نعم خرج منتخب مصر من تصفيات كأس العالم لكن يبدو أن بلطجة بعض الجزائريين أنست الكثيرين أن الفراعنة هم أبطال إفريقيا وأن لديهم لقبا يدافعون عنه. ومنذ مباراة السودان الأخيرة والأحداث التي تلتها انشغل الرأي العام والشعب المصري بطوائفه كافة بتجاوزات المشجعين الجزائريين وهو اهتمام طبيعي يتناسب مع حجم وطبيعة الحدث. لكن ما أخشاه بشدة هو أن تنسينا هذه الأحداث الالتزامات الموضوعة على عاتقنا في المرحلة المقبلة، وبالتالي تزيد خسائرنا من مواجهة الجزائر فلا يقتصر الأمر على توديع المونديال بل يمتد إلى خسارة اللقب القاري أو توديع البطولة مبكرا لا قدر الله. وأقيمت قرعة كأس الأمم الإفريقية أنجولا 2010 منذ بضعة أيام دون أنت نال أي اهتمام من وسائل الإعلام، وللمرة الأولى في تاريخ البطولة لا تهتم أي وسيلة إعلام مصرية بردود أفعال مدربي فرق المجموعة التي تضم مصر مع نيجيريا وبنين وموزمبيق وذلك لانشغال الجميع ب"حرب الجزاير". وما يساهم في زيادة الشعور بالقلق هو تعرض أكثر من لاعب في منتخبنا للإصابات مثل أبو تريكة وعمرو زكي وعصام الحضري وهو أمر طبيعي ليس لمجرد بذلهم جهدا بدنيا كبيرا بل بسبب الضغط العصبي الكبير الذي عاشوه ودفعهم لبذل طاقة إضافية في مبارتين كبيرتين الأسبوع الماضي.
تكرار هذا المشهد أهم الآن من بلوغ المونديال والمثير للقلق أيضا هي النغمة الانهزامية التي انتشرت بين البعض بنهاية هذا الجيل من اللاعبين وتبدد الحلم وأن كأس إفريقيا لا تناسب طموحاتنا و"اننا مش فالحين غير في إفريقيا" وهي مزاعم لو استسلمنا لها فستكون العواقب وخيمة لأننا سنخسر الهيبة التي استطاع الفراعنة وحسن شحاتة تكوينها منذ أربع سنوات في إفريقيا. وأود أن أدلل على هذا بالمناخ الذي سبق بطولة غانا 2008 حينما تسابقت وسائل الإعلام العالمية في ترشيح منتخبات نيجيريا وغانا والكاميرون وكوت ديفوار للفوز بكأس الأمم وتعرض الفراعنة للتجاهل التام رغم كونهم حامل اللقب لدرجة أن البعض توقع خروج مصر من الدور الأول. أما هذا العام فالجميع يهاب منتخب مصر .. ومن خلال متابعة الصحف النيجيرية مثلا هناك احترام غير عادي للفراعنة وهو أمر افتقدناه كثيرا في سنوات سابقة. وشعرت بسعادة كبيرة عندما سمعت وقرأت تصريحات الندم من جانب لاعبينا والاعتذار للجماهير .. وإذا كانت هذه بادرة طيبة من جانبهم .. فلماذا لا نبدأ في إشعال حماستهم مرة أخرى واستغلال هذه الطاقة الوطنية الهائلة وإبقاء الأعلام المرفوعة حاليا في مواضعها حتى أنجولا 2010. باختصار نقولها صريحة للاعبينا : نعم أحزننا الخروج من المونديال لكننا سنفرح بشدة إذا حققنا إنجازا غير مسبوق بالفوز بالمونديال الإفريقي ثلاث مرات متتالية كأول فريق يفعلها في التاريخ.
هناك دول إفريقية تأهلت خلال بطولات العالم الماضية ثلاث أو أربع مرات دون تحقيق فوز واحد وإذا كان هناك ملايين المصريين ممن احتاروا في وسيلة للرد على الجزائريين وعلى اتهامات وسائل الإعلام العالمية للمصريين بالهمجية .. أقول لهم إن التتويج بلقب إفريقي سيكون أبلغ رد على الجميع وإن المونديال خسر وجود بطل قارة والأهم من ذلك أن نؤكد مقولة أحمد حسن قائد المنتخب الوطني بأننا مازلنا أسياد إفريقيا وليشبع الأخرون بكأس العالم. هناك دول إفريقية تأهلت خلال بطولات العالم الماضية ثلاث أو أربع مرات دون تحقيق فوز واحد ولا يذكر أحد مشاركتها لكن التاريخ يذكر جيدا الأرقام القياسية. ومع كل خبر يتم كتابته عن كأس الأمم الإفريقية تذكر الوكالات العالمية أن الفريق الأكثر تتويجا باللقب هو مصر برصيد ست مرات وهو يزيد عن أقرب فريق غرب إفريقي بلقبين (الكاميرون وغانا) ،بل إن رصيد الفراعنة من الألقاب يتجاوز مجموع ما فازت به الدول الأعضاء في اتحاد "الدول اللي مش طايقة بعضها". نحن أبطال إفريقيا .. أرجو ألا ننسى هذه الحقيقة وسط ثورة غضبنا المفهوم أسبابها .. لدينا لقب ندافع عنه .. وكمواطن مصري يعشق بلاده بجنون أريد لقبا قاريا سابعا .. أرجوكم حققوا حلمي أو ابذلوا كل ما في وسعكم لتحقيقه كما اعتدنا منكم.