ادعوا بالشفاء العاجل لنجم النجوم محمد زيدان، فاللاعب يعاني من إصابة جديدة على ملاعب كرة القدم عبر التاريخ: نزلة معوية في أربطة الركبة! وأقسم أنني لم أخترع هذا الأمر الذي لا أعلم إذا كان يعتبر في علوم الطب إصابة أم مرض، ولكنه التفسير الوحيد الذي استطعت التوصل إليه من خلال أوراق واقعة غياب زيدان عن المنتخب. فوفقا للاتحاد المصري لكرة القدم، فإن نادي دورتموند الألماني أرسل خطابا رسميا يقول فيه إن زيدان مصابا ب"نزلة معوية" منعته من الحضور إلى مصر والمشاركة أمام غينيا .. وهو الخطاب الذي أكد فحواه حمادة صدقي المدرب المساعد لمنتخب مصر في تصريح لFilGoal.com ونشرته صحيفة "الأهرام" يوم الخميس. أما الموقع الرسمي للنادي الألماني، فأكد في خبر نشره الأربعاء أن زيدان لم يغادر إلى مصر مع كتيبة اللاعبين الدوليين المختارين لتمثيل بلادهم بسبب "التهابات في أربطة الركبة" أجبرته على البقاء مع فريقه! هناك عدة تفسيرات لهذا التضارب. ربما يكون الشخص الذي تلقى الخطاب في اتحاد الكرة أبلغ الجهاز الفني بترجمة خاطئة للإصابة .. أو قد يكون محرر الموقع الرسمي لبروسيا دورتموند كتب إصابة خاطئة لزيدان .. أو ربما أصيب زيدان بالفعل بنزلة معوية في أربطة ركبته! هل اقتنع أحدكم بأي من هذه التفسيرات السابقة؟ أنا شخصيا لست مقتنع بأي منها، ما يضعنا أمام احتمالات – أو تساؤلات - أخرى أسوأ كثيرا. هل الخطاب الذي وصل إلى اتحاد الكرة مزورا مثل خطابات أخرى كثيرة تلقتها الجبلاية من قبل؟ هل اخترع أحدهم هذا الخطاب بالاتفاق مع إدارة ناديه ولكنهم نسوا أن يخبروا المحررين أو شباب (الأي. تي.) في موقع النادي؟ والسؤال الأهم: هل يعتبر زيدان المشاركة مع منتخب مصر أمرا ثانويا ليس على رأس أولوياته؟
إذا كان زيدان لايزال غير مقدر لحجم اللعب لمنتخب مصر بعد اشتراكه في كأس الأمم الإفريقية 2008 وكأس القارات وتصفيات كأس العالم، فإن ذلك يعني أنه لن يقدر هذا الشرف على الإطلاق. الإجابة عن أي من الأسئلة السابقة بنعم يعني أننا أمام أزمة كبيرة. فإذا كان زيدان لايزال غير مقدر لحجم اللعب لمنتخب مصر بعد اشتراكه في كأس الأمم الإفريقية 2008 وكأس القارات وتصفيات كأس العالم، فإن ذلك يعني أنه لن يقدر هذا الشرف على الإطلاق. وشرف اللعب للمنتخبات الوطنية لا يقتصر على مصر فحسب، وإنما أي نجم "كبير" و"محترم" في العالم كله يضع نفسه رهن إشارة منتخب بلاده، وتمثيلها، والدفاع عن ألوان علمها، إلا في حالات خاصة جدا يكون فيها للسن تأثيره الذي يجبر اللاعب على الاعتزال دوليا. وحتى هؤلاء يعودون إلى منتخبات بلادهم رغم السن في حال الاحتياج إليهم، ولكم في زيدان "الحقيقي" مثل. الكشف عن ملابسات الإصابة بنزلة معوية في ركبة زيدان أمر هام ولن يرضى أحد بتغييبه والتغطية عليه مثلما يحدث في أمور كثيرة في المشهد الرياضي وخاصة الكروي في مصر. فإذا كان زيدان متهربا من المنتخب (مثلما فعل من قبل في التصفيات التمهيدية في كأس العالم) ولم يستطع الحفاظ على ثقة حسن شحاتة بعد ثماني أشهر فقط من العفو عنه في يناير الماضي، فإن إخراجه من حساباتنا تماما في الفترة المقبلة هو الرد الوحيد على تصرفاته، لأن غض البصر سيفتح باب الانضمام إلى المنتخب "على الكيف" وفي المباريات المهمة فقط لنجم النجوم وغيره. أما إذا كان زيدان مصابا أو مريضا بالفعل، فمن الضروري أيضا إعلان المسؤول عن هذا التضارب وتفسير أسباب عدم رد اللاعب على اتصالات مدربيه في المنتخب، مع اتخاذ ما يلزم أيضا للحفاظ على هيبة واحترام المدير الفني للفراعنة ومساعديه. فبالنسبة لي، زيدان مخطئ في كل الأحوال، ولكن العواقب تختلف باختلاف حجم الخطأ، مثلما تختلف مدة الغياب تبعا لنوع الإصابة، فهو غياب مؤقت إذا كان التهابا، وغياب دائم إذا كان نزلة معوية في الركبة.