لو كانت هناك نتيجة واحدة منطقية يمكن استخلاصها من أداء ونتائج الفرق الإنجليزية فى المراحل الأولى لدورى أبطال أوروبا ، فهى أن على جماهير هذه الأندية تهيئة أنفسها لإمكانية أن يمر عليها هذا الموسم أيضا بلا ألقاب قارية. وليس هذا بحكم مبكر أو سابق لأوانه ، فهو لا يستند لنتائج تلك الأندية مع بداية مرحلة دورى المجموعات فى البطولة الأوروبية الأقوى وحسب ، بل يلحظه المتابع عن كثب للبطولة من خلال مقارنة بسيطة بين قوائم ممثلى إنجلترا ، ومثيلاتها فى الفرق المرشحة بقوة لإحراز اللقب مثل ريال مدريد الأسبانى و "عملاقى إيطاليا" الميلان – حامل اللقب – واليوفنتوس الوصيف فى نسخة العام الماضى. تشارك إنجلترا بثلاثة فرق فى دورى المجموعات هى مانشستر يونايتد – بطل نسخة عام 1999 وآخر فريق انجليزى يتوج باللقب – والأرسنال وتشلسى ، بعد أن فشل الفريق الرابع ، نيوكاسل يونايتد ، فى التأهل عقب خسارة مدوية أمام بارتيزان بلجراد اليوغسلافى فى الدور التمهيدى. ورغم وضع الإعلام البريطانى – الذى يتخذ من الكرة الإنجليزية مركزا للكون فى بعض الأحيان – هذه الأندية فى مصاف الفرق المرشحة لانتزاع اللقب الأوروبى، فإنها ، وبالمستوى الذى ظهرت به حتى الآن ، ستواجه متاعب جمة إن هى أرادت إثبات أن تلك الترشيحات لم تكن أكثر من مجرد فقاقيع فى الهواء. مانشستر يونايتد..أسد على باناثينايكوس: حقق بطل الدورى الإنجليزى فائضا كبيرا فى ميزانته مع بداية الموسم كان من بين أسبابه الاستغناء عن خدمات نجميه ديفيد بيكام والأرجنتينى خوان سباستيان فيرون ، فامتلأت جيوب مستثمريه ومالكى أسهمه بالنقود ، وغضب مشجعوه لأن الإدارة لم تضم لاعبين قادرين على سد فراغ بيكام وفيرون ، واكتفت باستقدام أسماء مازالت تبحث عن ذاتها فى الكرة الأوروبية مثل الكاميرونى دجيمبا دجيمبا ، والفرنسى ديفيد بيليون والبرتغالى الصاعد كريستيانو رونالدو. ورغم البداية الرائعة للفريق فى دورى المجموعات على أرضه والتى شهدت اكتساحه باثينايكوس اليونانى بخمسة أهداف نظيفة ، فإنه سقط فى أول اختبار حقيقى لقوته أمام شتوتجارت الألمانى بهدفين مقابل هدف واحد ، وكاد مرماه أن يصاب بهدف ثالث لولا براعة الحارس الأمريكى تيم هوارد الذى تصدى لركلة جزاء. أليكس فيرجسون المدير الفنى للشياطين الحمر اعترف بعد اللقاء بتواضع مستوى خط دفاع الفريق ، وفال: "لقد كان دفاعنا فظيعا فى اللقاء. فى دورى أبطال أوروبا لا يمكنك أن تخطئ مثل هذه الأخطاء."
غير أن بعض مشجعى مانشستر ، مثل جاى بارات ، يعتبرون أن نقص النجوم المبدعين فى خط وسط مانشستر يمثل أحد المشاكل الخطيرة التى ستواجه الفريق هذا الموسم. "ينقصنا المهاجمون واللاعبون المبدعون. وينقصنا مزيد من الأفكار فى وسط الملعب ، فهناك ضغط كبير على رود فان نيستلورى وبول سكولز لإحراز الأهداف" هكذا قال بارات فى رسالة نشرها موقع مانشستر يونايتد الرسمى على الإنترنت" وأضاف مخاطبا الإدارة: "أخرجوا دفتر الشيكات!" فى إشارة لضرورة تعاقد الفريق مع لاعبين على نفس مستوى البطولة. سام كوكس ، مشجع آخر ، كان أكثر حدة فى انتقاداته لأداء الفريق أمام شتوتجارت فقال: "أقول بكل جدية إنى أشعر بالقرف إزاء هذا الأداء الذى أعتبره الأسوء طوال 14 عاما قضيتها مشجعا لمانشستر يونايتد." تشلسى..وليس ريال مدريد: أنفق الملياردير الروسى رومان أبراموفيتش 175 مليون دولار أمريكى على تدعيم تشلسى قبل بداية الموسم فى محاولة لتحويل الفريق إلى "ريال مدريد" جديد. وبدأ الفريق الدورى المحلى بصورة رائعة ، وهزم سبارتا براغ خارج أرضه فى دورى الأبطال قبل أن يلقى هزيمة مفاجئة بلندن أمام بشيكتاش التركى بهدفين دون رد فى الجولة الثانية من دورى أبطال أوروبا كانت بمثابة "يد ثقيلة" أيقظت أبراموفيتش من حلم جميل. وفى تشلسى ، لا تمكن المشكلة فى نقص النجوم ، فهم كثر بعكس مانشستر يونايتد. بل تكمن فى غياب الانسجام بين لاعبى الفريق الجدد – أمثال كلود ماكاليلى وداميان داف وفيرون وهيرنان كريسبو – وبين أعضاء الفريق القدامى ، وهو ما عبر عنه الرومانى ميرشا لوشيسكو مدرب بشيكتاش بقوله: "لم ينسجم اللاعبون الجدد (فى تشلسى) مع بقية الفريق ، فهم يمررون تمريرات خاطئة كثيرا لأنهم لا يعرفون بعضهم البعض حتى الآن." ويعانى تشلسى من مشكلة أخرى فى خط دفاع تدعى مارسيل ديساييه. فهذا الفرنسى الذى يبلغ من العمر 35 عاما أصبح غير قادر على مجاراة سرعة مهاجمى الفرق الأخرى فى إنجلترا أو فى دورى الأبطال ، وقد يجد المدرب الإيطالى كلاوديو رانييرى نفسه مضطرا للدفع بماكاليلى فى مركزه بدلا من منتصف الملعب فى حال تزايد أخطاءه القاتلة. الأرسنا