عندما سمعت من المتحدث الرسمي لاتحاد الكرة يقول "مش فاضيين للكورة والله يا كابتن" والمنتخب الأوليمبي مقبل على معترك الأولمبياد منذ 22 عاما غياب، تأكدت من مصير مصر في لندن 2012. "إحنا شغالين من نار في دعم الفريق شفيق"! هو تعليق عزمي مجاهد على سؤاله حول تعيين أيمن حافظ مدير إداري للمنتخب الأوليمبي، وقال للمذيع "إنتا بتسألني في الكورة واحنا داخلين على انتخابات رئاسة". طبيعي أن انتخابات الرئاسة هي الأهم وترتيب الأولويات لدى الوطن واضح، ولكن كيف لمسؤول هو المفترض أسمه "متحدث رسمي" أن يعلن عن ذلك، فمن أين نحصل على الإجابة إذا كان مسؤولينا الرياضيين يملؤون الشوارع بالملصقات؟ عندما أنظر لتصريحات "كلامنجي" الكرة في مصر أعرف أننا الحمد لله وصلنا إلى مؤسسة رياضية قوية تنافس نظيرتها "أوروبا 2000". وأوروبا 2000 هي أحد شركات النظافة التي تعاقد معها النظام السابق للاستفادة من مخلفاتنا وتحصيل التكلفة على الكهرباء لا ألوم مجاهد على دعمه الصريح لشفيق بغض النظر عن كونه أحد رموز النظام المخلوع وعدوا للثورة التي منحته هذا الحق في حرية التعبير عن انتماءه، ولكن المكان والزمان الذي اختاره المتحدث الرسمي غير مناسب. الفرق الكروية المختلفة التابعة لاتحاد أوروبا 2000 مقبلين على منافسات عديدة، فمنتخب برادلي يشارك في تصفيات كأس العالم، والأمم الإفريقية، وفريق هاني رمزي مقبل على الدورة العربية ثم حلم الأولمبياد. قد يقول أحدهم .. يعني البلد أولى ولا الكورة؟؟ كما وضحت سلفا الأولوية ثابتة ولكن فليترك كل ذي شأن في مكانه الطبيعي، الكروي في ملعبه، والسياسي في منصته.
أوروبا 2000 هي أحد شركات النظافة التي تعاقد معها النظام السابق للاستفادة من مخلفاتنا وتحصيل التكلفة على الكهرباء وعلى غرار مجاهد، فهناك مجدي عبد الغني رئيس لجنة شؤون اللاعبين السابق ورئيس رابطة اللاعبين المحترفين الحالي والمذيع أيضا، الذي سخر كل مجهوداته في تشويه الثوار اعتمادا على ضعف معلومات المتلقي. ولاحقا استخدم السادسة مساء لتلميع الفريق شفيق وكأن الكرة عادت منبرا للسياسة، كما عودنا النظام الذي قامت عليه الثورة. وفي القناة ذاتها، وكعادة المطبلاتية، بعد أن بات الإشهار بكلمة "أنا فلول" عادية وقبل شهور قليلة كانوا يخشون ذلك، فقد تحول المنبر الكروي الإعلامي مع مدحت شلبي وشوبير إلى لغة سياسية مقززة. فقد كان هجومنا على الإعلام الرياضي "التقليدي" قبل الثورة هو عدم معرفتهم الكاملة بالرياضة وتطوراتها حول العالم وطرق التحليل الحديثة، ولكن الآن لا نطيق جهلا مزدوجا بالكرة والسياسة معا!! ووسط هذه الكوارث، أشاهد "بحسرة" يورو 2012 والفارق الرهيب بينها وبين "أوروبا 2000" التي تسعى وراء المصالح الشخصية، ناهيك عن استغلال النفوذ والصوت الإعلامي الذي يدعي الحرية. فمع الهجوم الروسي على الجماهير البولندية وسط إصابات واعتقالات عديدة، لم نسمع عن أن "الأولتراس ميليشيات".. أو "مبيحصلش في أمريكا الكلام دا" أو "ليه من سنة 64" أو حتى تشكيل لجنة تقصي حقائق. فكان القرار سريعا من الاتحاد الأوروبي بإصدار بيان بتغريم روسيا 150 ألف دولار بالإضافة لخصم 6 نقاط منهم في تصفيات يورو 2016، كل هذا وسيتم فتح باب التحقيق فهكذا تدار الأزمة.. قرارات سريعة ثم التحقيق والتعديل بما يناسب الحدث. أما عن "أوروبا 2000" فمازلنا نبحث عن الجاني في مذبحة بورسعيد، مثلها مثل من وراء موقعة الجمل، ومن قبلهما من قتل الثوار؟!