النظام في مصر لم يسقط برغم كل الدعاوي التي إنطلقت في كل أنحاء مصر لتغيره ، ومصر مازالت تقف عند مرحلة حسني مبارك ، الذي رحل ولم يرحل نظامه ، والعجلة مازالت متوقفه ولم تتحرك خطوة واحدة للأمام على جميع المستويات ، ومن يقول غير ذلك فهو واهم أو يضحك على نفسه أو على الأخرين ، ويبدو أن مصر مازالت تحتاج لوقت طويل ليحدث التغيير المأمول ، ولكن بعد أن يصمت المتاجرين بهموم المصريين في المحطات الفضائية . رائحة النظام السابق تشتمها في كل موقع بالبلد ، في السياسة والفن والرياضة والسلوك البشري ، ولن أتوقف عند البلطجة والإنفلات الأمني ، وقد يكون ذلك طبيعيا في مثل الظروف التي تمر بها مصر التي أرهقت كثيرا جراء تصرفات أبنائها . السمة التي أصبحت تميز الشارع المصري بخلاف العشوائية والسلوك العدواني السيء والبلطجة ، وهو الإحباط الذي يشعر به المواطن المصري ، بفعل التأخير والتباطؤ الواضح في كل شيء ، والأمل الوحيد الباقي في الله فقط . الخلافات التي ظهرت في الأيام الماضية في الوسط الكروي هى نفس الخلافات التي كانت موجودة قبل 25 يناير الماضي ، فقبل أيام أعلنت لجنة البث الفضائي توصلها لحل لأزمة إذاعة المباريات ، وهى نفس الأزمة التي تثار في بداية كل موسم منذ أن عرفت مصر ما يسمى ب " البث الفضائي " . ثم ظهرت أزمة جديدة بين الأهلي وإتحاد الكرة بسبب الإعلانات ، فالأهلي يصر على عدم وضع إعلانات رعاة إتحاد الكرة في المؤتمر الصحفي للقاء حرس الحدود ، وهو ما أدى إلى إلغاء المؤتمر ، رغم أن الأهلي كان يوافق من قبل على ذلك ، ولكن المتغير الوحيد هو أن راعي النادي الأهلي إختلف هذا الموسم عن راعي الجبلاية . ثم صعد النادي الأهلي أزمته مع إتحاد الكرة بإعلانه الإنسحاب من بطولة كأس مصر ، وبرر الأهلي قراره برفضه إهدار حقوقه بسبب إتحاد الكرة ، ولكن الحقيقة الكاملة لم يعلنها النادي الأهلي ، لأن الحقيقة تقول أن الأهلي إتخذ قراره بسبب الصراع الدائر بين شركتي " فودافون " وإتصالات " فالأولى حصلت على حقوق الإتحاد ، بينما الثانية تمتلك حقوق النادي الأهلي . لو كان الأهلي محقا في قراره لكان الأولى به أن يعلن ذلك منذ سنوات ، حيث كانت شركة " فودافون " هى الراعي الرسمي للنادي الأهلي ، وكانت شركة " إتصالات " هى راعي إتحاد الكرة ، ووقتها لم يكن يعترض الأهلي على وجود اللوحات الإعلانية لشركة " إتصالات " في المؤتمرات الصحفية التي تعقب مباريات الدوري العام وكأس مصر والصور موجودة ، لان شركة " فودافون " لم تكن متعنته كما يحدث الأن مع شركة " إتصالات " ، ولكن عندما تبدلت الكراسي تغيرت المواقف . أين كانت إدارة النادي الأهلي طوال السنوات الثلاث الماضية على الأقل ؟ ولماذا تذكرت الإدارة الحمراء الأن أن حقوقها تهدر بسبب إتحاد الكرة ؟ هذا ليس دفاعا عن إتحاد كرة القدم الملييء بالسلبيات ، ولكنه إقرارا بالواقع وتكريسا للحق والعدل . لو كانت وكالة الأهرام للإعلان هى من حصلت على حقوق رعاية إتحاد الكرة ، ولو كانت شركة " إتصالات " لم تصعد الأزمة مع منافستها شركة " فودافون " ما طالبت إدارة الاهلي بحقوقها المهدرة على حد قول مسؤوليها الأن أو تذكرتها ، فالأزمة واضحة بين شركتي الهاتف المحمول ، وستتواصل خلال الفترة المقبلة ، في مسلسل " بايخ " من مسلسلات الكرة المصرية الهابطة . التغير الذي لم يشعر به أحد في مصر ، يتضح أكثر لدى جماهير الزمالك ، ففريقهم مازال يبحث عن بطولة ، بعد أن خسر بطولة كأس مصر في الأمتار الأخيرة ، وهو ما كان يحدث قبل 25 يناير ، رغم أن شكل الفريق تغير وأصبح لديه أكثر من ورقة رابحة على عكس المواسم الماضية . أزمة جماهير الزمالك ينحصر في عدم وجود ناد ، أو بمعنى ادق " الزمالك جمهور بلا ناد " فجماهير الزمالك لم تعد تعرف سببا مقبولا ومقنعا لعدم الفوز بالبطولات ، والنادي يعاني من العشوائية وعدم الإستقرار الإداري ، ويكفي ما حدث في الأيام الأخيرة عندما إشتكى لاعبي الفريق من عدم حصولهم على مكافأت مباراة بني عبيد في كأس مصر ، وإتضح أن الإدارة صرفت المكافأت ولكنها لم تصل لمستحقيها ، وهو نموذج من نماذج عديدة يؤكد أن الإدارة الزملكاوية أقل بكثير من إسم وتاريخ النادي ، دون الدخول في تفاصيل مملة نظرا لضيق المساحة . إذا كانت جماهير الزمالك لا تشعر بالتغيير مثلها مثل بقية خلق الله في مصر ، فالجماهير في الأندية الأخرى ترسخ لمعنى عدم التغيير ، فسلوكها مازال كما هو ، ويكفي ما حدث في بعض مباريات الجولة الاولى لبطولة الدوري الممتاز ، من إطلاق للشماريخ والهتافات المسيئة وإلقاء الحجارة التي لايوجد لها مثيل سوى عندنا فقط ، فزمن إلقاء الحجارة إنتهى من كل ملاعب العالم إلا عندنا. جماهير الأندية المصرية تتعامل وكأنها الحاكم بأمره ، ف " اللافتة " التي رفعها جمهور الأهلي في لقاء فريقها أمام حرس الحدود " مش هتعلمونا إزاي نشجع " إعتراضا على لائحة العقوبات التي أعلنتها لجنة المسابقات قبل بداية الموسم تحذر فيها من إشعال الشماريخ في الملاعب ، يؤكد شعور التعالي الذي يغلف تلك الجماهير التي لا تعترف إلا بقانونها ولا تحترم اللوائح ، وهو السلوك الذي إنتشر في الشارع المصري بشكل عام وليس بين جماهير الكرة فقط ، فالقانون في مصر لم يعد له هيبة ولا إحترام ولا قدسية ولامعنى ، ولن تقوم لمصر قائمة إلا بإحترام القانون في الشارع . نقطة أخيرة : الأخطاء التحكيمية في لقاء بتروجيت والأهلي ، ولقاء الزمالك مع غزل المحلة كانت واضحة ، إستفاد منها الزمالك وخسر بسببها الأهلي نقطتين ، وستتكرر تلك الأخطاء في الجولات المقبلة ، هكذا هو حال كرة القدم .