نبأ سار: عمرو زكي ومحمد أبو تريكة يتنافسان مع ثلاثة من أهم لاعبي العالم على جائزة أفضل لاعب إفريقي. ولكن النبأ المحزن هو الآتي: الجائزة بنسبة كبيرة من نصيب ديديه دروجبا لأسباب سياسية. وتضع كل المعطيات السياسية وليس الكروية دروجبا في مقدمة السباق هذا العام بعد الفوضى التي صاحبت إعلان الفائز بالجائزة لعام 2007. فحينما قرر الاتحاد الإفريقي لكرة القدم إقامة حفل تسليم الجائزة في توجو إبان إقامة كأس الأمم الإفريقية 2008 التي جرت أحداثها في غانا، رفض دروجبا السفر إلى لومي والعودة إلى أكرا قبل يومين فقط من مباراة ربع النهائي أمام غينيا. وقال دروجبا حينها إن مسؤولين في الاتحاد الإفريقي أخبروه أنه لن يحصل على الجائزة التي كان في موقع الصدارة للفوز بها للعام الثاني على التوالي إذا لم يحضر الاحتفال. وعندها قرر قائد كوت ديفوار التنازل عن الجائزة، مؤكدا أنه سيقاطع استفتاءات الكاف مستقبلا "لأنها أصبحت بلا قيمة" بحسب تعبيره، لتذهب الجائزة لمهاجم مالي وسيفيليا فردريك كانوتيه. إذن ما الذي يجعل الاتحاد الإفريقي يضمّن دروجبا في القائمة النهائية من الترشيحات هذا العام على الرغم من المقاطعة العلنية التي أبداها اللاعب في فبراير الماضي؟ أسباب عدة. أولها أن أوساط الكرة الإفريقية والعالمية جميعها انتقدت الكاف بسبب ميعاد تسليم الجائزة أثناء تصاعد حدة منافسات كأس الأمم ومكان الحفل الذي أقيم في توجو على الرغم من تواجد ألمع نجوم القارة في غانا في هذا الوقت. السبب الثاني أن الكاف يريد استعادة مصداقية الاستفتاء والمسابقة بشكل عام بعد تصريح دروجبا بأن مسؤولي الاتحاد الإفريقي لم يأبهوا باختيارات المديرين الفنيين للمنتخبات الإفريقية الذين وضعوه في المقدمة من أجل نجاح الحفل، وهو ما يهدر بالفعل قيمة الجائزة من أساسها. ثالثا: أشك كثيرا أن اسم دروجبا تم وضعه في القائمة النهائية من دون استطلاع رأي اللاعب نفسه في ترشيحه لأن الكاف لن يتحمل إحراجا عالميا جديدا برفض نجم تشيلسي وكوت ديفوار الترشيح أو الحضور للحفل.
وبالنسبة للثنائي المصري، فإن وجودهما كان ضروريا بسبب احتفاظ مصر باللقب الإفريقي للدورة الثانية على التوالي، ومساهمتهما الفعالة في هذا الإنجاز بتسجيل كل منهما أربعة أهداف واحتلال مقعدين في التشكيل الأساسي لفريق إفريقيا بنهاية البطولة وبالتالي فإن الصفقة ربما تتضمن تعهد الكاف لدروجبا بفوزه بالجائزة هذا العام تعويضا عن سقطة جائزة 2007. السبب الرابع أن اختيار دروجبا – حتى وإن كان متفقا عليه مسبقا – لن يكون نتيجة صادمة لأنه يمتلك حضورا مؤثرا في 2008 مع تشيلسي ومنتخب كوت ديفوار. دروجبا كان عاملا مؤثرا في وصول منتخب بلده إلى نصف نهائي كأس الأمم الإفريقية قبل السقوط المدوي أمام مصر 4-1. وسجل دروجبا في المشوار نحو دور الأربعة ثلاثة أهداف وهو يحمل شارة القيادة. وعلى الرغم من عدم فوز تشيلسي بالدوري الإنجليزي أو دوري الأبطال في الموسم الماضي، فإن الزرق كانوا ينافسون على البطولتين حتى الثانية الأخيرة. ومع معاناته من الإصابة في أجزاء مختلفة من 2008، فإن دروجبا سجل ثمانية أهداف لفريقه في الدوري الذي كان يمكن الفوز به حتى المرحلة الأخيرة، كما لعب دور البطولة في إرسال تشيلسي إلى نهائي دوري الأبطال بتسجيل هدفين في ليفربول في نصف النهائي في لقاء ملحمي. ويحظى إيسيين بالرصيد نفسه مع تشيلسي مع اختلاف معدلات التسجيل بالطبع. كما حمل اللاعب نفسه شارة قيادة منتخب غانا في الطريق نحو نصف نهائي بطولة إفريقيا أيضا .. ولكنه لن يفوز بها هذا العام. الوضع نفسه ينطبق على إيمانويل أديابيور الذي كان هداف أرسنال في الدوري الموسم الماضي ولكن عدم فوز فريقه بأي لقب وفشل توجو في بلوغ كأس الأمم 2008 من الأصل قد يبعده كثيرا عن اللقب. وبالنسبة للثنائي المصري، فإن وجودهما كان ضروريا بسبب احتفاظ مصر باللقب الإفريقي للدورة الثانية على التوالي، ومساهمتهما الفعالة في هذا الإنجاز بتسجيل كل منهما أربعة أهداف واحتلال مقعدين في التشكيل الأساسي لفريق إفريقيا بنهاية البطولة. وبجانب المنتخب، فإن أبو تريكة يتألق قاريا مع الأهلي الذي قاده الموسم الماضي إلى نهائي دوري الأبطال ويستعد لقيادته لتحقيق الإنجاز نفسه هذا الموسم فيما بات زكي حديث الجميع في إنجلترا مع منافسته على صدارة الدوري الإنجليزي في أول ظهور له في أوروبا. إلا أن السياسة لن تمنح أي منهما فرصة الفوز بالجائزة، وإن سيحصل تريكة على تعويض مناسب بالفوز بجائزة أفضل لاعب إفريقي داخل القارة، وهو لقب ربما يكون مضمونا أيضا لصانع الألعاب الدولي. أما زكي، فيكفيه فخرا ما يحققه في الملاعب الإنجليزية ومع منتخب مصر وليس لدي شخصيا أدنى شك في أنه سيكون صاحب هذه الجائزة في غضون عامين على الأكثر.
