حتى تحقيق المطالب التى نظموا من أجلها العديد من الإضرابات منذ 2011 وحتى الآن وعلى رأسها تحسين المنظومة الصحية بوجه عام وتطبيق سياسات واضحة لمكافحة العدوى بالمستشفيات ورفع ميزانية الصحة فى مصر لما يقارب المعدلات العالمية وتأمين المستشفيات، وتحسين دخل الفريق الطبى بما يتيح لهم التفرغ من أجل الارتقاء بمستوى الخدمات الطبية المقدمة للمريض المصرى.