خلال السنوات الخمس الأخيرة، ارتبطت نجاحات المنتخب الإيفوارى بالمهاجم الفذ ديدييه دروجبا.. ورغم تشبّع القائمة الإيفوارية بالنجوم الكبار أمثال الأخوين تورى «كولو ويايا» والأخوين كونيه «بكارى وأرونا».. لكن دروجبا كان الأبرز فى قطيع الأفيال.. سواءً بأدائه مع منتخب بلاده أو مع فريق تشيلسى الإنجليزى. الكفاح والعناء.. لازما دروجبا فى حياته الأولى، وُلد لأبوين فقيرين فى أبيدجان، وقضى خمسة أعوام فى بلده ثم سافر إلى فرنسا، ليعيش مع عمه ميشيل جوبا، وفى الثامنة من عمره عاد إلى موطنه مُجددًا ليجد والديه قد فقدا عملهما ومصدر رزقهما الوحيد، وتعيش الأسرة حياة بائسة قبل أن تقرر الهجرة الجماعية إلى فرنسا عام 1991. فى فرنسا لم تكن الحياة أحسن حالاً. واضطر دروجبا إلى رعى الأغنام وهو فى الخامسة عشرة من عمره، قبل أن يمارس الكرة فى أحد أندية الدرجة الثانية ومنه إلى مارسيليا ثم تشيلسى. الفقر والعناء، اللذان لازما دروجبا فترات طويلة من حياته، جعلا منه لاعبًا شديد الصلابة والقوة والعزيمة، وبالإضافة إلى ذلك فابن العاصمة الإيفوارية «أبيدجان» يُعد نموذجًا يُحتذى به فى الانتماء لبلاده، والدليل على ذلك إصراره الشديد على المشاركة مع منتخب بلاده فى كل المُباريات مهما كانت حاجة فريقه الإنجليزى إليه. وفى كأس الأمم الماضية خاض ديدييه المُنافسات رغم إجرائه جراحة قبل البطولة بأيام، لكنه تحامل على نفسه، وقاد منتخب ساحل العاج إلى نصف النهائى. وتُعد هذه البطولة هى الأخيرة لدروجبا، لتفقد كأس الأمم بعدها واحدًا من أفضل اللاعبين الذين وطئت أقدامهم العُشب الأخضر داخل القارة السمراء فى العقد الأخير. ورغم تألق دروجبا، وتواجده ضمن قائمة أفضل مهاجمى العالم خلال السنوات الخمس الأخيرة، فإن اللاعب فشل فى تحقيق أى لقب جماعى مع منتخب بلاده.. لكن عزاءه الوحيد كان فى فوزه بلقب أفضل لاعب فى القارة السمراء عام 2006 بعد منافسة شرسة مع نجوم كبار أمثال الكاميرونى صمويل إيتو والغانى مايكل إيسيان.. وبعيدًا عن كرة القدم، يمتلك المهاجم ذو الملامح القاسية، رصيدًا كبيرًا من محبة «فقراء» أبيدجان الذين تتجاوز نظرتهم إلى دروجبا، النظرة التقليدية للاعب متألق، شرف بلاده فى المحافل العالمية.. إلى نظرة أوسع يرون فيها اللاعب إنسانًا خيّراً ساهم فى دعمهم بالكثير من الأعمال الإنسانية.. أبرز المشاريع الخيرية التى قام بها دروجبا فى بلاده هو مستشفى أبيدجان. تبرع دروجبا بثلاثة ملايين جنيه إسترلينى من أجل هذا المشروع الذى يهدف لتوفير الرعاية الصحية المناسبة لأهالى أبيدجان، ولفقرائها المعدمين.. وعن هذا المشروع قال دروجبا فى تصريحات للموقع الرسمى لنادى تشيلسى الشهر الماضى: «مستشفى أبيدجان، سيكون أفضل إنجاز فى حياتى، وأتمنى أن يكون مشروعا هاما للبلاد». ووفقا للخطة الموضوعة سيفتح المستشفى أبوابه فى أواخر عام 2010، وسيحتوى على 200 سرير، ليخدم شريحة كبيرة من المواطنين فى ساحل العاج. وسيتم تصميم المستشفى بطريقة عصرية وبكامل التجهيزات الطبية اللازمة. لمعلوماتك... ◄69 هدفا أحرزها الإيفوارى دروجبا مع نادى تشيلسى الإنجليزى
