رغم الكم الكبير من الفرق القوية والعريقة المشاركة في البطولة العربية الموحدة الثانية والمقامة حالياً بالقاهرة , إلا أن معظم الاهتمام الإعلامي والجماهيري انصب على فريق الشرطة العراقي الذي سرق الأضواء من الجميع في هذه البطولة بسبب الظروف التي أحاطت بالعراق في الفترة الأخيرة , مما جعلنا نقترب بدورنا من باسم قاسم القائد الأسبق لمنتخب العراق إبان جيله الذهبي الذي شارك في كأس العالم 1986 ومدرب فريق الشرطة العراقي لنتعرف على أثر ذلك على الرياضة العراقية بشكل عام وكرة القدم بشكل خاص .. س- في البداية نود أن نتعرف مدى تأثر الرياضة العراقية بفترة الحصار الطويلة ؟ ج- الحقيقة الرياضة العراقية تأثرت كثيراً بالحصار , وبعد أن بدأت بذور الجهد التي بذلت في أوائل الثمانينات في الإثمار عن الجيل الذهبي للكرة العراقية الذي شارك في كأس العالم 1986 , جاءت فترة الحصار لتحاصر الرياضة وكرة القدم مثلما حاصرت كل شيء في العراق , ولم يعد هناك احتكاك دولي أو مشاركة في البطولات الدولية , وهو ما أعاد الرياضة العراقية للخلف . س- وهل كان النظام السابق في العراق له أثراً سلبيا على الرياضة ؟ ج- بالطبع هذا كان احد الأسباب الرئيسية لتراجع الرياضة في العراق , لأن عدي ابن الرئيس السابق صدام حسين لم يكن يفهم في الرياضة , وإنما كان يديرها بصورة بعيدة تماماً عما يجب أن يحدث , كما انه كان يضع اللاعبين والمدربين تحت ضغط عصبي غير طبيعي , لأنه كان يعذب اللاعبين ويهينهم وحلق رؤوسهم في حالة الخسارة , ولهذا كنا نرفض المشاركة في البطولات الدولية , لأن الخسارة فيها كانت تعني الآلام والعذاب . ورغم أن عدي لم يهينني من قبل , إلا أنني رأيت الكثيرين ممن عذبهم ذلك المجرم . س- والآن وبعد أن انتهت فترة الحصار , ما هي المشكلة ؟ ج- المشكلة أن هناك نقص شديد جداً في الإمكانيات , فنحن لدينا اللاعبين المتميزين , لكننا نفتقد إلى الأجهزة و المعدات التدريبية , فالملاعب في العراق الآن مخربة والمرامي بدون شباك , كما أن السلب والنهب قضى على البقية الباقية , فالكرات والملابس وحتى اقمع التدريب سرقت , كما أننا نفتقد المساعدات العربية , فقد جئنا إلى القاهرة بخمسة آلاف دولار دفعها رئيس النادي ونائبه من مالهم الخاص , بالإضافة إلى مساعدة رمزية من لجنة الشباب والطوارئ المؤقتة . س- إذا كان الحال هكذا , فكيف استعد الفريق للبطولة العربية ؟ ج- الفريق بدأ الاستعداد للبطولة منذ 20 يوماً فقط , لعبنا خلالهم مباراتين وديتين فقط , كما أننا لم نجد الأدوات اللازمة للتدريب كما ذكرت من قبل , فكنا نجري بعض التدريبات التقليدية للإبقاء على لياقتنا البدنية ليس إلا , لكننا لم نستعد بالشكل المعروف . س- وماذا عن أخبار الدوري العراقي ؟ ج- اللجنة المؤقتة للشباب والرياضية العراقية والتي عينتها الحكومة الحالية ستبحث موعد إقامة الدوري العراقي وستعيد تشكيل مسابقة الدوري بعد تحديد الفرق المشاركة فيه , وسيعلن ذلك قريباً . س- إذن هل من الممكن أن نرى لاعبين عراقيين محترفين في الخارج ؟ ج- والله حالياً نحن نمر بمرحلة انفتاح , والعديد من اللاعبين العراقيين يلعبون في أندية عربية عديدة , كما أن هناك اللاعب عباس عبيد وهو محترف بالدوري الكوري منذ خمس سنوات , لكن لم يسبق لأي لاعب عراقي أن احترف في أوروبا , لكنني أتوقع أن يحدث ذلك خلال سنوات قليلة إذا عادت الرياضة العراقية مثلما كانت ؟ س- ومتى يحدث هذا في رأيك ؟ ج – هذا يعتمد على كم العرق والجهد المبذول , المرحلة الحالية تتطلب منا جدية كبيرة وإخلاص بالغ وذلك لإعادة بناء البنية التحتية للرياضة العراقية مرة أخرى , ويجب على الجميع التكاتف للخروج من عهد الإخفاقات إلى عصر جديد مليء بالانتصارات . س- نتحدث عن البطولة العربية قليلاً .. ما رأيك في مباراة الكويت ؟ ج- المباراة كانت فرصة رائعة لإعادة العلاقات الطيبة بين البلدين , وإذا كان النظام السابق يعادي الكويت , فإن الشعبين بينهما روابط وأواصر شديدة ترجع إلى قديم الزمن , وهو ما ساعدنا على بدأ تطبيع العلاقات بيننا في وقت قصير للغاية . س- المدرب الكويتي صرح من قبل انه كسب نقطة , فما تعليقك ؟ ج- أنا حزنت جداً بعد انتهاء المباراة لأننا كنا نستحق الفوز والخروج بنقاط المباراة الثلاث , لكن الفريق الكويتي أحرز هدف التعادل قبل أربع دقائق من نهاية المباراة , لكن الفرصة لا تزال قائمة . س- وهل فاجأك مستوى فريقك مثلما كل من شاهد المباراة ؟ ج- لقد سبق وقلت أن اللاعب العراقي لديه إمكانات ومهارات متميزة , لكن المشكلة لدينا في الإمكانيات , ولا تنس أننا كنا قوة كروية عظمى في آسيا ومنطقة الخليج